ما هو مرض البوليميا الذي ظهر في مسلسل أثينا؟

سلط مسلسل أثينا الذي بدأ عرضه مع بداية شهر رمضان الضوء على مرض البوليميا أو النهم العصبي، وهو أحد اضطرابات الأكل الشائعة. يسبب النهم العصبي نوبات لا يمكن التحكم بها من كثرة تناول الطعام، يليها محاولة التخلص من الطعام الزائد بطرق غير صحية مثل تحريض التقيؤ، أو استخدام الملينات. تعرف أكثر على أسباب البوليميا وطرق التحكم بها في هذا المقال.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا

ما هو مرض البوليميا؟

مرض البوليميا أو النهم العصبي (بالإنجليزية: Bulimia) هو اضطراب خطير يتسبب بنوبات من فرط تناول الطعام خلال فترة قصيرة من الزمن قد لا تزيد عن الساعتين، وعادةً لا يمكن التحكم بهذه النوبات، إذ يشعر المصاب بأنه غير قادر على التوقف عن تناول الطعام أثناء النوبة.

قد يهدد النهم العصبي حياة المصاب، إذ يلجأ عادةً بعد النوبة إلى طرق غير صحية للتخلص من الطعام الزائد، مثل تحريض التقيؤ أو استخدام الأدوية الملينة أو مدرات البول، وقد تتكرر نوبات فرط تناول الطعام ومحاولة التخلص منه عدة مرات خلال الأسبوع أو حتى خلال اليوم الواحد.

يمتلك الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب عادةً إما وزنًا صحيًا أو أعلى بقليل من الطبيعي، مما يقلل الشك بهم ويخفي أعراض المرض لسنوات عديدة. لا يتلقى العديد من المصابين أي تشخيص أو مساعدة إلى أن يصلوا سن 30-50 من العمر، عندما تكون عادات الأكل متأصلة فيهم ويصعب تغييرها.

ويوجد نوعان لمرض البوليميا حسب الطريقة المتبعة للتخلص من السعرات الحرارية الزائدة، التي يتم استهلاكها أثناء النوبات، هما:

• النهم التفريغي (بالإنجليزية: Purging type): يستخدم المصاب طرقًا لتحريض التقيؤ أو تفريغ الأمعاء، مثل سوء استخدام الملينات، أو مدرات البول، أو الحقن الشرجية.
• النهم غير التفريغي (بالإنجليزية: Nonpurging type): يلجأ المصاب في هذا النوع إلى طرق أخرى مثل الصيام، وفرط ممارسة التمارين الرياضية للتخلص من السعرات الحرارية الزائدة.

اقرأ أيضًا: أحمد الرافعي يعاني من التقلقل العاطفي

أسباب مرض البوليميا

يعتبر سبب الإصابة بالشره العصبي غير معروف تمامًا، لكنه أكثر شيوعًا بين المراهقين خاصةً الإناث، وقد تلعب بعض المعتقدات الاجتماعية حول الوزن المثالي أو شكل الجسم المثالي دورًا في الإصابة. يعتقد أيضًا أن السبب وراثي، أي يزيد احتمال الإصابة في حال وجود شخص آخر مصاب في العائلة.

أمراض تتزامن مع البوليميا

توجد العديد من الاضطرابات التي تعتبر شائعة بين مصابي الشره العصبي في الوقت ذاته، من هذه الاضطرابات:

• اضطرابات القلق، وذلك يتضمن اضطراب القلق العام، واضطراب القلق الاجتماعي، وأنواع الرهاب المختلفة، واضطراب الهلع، واضطراب القلق التالي للصدمة.
• الاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى.
• اضطرابات التحكم بالاندفاع (بالإنجليزية: Impulse control disorders)، مثل السلوكيات الجنسية غير الآمنة، والقيادة في حالة سكر، وسرقة المتاجر، والقمار، والإنفاق القهري.
• الإدمان على استخدام المواد المخدرة.
• السلوكيات المتمثلة في أذى النفس، مثل جرح اليدين أو السلوكيات المؤذية الأخرى دون وجود نية الانتحار.

أعراض مرض البوليميا

قد يصعب كشف مريض النهم العصبي، فعادةً ما يحرص المريض على تناول الطعام وتفريغه بعيدًا عن الأنظار. لكن يمكن لعائلته معرفة إصابته بهذا الاضطراب بالانتباه لبعض السلوكيات الأخرى التي تظهر على المريض، مثل:

• وجود عبوات أدوية ملينة أو مدرة للبول.
• كثرة زيارة الحمام.
• ممارسة التمارين الرياضية بكثرة.
• الخوف الشديد من اكتساب الوزن.
• الاكتئاب، أو القلق، أو الإدمان.
• الشعور بالخجل من تناول الطعام.
• الانسحاب الاجتماعي والانعزال عن الأصدقاء والعائلة.

قد تظهر بعض الأعراض الجسدية أيضًا، وتتمثل عادةً بمشاكل الأسنان. يسبب تحريض التقيؤ بعد فرط تناول الطعام تآكل مينا الأسنان، مما يجعلها تظهر بلون شفاف بدلًا من اللون الأبيض. كما قد تظهر الأعراض الجسدية التالية:

• تورم الخدين وخط الفك.
• مشاكل هضمية، مثل الإمساك والارتجاع المريئي.
• ظهور ندوب وخدوش على البراجم نتيجة تحريض التقيؤ.
• فقدان الوعي.
• عدم انتظام الدورة الشهرية.
• ضعف العضلات.
• الجفاف.
• احتقان العينين بالدم.

مضاعفات مرض الشره العصبي

يسبب النهم العصبي العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة، والتي قد يهدد بعضها الحياة، من أهم هذه المضاعفات:

• تقرحات الفم والمعدة.
• تسوس الأسنان.
• تمزق والتهاب المريء (بالإنجليزية: Esophagitis).
• تضرر المعدة والأمعاء.
• اضطراب الشوارد في الجسم.
• اضطراب نظم القلب.
• فشل عضلة القلب.
• زيادة خطر الانتحار.

اقرأ أيضًا: اضطراب الأكل القهري مرض نفسي لا يجب إهماله

علاج مرض البوليميا

يتضمن العلاج عادةً علاجًا طبيًا متخصصًا وعلاجًا عائليًا، وذلك للسيطرة على عادات الأكل غير الصحية وعلاج مشاكل التغذية التي يعاني منها المريض. يركز العلاج على العلاقة بين أفكار المريض ومشاعره، وسلوكياته، إذ يحاول الطبيب المعالج كشف أنماط التفكير التي تؤدي إلى السلوكيات المدمرة للذات ويحاول تغيير هذه الأنماط. من الممكن أن يساعد العلاج السوكلي المعرفي مرضى النهم العصبي. كما قد يشارك مزود رعاية صحية وأخصائي تغذية في علاج المصاب.

من الممكن أن يصف الطبيب الأدوية المضادة للاكتئاب أو القلق في حال إصابة المريض بهما، كما من الممكن أن يدخل المريض المستشفى لعلاج اضطراب الشوارد. يعتبر وجود أفراد عائلة أو أصدقاء موثوقين ضروريًا لتقدم العلاج، إذ يقدمون الدعم اللازم للمريض في هذه المرحلة.

الخاتمة:

يسلط مسلسل أثينا الضوء على مرض البوليميا، الذي يعتبر أحد اضطرابات الأكل الشائعة، وقد يتسبب بتهديد حياة المصاب. يتمثل هذا المرض بنوبات لا يمكن السيطرة عليها من فرط تناول الطعام، ثم محاولة التخلص من الطعام الزائد بطرق غير صحية. ينصح المريض أو عائلته بالتحدث مع الطبيب فور ملاحظة الأعراض، إذ يمكن للعلاج أن يساعد في السيطرة على النوبات بشكل كبير.