انتبه! تحذيرات مهمة حول متحور كورونا الجديد “نيمبوس”

مع حلول الصيف وعودة الحياة الاجتماعية بوتيرة متسارعة، ظهر متحور كورونا الجديد ويُدعى “نيمبوس”، أثار قلق الباحثين في المملكة المتحدة والعالم. لا يتعلق الأمر بحالة فردية أو تحوّر عابر، بل بتغير في سلوك الفيروس نفسه، جعل انتشاره أسرع وأكثر مراوغة لجهاز المناعة، حتى لدى أولئك الذين تلقوا التطعيمات أو أصيبوا سابقاً.

لكن ما الذي يجعل “نيمبوس” مختلفًا عن سابقيه؟ ولماذا تتسارع التحذيرات بشأنه؟ إليك ما تحتاج إلى معرفته، بشكل مبسّط ودقيق، بناءً على معلومات علمية موثوقة.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

ما هو متحور كورونا الجديد “نيمبوس”؟

يُثير هذا المتحوّر الجديد اهتمام الباحثين لما يحمله من خصائص جينية غير مألوفة. انتشاره في أكثر من قارة خلال فترة قصيرة يفرض علينا التوقف أمامه بجدية.

• يُعرف علميًا باسم NB.1.8.1، وهو سلالة فرعية متفرعة من متحورات أوميكرون، التي عُرفت بقدرتها العالية على العدوى.

• تم رصده لأول مرة في المملكة المتحدة، وسرعان ما ظهرت حالات في الصين، سنغافورة، وهونغ كونغ، مما يدل على سرعة انتشاره عالميًا.

• تُصنّفه منظمة الصحة العالمية حالياً ضمن قائمة “المتحورات تحت المراقبة”، ما يعني أنه يخضع لتحليل دقيق لرصد أي مؤشرات تهديد صحّي أوسع.

شاهد أيضًا: مرض تنفسي خطير ينتشر في أوروبا: هل يعود مشهد كورونا؟

ما خطورة متحور كورونا الجديد”نيمبوس”؟

رغم اعتقاد البعض أن خطر كورونا بات خلفنا، فإن البيانات الحالية تكشف عن واقع مختلف تمامًا. مؤشرات انتشار نيمبوس تُنذر بموجة جديدة قد تُنهك الأنظمة الصحية إذا لم تُتخذ إجراءات استباقية.

• سجّلت بريطانيا ارتفاعًا بنسبة 97% في الحالات الإيجابية منذ مارس 2025.

• بلغت نسبة إيجابية الفحوص في بداية يونيو 6.1%، وهي الأعلى منذ بداية العام.

• نسبة الإصابات الناتجة عن نيمبوس ارتفعت من 2.5% إلى 10.7% عالميًا خلال شهر.

أعراض متحور كورونا الجديد

رغم أن متحور كورونا الجديد نيمبوس لا يبدو أكثر شدة في الأعراض من المتحورات السابقة، فإن سرعة انتشاره تجعل من المهم التعرّف على علاماته المبكرة لتجنّب نقل العدوى للآخرين.

• حمى وتعب عام.

• ألم عضلي والتهاب الحلق.

• أعراض مشابهة لنزلات البرد والإنفلونزا.

• لا توجد دلائل حتى الآن على أنه يسبب مضاعفات أكثر حدة، لكن الخطر يكمن في الانتشار الواسع.

هل اللقاحات الحالية كافية للحماية؟

اللقاحات ما زالت أداة قوية، لكنها ليست كافية وحدها لمواجهة نيمبوس. فخصائص هذا المتحوّر تجعله قادرًا على تفادي المناعة المكتسبة جزئيًا، ما يتطلب تحديثات في الاستراتيجية الصحية، ونسنتنج أن:

• اللقاحات المخصّصة لأوميكرون قد لا تمنح حماية كافية ضد نيمبوس.

• تُظهر بيانات وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (بالإنجليزية: UKHSA) أن الجرعة المعززة تخفّض خطر دخول المستشفى بنسبة 45%.

• تراجع المناعة مع مرور الوقت يعيد تعريض كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة للخطر.

من الأكثر عرضة للخطر؟

المتحورات لا تؤثر بالجميع بنفس الطريقة. هناك فئات يبقى خطر الإصابة لديها أعلى بكثير، خصوصًا من حيث المضاعفات. حمايتهم مسؤولية جماعية:

• الأشخاص فوق عمر 75 عامًا.

• مرضى الإيدز أو نقص المناعة أو الأمراض المزمنة.

• المقيمون والعاملون في دور الرعاية الصحية.

• غير الملقحين أو من لم يتلقوا جرعة معززة منذ أكثر من 6 أشهر.

شاهد أيضًا: أفضل الطرق لتعقيم المنزل بعد الإنفلوانزا

هل سنشهد موجة كورونا جديدة؟

العديد من الخبراء يربطون بين المتحوّر الجديد وزيادة محتملة في الإصابات خلال شهري يونيو ويوليو. فصل الصيف لا يوقف الفيروس، بل قد يُسرّع انتشاره مع الحفلات والسفر والتجمعات:

• حذّر البروفيسور لورنس يونغ من احتمال تسجيل زيادة واضحة في الإصابات خلال الأسابيع المقبلة.

• نيمبوس يُظهر قدرة أكبر على الدخول إلى الخلايا البشرية، ما يُصعّب على جهاز المناعة التصدّي له.

• السلالة الجديدة تُظهر مرونة جينية تتيح لها تفادي الأجسام المضادة المكتسبة من الإصابة السابقة.

شاهد أيضًا: قرصة صغيرة..ومخاطر كبيرة: احذر قرصة البعوض

ماذا علينا أن نفعل الآن؟

لا نحتاج إلى العودة إلى الإغلاق، لكننا بحاجة إلى وعي ووقاية ذكيّة. التصرّف المبكر أفضل من ردّ الفعل المتأخر، خصوصًا مع ظهور متحوّر يتمتع بسرعة انتشار عالية، المطلوب في هذه المرحلة هو التالي:

• الحرص على التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة.

• استخدام الكمامات في وسائل النقل والمستشفيات والمراكز الصحية.

• المتابعة المستمرة لمستجدات حملات التطعيم.

• إجراء الفحوص عند ظهور أي أعراض أو بعد مخالطة مصابين.

شاهد أيضًا: قد تنشر الجراثيم بسبب هذه الأخطاء في غسل اليدين

خلاصة

متحور كورونا الجديد “نيمبوس” ليس مجرّد اسم جديد في عالم الفيروسات، بل مؤشّر على أننا ما زلنا في سباق مستمر مع تحوّلات كورونا. التعامل بجدية مع التحذيرات اليوم قد يحمينا من موجات شديدة غدًا. الوقاية والوعي أساس الصحة الجماعية في هذه المرحلة.