تتعرض المرأة إلى تغيرات هرمونية كثيرة منذ بدء مرحلة البلوغ وحدوث الطمث، كما يختلف الحيض عند بعض النساء عن الأخريات، فمنهن من تعاني من آلام كثيرة أثناء الحيض أو قبله، ومن الممكن أن يحدث نزيف أو تنقيط قبل الحيض أو بين الحيضين، وهو ما يعرف بالاستحاضة.
نتعرف على أسباب الاستحاضة وأهم الفروق الجوهرية بينها وبين الدورة الشهرية الطبيعية.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ماهي الاستحاضة عند النساء؟
الاستحاضة أو التنقيط (بالإنجليزية: Metrorrhagia or Spotting) هي عبارة عن نزف مهبلي يحدث على فترات غير منتظمة، أو بشكل مستقل عن الحيض أو الدورة الشهرية، ويختلف الحيض عن التنقيط سواء في المدة أو التوقيت أو الكمية، حيث من الممكن أن يستمر نزول دم التنقيط أو الاستحاضة بعد الدورة الطبيعية، أو قد يكون ما بين الحيضين بشكل متقطع أو متصل، كما قد يرافقها بعض الأعراض التي تشبه أعراض الدورة الشهرية، ومن الممكن أن تسبب بعض الآلام لدى بعض النساء، كما يمكن أن تشكل اضطرابات أساسية ومضاعفات خطيرة لدى البعض الآخر، ومن أمثلتها:
- مشاكل في بطانة الرحم.
- فقر الدم الناتج عن النزيف.
- غزارة الطمث.
ما هي أسباب الاستحاضة؟
هناك العديد من العوامل التي تسبب هذا النوع من نزيف الرحم غير الطبيعي:
اضطرابات هرمونية
يؤدي الخلل في الهرمونات أو التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة -وخاصة في هرمونات الأنوثة (هرموني الإستروجين والبروجسترون) المسؤولين عن تنظيم الدورة الشهرية- إلى حدوث التنقيط والذي يُعد نزيف غير طبيعي يحدث في الرحم، وينتج الخلل في الهرمونات كنتيجة لإصابة المرأة بأحد الأمراض مثل المشاكل في الغدة الدرقية، وقد يكون الاضطراب الهرموني نتيجة بدء أو إيقاف حبوب منع الحمل، بالإضافة إلى المشاكل الصحية التي تصيب المبايض.
الأورام الليفية الرحمية
تعد الأورام الليفية الرحمية (بالإنجليزية: Uterine fibroids) سببًا من أسباب الاستحاضة عند النساء، وهي أورام غير سرطانية تتكون في الرحم، ويمكن أن تسبب العديد من المشاكل، مثل آلام الحوض، وألم أسفل الظهر، كذلك الجماع المؤلم للمرأة، ومشاكل صحية في المسالك البولية، وعادةً ما تكون الأورام الليفية حميدة، وقد تتقلص وتختفي من تلقاء نفسها، وبالتحديد عند كبر سن المرأة أو ما يسمى بسن اليأس.
مضاعفات الحمل
يعد كل من الإجهاض (بالإنجليزية: Miscarriage) والحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic pregnancy) من أبرز أسباب الاستحاضة، وننوه أن الحمل خارج الرحم يحدث عندما تزرع البويضة الملقحة نفسها في قناة فالوب بدلًا من الرحم؛ لذلك من الأفضل حين حدوث هذه الحالة سرعة استشارة الطبيب؛ لأنه يؤدي إلى حدوث نزيف مهبلي مستمر أثناء الحمل.
شاهد أيضًا: كيف يمكن تنظيف الرحم بعد الإجهاض بطرق آمنة وفعالة؟
السرطان
من أسباب الاستحاضة أيضًا إصابة المرأة ببعض هناك أنواع السرطانات التي تسبب حدوث نزيف غير طبيعي للرحم، أو بقع دم، أو أشكال أخرى من الإفرازات المهبلية، ومنها سرطان المبيض، وسرطان الرحم، وسرطان المهبل، بالإضافة إلى سرطان الحوض.
الأدوية
يمكن أن يكون تناول بعض الأدوية من أسباب نزول دم بين فترات الحيض، مثل مميعات الدم، وأدوية الغدة الدرقية، والأدوية الهرمونية؛ لذلك عليك استشارة الطبيب في حال حدوث ذلك، فيمكن تفادي ذلك عن طريق وصف بدائل لتلك الأدوية.
فترة ما قبل انقطاع الطمث
خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث أو ما يُسمى ما قبل سن اليأس لدى السيدات (بالإنجليزية: Primenopause)؛ تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة، وقد تظهر بعض البقع، أو قد يحدث نزيف خفيف أو أكثر غزارة عن المعتاد، وهو ما يُعرف بالتنقيط، ويعتبر هذا السبب من أسباب الاستحاضة الشهيرة عند الكثير من النساء اللائي قاربن على انقطاع الطمث.
شاهد أيضًا: 10 أعشاب تؤخر سن اليأس وتعالج أعراضه
التنقيط خلال التبويض
هو نزف خفيف يحدث في وقت قريب من موعد الدورة الشهرية، حيث يكون الدم ورديًا فاتح اللون أو أحمر، ويستمر لمدة يوم أو يومين تقريبًا، ويشمل عدة علامات وأعراض ومنها:
- زيادة في مخاط عنق الرحم.
- تغيير في موضع أو صلابة عنق الرحم (هبوط عنق الرحم).
- انخفاض في درجة حرارة الجسم الأساسية قبل الإباضة تليها زيادة حادة بعد الإباضة.
- زيادة الرغبة الجنسية للمرأة.
- ألم أو وجع خفيف في جانب واحد من البطن.
أسباب أخرى للنزيف المهبلي
هناك أسباب أخرى لحدوث نزول دم غير منتظم:
- الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، بسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية أو حتى فطرية.
- إدخال جسم غريب إلى المهبل بقصد العلاجات الشعبية على سبيل المثال.
- إصابة المرأة بمرض متلازمة تكيس المبايض.
- حدوث جرح في عنق الرحم أثناء الجماع.
- زيادة أو نقصان الوزن بشكل كبير.
- الإصابة بداء السكري.
أعراض الاستحاضة
بعد أن تعرفنا على أسباب الاستحاضة، يجب الانتباه جيدًا لعلاماتها، ونذكر منها التالي:
- نزول الدم أثناء فترة الحيض يكون غير منتظم أيضًا؛ حيث تكون فيه أيام ضائعة بدون نزول دم على الإطلاق.
- طول مدة الحيض أكثر من المعتاد.
- كمية النزيف أكبر من المعتاد.
- حكة واحمرار في منطقة المهبل.
- إفرازات أو رائحة غير عادية من المهبل.
- ألم في البطن أو منطقة الحوض.
- عدم انتظام موعد الدورة الشهرية.
- ألم أو حرقة أثناء التبول.
- ألم أو حرقة أثناء الجماع.
- زيادة في الوزن.
- غثيان.
شاهد أيضًا: بدون خجل: ما سبب ألم المهبل للعذراء؟ تعرفي على الأسباب الطبية
علاج الاستحاضة المستمرة
تتوقف طريقة علاج هذا النزيف على أسباب الاستحاضة، فقد يكون العلاج من خلال أحد الطرق التالية:
- يصف الطبيب عقار المضاد الحيوي، أو مضاد الفطريات، أو المضاد الفيروسي المناسب للعدوى الموجودة والمسببة للنزيف.
- قد يحتاج الأمر إلى تناول حبوب منع الحمل، أو أية عقاقير هرمونية أخرى، عندما يكون السبب في حدوث هذا التنقيط أو النزيف هو التغيرات الهرمونية.
- العلاج الجراحي هو أحد العلاجات المقترحة، لإزالة الأورام الليفية أو التكتلات الموجودة في الرحم أو الحوض.
ما هو الفرق بين دم الحيض ودم الاستحاضة؟
يختلف الحيض عن الاستحاضة أو التنقيط، ومن المهم التمييز بينهما، ونلفت الانتباه أنه في بعض الحالات قد لا تكون الاستحاضة شديدة الخطورة، ومن نقاط الاختلاف بينهما ما يلي:
- التنقيط يظهر عند بعض النساء بشكل متقطع وخفيف.
- الاستحاضة تحدث قبل الدورة الشهرية، أو بعدها أو بين الحيضين.
- فترة الحيض تحدث كل 28 يومًا وبشكل منظم إن كانت المرأة لا تعاني من أي مشاكل صحية.
- الحيض في بدايته يكون بشكل خفيف، ثم تزداد غزارته يومين أو ثلاثة، ثم يخف تدريجيًا حتى ينتهي.
- الدورة الشهرية عند بعض النساء تستمر لمدة بين 5 – 7 أيام.
- لون الدم غالبًا ما يكون عند حدوث التنقيط مختلفًا عن فترة الحيض الطبيعية، حيث إن بعض النساء يلاحظن وجود دم بني، بينما تجد أخريات بأن الدم الناتج عن التنقيط أفتح، أو قوامه مختلفًا، أو رائحته غريبة.
- التنقيط يظهر أثناء الحمل، وهو أمر غير ممكن الحدوث مع الدورة الشهرية، إذ تختفي الدورة الشهرية عند حدوث الحمل، وتعود بعد الولادة بعدة أسابيع أو أشهر.
- التنقيط عبارة عن نزيف غير منظم، وقد يحدث أثناء التبويض أيضًا.
شاهد أيضًا: ما هو جفاف المهبل عند المرأة؟
تعرفنا على أسباب الاستحاضة والفرق بينها وبين الحيض؛ لذلك يجب استشارة الطبيب على وجه السرعة عند حدوث أي نزيف مهبلي غير طبيعي، وخاصةً إذا كنت تعانين من أعراض أخرى مرافقة له، مثل الألم، وفقدان الوعي، والحمى، حيث من الممكن أن تتعرض حياتك للخطر بسبب النزيف الشديد أو المتكرر.