ما هو اضطراب الشخصية الانهزامية؟ وما هي أهم صفاتها؟

هل أنت من الشخصيات التي تميل إلى إرضاء الآخرين على حساب نفسك؟هل تتهرب من القيادة والمواجهة وتجد دائمًا الراحة في وجودك بعيدًا عن الأنظار؟، لقد صنف علماء النفس هذا النوع من السلوك على أنه اضطراب انهزامي في الشخصية، فما هو المقصود باضطراب الشخصية الانهزامية؟ وما هي صفات الشخص الانهزامي؟ وكيف يمكن علاج هذا الاضطراب؟

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

اضطراب الشخصية الانهزامية

تعتبر الشخصية الانهزامية نوعًا من هزيمة الذات التي تتطور في الشخصية خلال سن مبكرة، حيث يبدأ تطورها في مرحلة الطفولة، وتولد الشخصية الانهزامية أحيانًا عندما يريد الآباء أن يتصرف أطفالهم بطريقة معينة أو يمارسون رياضة ما دون الاستماع إلى ما يحبه الطفل أو ما يريده، وهذه الأفعال تُحدث تأثيرًا عميقًا في شخصية الطفل منذ الصغر، وتجعله شخصاً يقبل الذل والألم ويفتقر إلى القوة لمواجهة مشاكله أو التعامل معها، الأمر الذي يولد لديه شخصية انهزامية غير قادرة على التعبير.

ويضع الشخص الانهزامي احتياجات الآخرين قبل احتياجاته الخاصة، أي أنه يضع احتياجات الآخرين في المقدمة، فهو يرى أن ما يعطي لحياته معنى هو منح المزيد دائمًا للآخرين وخدمتهم، وهذا الشخص الانهزامي يتمادى إلى حد التخلي عما يريده من أجل إرضاء شخص آخر.

صفات الشخصية الانهزامية

يمكنك التعرف على الشخص المصاب باضطراب الشخصية الانهزامية من خلال العديد من الصفات، منها:

1. لا يمتلك الشخص الانهزامي أي روح قتالية أو تنافسية أو أي نوع من الطموح.
2. قد يتفهم الشخص الانهزامي جميع الظروف التي يمر بها الناس!
3. لا يحب الشخص الذي يعاني من الصفات الانهزامية أن يكون منفتحًا أو أن يكون ذا فائدة.
4. يقابل الأمور المزعجة بكثير من الصبر والتسامح، لكنه لا يحب السخرية من أحد.
5. يلبي احتياجات الآخرين دائمًا ويحاول إرضاءهم حتى دون انتظارهم لطلب المساعدة.
6. لا يمتلك روح المنافسة أو الطموح.
7. يبذل الانهزامي قصارى جهده من أجل خدمة الآخرين.
8. لا يوجه للآخرين أي نقد.
9. لا يحب أن يكون مركز الاهتمام.
10. لا يسمح للآخرين بمساعدته.
11. يتسم الانهزامي بالسذاجة والبراءة.
12. يختار صاحب هذه الشخصية الوظائف التي تتطلب مجهودًا كبيرًا، رغم أنها لا تحقق له السعادة أو العائد المادي المناسب.
13. يختار التعامل مع  الأشخاص والمواقف التي تؤدي إلى الإحباط والفشل أو سوء المعاملة حتى عندما تكون الخيارات الأفضل متاحة أمامه بكل بوضوح.
14. يشعر الشخص المصاب بعد الأحداث الشخصية الإيجابية (مثل إنجاز جديد)؛ بالاكتئاب والحزن أو يمتلك الشعور بالذنب.
15. يفشل في إنجاز المهام الضرورية على الرغم من قدرته الواضحة على القيام بذلك، لكن في الوقت ذاته يساعد الآخرين، فعلى سبيل المثال يساعد زملائه الطلاب في كتابة الوظائف، لكن لا يستطيع أن يكتبها لنفسه.

علاج اضطراب الشخصية الانهزامية وكيفية التعامل مع الانهزامي

وعلى الرغم من صعوبة المعاناة التي يتعرض لها الشخص الانهزامي وما تسببه له الشخصية الانهزامية من المشاكل على صعيد السلوك والتفكير، فهناك عدة علاجات تساهم في التخلص من هذا الاضطراب النفسي، منها:

التواصل مع طبيب نفسي

إن المعاناة من اضطراب الشخصية الانهزامية يتطلب محاولة التواصل مع طبيب نفسي مختص، ليساعد في التخلي عن السلوك الانهزامي لدى المصاب، ويبحث في الماضي عن أسباب الوصول إلى هذه المرحلة؛ مما يساعد على إدراك الشخص أنه الوحيد الذي لديه الحق في اتخاذ جميع قراراته الشخصية، كما أنه يساعده على أن يكون على دراية بمهاراته ودوافعه ونقاط القوة في شخصيته، ومن أساليب العلاج النفسي الناجحة لعلاج هذا الاضطراب هو العلاج المعرفي السلوكي.

التحكم في السلوك

يجب التفكير بجدية في اتخاذ الخطوات الأولى للتغيير والتخلص من الانهزامية، ربما يشعر الشخص الانهزامي بالقلق والخوف في البداية، لكن عند مواجهة هذا الخوف والقلق يستطيع تخطي هذه الخطوة والبدء في الخطوة الثانية، بل إنه يستشعر أن ما كان يشعر به من قلق كان أمرًا مبالغًا فيه.

التعامل مع السلوك النقدي بداخل النفس

يجب على الانهزامي الذي يخوض مرحلة العلاج أن يسكت الصوت الداخلي الذي ينتقد كل محاولاته لتغيير شخصيته، وعليه أن يحاول منع هذا الصوت من الاستمرار في تدمير حياته.

تحمل المسؤولية تجاه النفس

يجب أن يتحمل الشخص مسؤولية قراراته، وأن يبتعد عن إلقاء اللوم على اختياراته، وأن يتعلم طرق التعامل مع الآخرين دون تضحية بنفسه او تقديم مصلحة الآخرين قبل مصلحته.

المغامرة والإقبال على المخاطرة

لا مانع من محاولة القيام بشيءٍ من المخاطرة مثل ترك وظيفة مملة وبدء مشروع خاص، أو التخلص من العلاقات السامة.

تتعدد مسببات الإصابة باضطراب الشخصية الانهزامية، فقد تكون المعاملة الصارمة والتجارب السيئة في مرحلة الطفولة أحد الاسباب القوية، هذا بالإضافة إلى  العوامل البيئية والعامل الوراثي والفيسيولوجي التي تزيد من احتمالية إصابة شخص ما بهذا الاضطراب النفسي.