يرغب جميع الأهالي بتربية طفل ذو شخصية قوية وناجحة، وقادر على التغلب على التحديات التي تواجهه في حياته مهما كانت صعبة. لكن تنمية مهارات القيادة عند الأطفال تتطلب الكثير من الجهد والتدريب، وتحتاج وقتًا طويلًا. وعلى الرغم من أن وقت ظهور نتائج هذا التدريب غير معروف، لكن قد تساعد بعض الأساليب التربوية على بناء الأساس لدى الطفل ليصبح قائدًا. إليك في هذا المقال أساليب تربية الطفل القيادي.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
التشجيع على ممارسة الرياضة
تساعد ممارسة نوع معين من التمارين الرياضية مثل كرة القدم مثلًا، على تعليم الطفل كيفية العمل ضمن فريق، وهي مهارة مهمة للغاية للشخصية القيادية. من الممكن أن يترك الطفل ممارسة الرياضة عند بلوغ سن المراهقة، إما بسبب فقدان الاهتمام، أو بسبب عدم اللعب في المدرسة، أو الاهتمام برياضة أخرى فردية مثل لوح التزلج، لكن هذا مقبول تمامًا، إذ أن الهدف هو تعليم الطفل كيفية العمل مع الآخرين.
اقرأ أيضًا: وسائل عملية لتربية الأطفال..6 فوائد عند تكليفهم أعمالًا منزلية
فتح المجال لحل المشاكل دون تدخل
من أساليب تربية الطفل القيادي أيضًا تركه يحل مشاكله بنفسه، ويمكن تنمية مهارات حل المشكلات للأطفال بعدم التدخل في الشجارات بين الطفل وإخوته، وتركهم يحلون الموضوع دون تدخل من الأبوين، وأيضًا فتح المجال للطفل بحل أي مشكلة تواجهه دون أن يتوقع أن يتم إنقاذه من قبل والديه، في حال كان قادرًا على حلها بالطبع.
تعليم الطفل كيفية اتخاذ القرارات
من الضروري تعليم الأطفال اتخاذ القرار، إذ تعتبر القدرة على اتخاذ قرارات حكيمة من أهم صفات الشخصية القيادية. يمكن بناء شخصية الطفل القيادية من الصغر وتطوير قدرته على اتخاذ القرارات عن طريق السماح له باختيار ملابسه التي سيرتديها كل يوم، او اختيار الخضروات التي يريد أن يتناولها على العشاء.
عندما يكبر بالعمر قليلًا، ينصح بتعليمه كيفية موازنة إيجابيات وسلبيات كل خيار أمامه، فمثلًا إن تعارضت نشاطات فريق الكشافة مع نشاطات فريق السباحة ينصح بعدم اتخاذ القرار عن الطفل، بل مقارنة الخيارين جيدًا قبل اختيار النشاطات التي سيتركها أو يشارك فيها. كما يجب تشجيعه على طلب النصيحة من أشخاص موثوقين عندما يحتار في اتخاذ القرار.
اقرأ أيضًا: تربية الطفل الصغير: طرق فعالة وممتعة
التركيز على الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي يعني قدرة الطفل على الشفقة والتعاطف مع الآخرين، وهما ضروريان لاتخاذ القرارات بشكل سليم. يذكر أن الذكاء العاطفي يساعد أيضًا على التغلب على التحديات التي تواجه الطفل بكفاءة، وتعزز من قدرته على التعامل مع مشاعره بطريقة صحية، يعتبر تطوير الذكاء العاطفي لدى الطفل جزءًا هامًا لتربية الطفل القيادي.
كيفية تطوير الذكاء العاطفي لدى الطفل
يمكن للنصائح التالية أن تساعد على تطوير الذكاء العاطفي للطفل:
- مساعدة الطفل على تحديد مشاعره والتحدث عنها.
- محاولة تعليم الطفل كيفية قراءة مشاعر الناس، ذلك بعرض بعض الصور عليه والطلب منه أن يحزر المشاعر التي يختبرها الشخص بالصورة بناءً على لغة الجسد وتعابير الوجه.
- التحدث مع الطفل حول ردود أفعاله السابقة الخاطئة تجاه الأمور، وتوضيح ردود الأفعال الصحيحة بطريقة بناءة.
- مساعدة الآخرين بالأعمال التطوعية، ومشاركة الطفل في هذه الأعمال لبناء التعاطف لديه.
اقرأ أيضًا: تعليم الطفل الدفاع عن نفسه ضد العنف
تعليم مهارات التواصل
يعتبر تعليم الأطفال مهارات التواصل الاجتماعي ضروريًا لبناء المهارات القيادية لديهم. يمكن تطوير هذه المهارات لديهم عن طريق الطلب من الطفل توضيح جميع التفاصيل حول شيء يطلبه من والديه، كالحيوانات الأليفة مثلًا، وذلك بوصف سعر الحيوان الأليف الذي اختاره، ومستلزمات معيشته، وفترة حياته المتوقعة، والتفاصيل الأخرى، وأن يستعرض هذه التفاصيل بعرض تقديمي بسيط، وإن نجح في إيصال معلوماته فله أن يحصل على الحيوان الأليف الذي طلبه.
الذهاب في رحلة عائلية
ليس من الضروري السفر إلى بلاد أخرى لتربية الطفل القيادي، بل يكفي الخروج واستكشاف معالم المدينة مع الطفل، إذ أن قضاء الوقت معه والقيام بنشاطات يبني ارتباطًا عاطفيًا أقوى بينه وبين الوالدين، ويعتبر أفضل من الجلوس ومشاهدة التلفاز معًا في المنزل.
إعطاء المجال للإبداع
يعتبر الإبداع من اهم صفات الشخصية القيادية، ومن أساليب تربية الطفل القيادي السماح للطفل باستعراض إبداعه وإعطائه الوقت الكافي لذلك. وتتضمن طرق تشجيع الإبداع والاستقلالية حث الطفل على القراءة، والمشاركة في المشاريع الفنية، كما يمكن وضع أعمال الطفل الفنية في المنزل لرفع معنوياته وتحفيزه على الإبداع.
التربية بالقدوة
يكمن دور الأهل في بناء شخصية الطفل في أهمية تطبيق المثل التي يطلبونها منه على أرض الواقع، أي أن يكونوا قدوته ومثاله في تطبيق هذه الأمور. ينصح الأهل بامتلاك مهارات استثنائية في التواصل في الآخرين، والقدرة على التعاطف مع الآخرين، والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب، إضافةً للاستجابة بالشكل السليم للتحديات التي تواجههم، إذ يمكن لهذه الخصائص في الأهل أن تعلم الطفل بشكل أفضل.
اقرأ أيضًا: مراحل تعليم الطفل الكتابة، خطوات بسيطة وفعالة
الخاتمة:
تعتمد أساليب تربية الطفل القيادي على تطوير الشخصية والثقة بالنفس عند الأطفال، كما تشجيع وتنمية مهارات اتخاذ القرار لديهم منذ الصغر. يجب على الوالدين أن يكونوا قدوة لطفلهم أيضًا، ويطبقوا هذه المهارات على أرض الواقع ليستطيع الطفل تعلمها وتقبلها كأسلوب حياة.