تقسم الأمراض من ناحية الانتشار، وعدد الإصابات إلى أمراض شائعة تصيب الكثير من الأشخاص، أو أمراض نادرة الحدوث بما فيها سرطان القلب الذي قد يبدو غريبًا بالنسبة للبعض إلا أنه قد يحدث بالفعل، فما هو سرطان القلب؟ وما هي أعراضه؟ لماذا يحدث سرطان القلب؟ وكيف يتم علاجه؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو سرطان القلب؟
سرطان القلب (بالإنجليزية: Heart Cancer) قد يبدأ في خلايا قلب الإنسان وهو ما يعرق بسرطان القلب الأولي، وقد يكون ثانويًا نتيجة انتشار الخلايا السرطانية من أعضاء أخرى مصابة إلى أنسجة القلب، يعد سرطان القلب من السرطانات النادرة الحدوث بشكل كبير.
تشير الجمعية الأوروبية لأمراض القلب بأنّه تم العثور على حالة من بين كل 2000 حالة عند تشريح الجثث تكون مصابة بسرطان القلب، إذ تشير التقارير إلى أنّ 25% فقط من الحالات يكون الورم السرطاني منشؤه خلايا القلب ذاتها، أي أن غالبية الأورام السرطانية التي تصيب القلب قد انتقلت إليه من أعضاء أخرى، ويحدث هذا بمعدل 40 ضعف من السرطان الذي يبدأ من القلب.
من أبرز السرطانات التي تنتقل إلى القلب سرطان الرئة، وسرطان الدم، وسرطان الكلى، وسرطان الثدي، وسرطان الغدد الليمفاوية الذي يختلف عن ورم الغدد الليمفاوية عند الإصابة بسرطان القلب الأولي، كون سرطان الغدد الليمفاوية يبدأ في العقد الليمفاوية أو الطحال، أو نخاع العظام بدلًا من القلب.
تكون معظم أورام القلب حميدة وليست سرطانية. وتشكل سرطانات القلب الأولية نسبة صغيرة جدًا، ويُصنَّف نحو 75% منها ضمن الأورام اللحمية (الساركوما)، وهي أورام تنشأ من الأنسجة الرخوة مثل العضلات والأوعية الدموية والأوتار والأعصاب. كما تُعد الأورام اللمفاوية القلبية الأولية وأورام الظهارة المتوسطة من الأنواع الأخرى الأقل شيوعًا لسرطانات القلب.
أعراض سرطان القلب
تميل أورام القلب السرطانية إلى النمو بشكل سريع لتغزو جدران القلب والأجزاء المهمة الأخرى من القلب؛ وهو ما يعطّل وظيفة القلب، بالتالي ظهور مجموعة من الأعراض التي تعكس أورام القلب وحجمها وموقعها، لهذا السبب فإنّ الأعراض قد تكون مشابهة لأعراض الحالات المرضية التي تصيب القلب بما فيها قصور القلب وعدم انتظام ضربات القلب، بجميع الأحوال تتضمن أعراض سرطان القلب الأولى الآتي:
ضعف عضلة القلب
عندما ينمو الورم السرطاني في الجدران العضلية للقلب يمكن أن تصبح عضلة القلب متيبسة، وغير قادرة على ضخ كميات كافية من الدم إلى جميع أنحاء الجسم؛ مما يؤدي إلى ضعف أو قصور في عضلة القلب، ويرافق ذلك ظهور مجموعة من الأعراض من أبرزها التعب والإرهاق، وضيق في التنفس، وألم في الصدر، وتورم في الساقين.
شاهد أيضًا: أعراض أمراض القلب..انتبه لهذه الإشارات قبل فوات الأوان

انسداد تدفق الدم
من الممكن أن ينمو الورم السرطاني في إحدى غرف القلب أو في الصمامات القلبية؛ مما يحول دون تدفق الدم خلال القلب بشكل طبيعي؛ إذ يتسبب ذلك بظهور مجموعة من الأعراض التي تختلف بالاعتماد على مكان الورم السرطاني، على سبيل المثال عندما يصيب الورم السرطاني الغرف العلوية من القلب يمكن أن يمنع تدفق الدم إلى الغرف العلوية من القلب؛ مما يحاكي تضيق الصمامات ثلاثية الشرفات أو الصمام التاجي وهو يؤدي إلى الشعور بالتعب، وضيق في التنفس.
كما يمكن للورم أن يصيب البطين وهو ما يمتج عنه منع تدفق الدم خارج القلب؛ بالتالي يحدث تضيق في الأبهر أو في الصمام الرئوي؛ مما يؤدي إلى ضيق في التنفس، والدوخة، والإغماء، والإرهاق، والتعب.

خلل في النظام الكهربائي للقلب
يمكن أن تؤثر الأورام السرطانية التي تنمو داخل عضلة القلب على نظام التوصيل الكهربائي؛ وبالتالي التأثير على سرعة وانتظام نبضات القلب، كما أن الأورام السرطانية قد تؤدي إلى سد مسار التوصيل الطبيعي بين الأذينين والبطينين وهو ما يعرف بكتلة القلب أي الحد من سرعة الأذينين والبطينين بدلاً من العمل في آن واحد، هذا يؤدي إما إلى تسارع في نبضات القلب أو تباطؤ الذي يرافقه الشعور بالإغماء في بعض الأحيان، أو الإصابة بالرجفان البطيني، والسكتة الدماغية المفاجئة.
السدادة
عندما تنتقل قطعة صغيرة من الورم السرطاني إلى أجزاء أخرى من القلب، أو تتشكل جلطة دموية في القلب لتستقر في شريان صغير يحدث ما يعرف بالانصمام أو الانسداد الذي قد يحدث في الرئتين هذا ما يعرف بالانسداد الرئوي.
يؤدي الانسداد الرئوي إلى ضيق في التنفس، والألم الحاد في الصدر، وعدم انتظام في ضربات القلب، بالإضافة إلى حدوث الانسداد في الشرايين التي تمد المخ بالدم والمواد المغذية؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية التي يصاحبها شلل في جانب واحد من الجسم، وتدلي جانب واحد من الوجه، بالإضافة إلى مشاكل في الكلام، كما يمكن أن يحدث الانسداد في الشرايين التي تغذي الذراعين والساقين هذا يؤدي إلى الألم، وبرودة في الأطراف.
الأعراض الجهازية
يمكن أن تسبب الأورام السرطانية بالقلب مجموعة من الأعراض غير المحددة التي تشير إلى الإصابة بعدوى، إذ تتضمن هذه الأعراض الإحساس بالقشعريرة، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، والتعرق الليلي، وفقدان الوزن، والألم في المفاصل، كما تميل الآفات النقيلية لسرطان القلب الثانوي إلى إصابة البطانة المحيطة بالجزء الخارجي من القلب، أو ما يعرف بالتامور الذي يؤدي إلى تراكم السوائل حول القلب بالتالي تشكل انصباب التامور الخبيث.
شاهد أيضًا: أخطر أمراض القلب عند الأطفال..كيف أعرف أن قلب طفلي سليم؟

أسباب السرطانات التي تصيب القلب
كما أشرنا أعلاه بأنّ غالبية الأورام السرطانية التي تصيب القلب قد انتقلت إليه من سرطانات أصابت أعضاء أخرى في الجسم، إذ أنه من النادر أن يبدأ السرطان في خلايا وأنسجة القلب نفسها، كما أنه تزيد احتمالية الإصابة بسرطان القلب الثانوي أي الذي لا يبدأ في القلب بما يتراوح بين 30-40 ضعف عن السرطان الذي ينشأ في القلب، لسوء الحظ لم يحدد الأطباء أسباب سرطان القلب، على الرغم من أن بعض العوامل الوراثية أو الأمراض النادرة قد تلعب دورًا محدودًا.
من الجدير بالذكر أن لسرطانات القلب عدة أنواع من أبرزها السرطان الذي يصيب الأوعية الدموية الكبرى بالتحديد الشريان الأورطي، والشرايين الرئوية.
شاهد أيضًا: ما هو الرجفان الأذيني، وهل هو خطير؟
علاج سرطان القلب
قبل البدء بالعلاج لا بد من أن يجري الطبيب الفحوصات التشخيصية، إذ أنه في الغالب يتم الكشف عن الإصابة بسرطان القلب أثناء إجراء الفحوصات للكشف عن أمراض القلب الأخرى، إذ تتضمن هذه الفحوصات فحص تعداد الدم الكامل، وتصوير الصدر بالأشعة السينية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وإجراء مخطط كهربائية القلب، و مخطط صدى القلب، بالإضافة إلى تصوير الأوعية الدموية التاجية وقسطرة القلب، بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية.
يعتمد علاج سرطان القلب على نوع الورم ومكانه وحجمه وحالة المريض الصحية. يشمل العلاج أحيانًا الجراحة لإزالة الورم، أو العلاج الإشعاعي أو الكيميائي لتقليص حجم الورم، أما الأورام الثانوية فيتم علاجها بحسب سرطان العضو الأصلي، مثل سرطان الغدد الليمفاوية أو سرطان الثدي أو الرئة.
من الجدير بالذكر أن الطبيب قد يلجأ في بعض الأحيان إلى الجراحة إذ ثبت بأنها تطيل عمر المصاب إذا تم استئصال الورم السرطاني القلبي بشكل كامل.
ينبغي الإشارة إلى أنّ هذه العمليات قد تكون معقدة للغاية لذا فإنّ إجراءها يتم في مراكز متخصصة كون جراحة القلب من الجراحات الحساسة جداً، كما يمكن للمصاب أن ينضم إلى مراكز الدراسات التي تجرب طرق علاجية متعددة مستقبلية لسرطانات القلب.
شاهد أيضًا: القضاء على السرطان بالضوء: ثورة حديثة في المجال الطبي

ما هو الفرق بين أورام القلب الحميدة وسرطان القلب ؟
فيما يلي الفرق بين أورام القلب الحميدة والخبيثة بشكل مبسّط وواضح:
أولًا: أورام القلب الحميدة
- الانتشار: لا تنتشر إلى أعضاء أخرى في الجسم.
- النمو: بطيئة النمو غالبًا.
- الخطورة: أقل خطورة، لكنها قد تسبب مضاعفات ميكانيكية مثل انسداد تدفق الدم أو اضطراب ضربات القلب.
- الأنواع الشائعة: الورم المخاطي (Myxoma) وهو الأكثر شيوعًا.
- العلاج: غالبًا يتم استئصالها جراحيًا مع نتائج جيدة.
- الإنذار: ممتاز في معظم الحالات بعد العلاج.
ثانيًا: أورام القلب الخبيثة
- الانتشار: يمكن أن تنتشر داخل القلب أو إلى أعضاء أخرى (نقائل).
- النمو: سريعة وعدوانية.
- الخطورة: عالية وقد تهدد الحياة.
- الأنواع الشائعة: الساركوما القلبية، الأورام اللمفاوية القلبية.
- العلاج: معقد، وقد يشمل الجراحة والعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
- الإنذار: أقل مقارنةً بالأورام الحميدة، ويعتمد على نوع الورم ومرحلة اكتشافه.
شاهد أيضًا: سرطان الكلى: كل ما يجب أن تعرفه من التشخيص إلى الشفاء
لا يلغي ندرة حدوث سرطان القلب من ضرورة مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض غير طبيعي يدل على حدوث مشكلة في القلب، مع أن ظهور الأعراض ليس بالضرورة أن يكون ناتجاً عن الإصابة بورم القلب الخبيث، إلا أنه من الأفضل استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات التشخيصية لمعرفة الأسباب وعلاجها.