يمكن تعريف الشخصية على أنها مزيج من العواطف والأفكار والسلوك، مما يجعل لكل فرد شخصيته الفريدة التي تميزه عن غيره. تتشكل الشخصية أثناء الطفولة، وتتكون أطباعها، أما من عوامل وراثية أو عوامل مكتسبة من البيئة المحيطة.
هناك 10 اضطرابات للشخصية إجمالاً، وهي ثلاث فئات هي (أ، ب، ج). وتضم المجموعة (أ) ثلاث اضطرابات تتشابه في بعض السمات والأعراض وهي:
- اضطراب الشخصية الارتيابية.
- اضطراب الشخصية الفصامية.
- اضطراب الشخصية شبه الفصامية.
نتناول في هذا المقال اضطراب الشخصية شبه الفصامية (بالإنجليزية: Schizoid Personality Disorder)، حيث سنناقش معاً صفات اضطراب الشخصية شبه الفصامية، والأعراض الملازمة لهذا الاضطراب، بالإضافة إلى مناقشة الأسباب وطرق العلاج الممكن اتباعها في هذه الحالة.
وأخيراً سنتطرق إلى أوجه الاختلاف بين اضطراب الشخصية الانعزالية أو شبه الفصامية، واضطراب الشخصية الفصامية (بالإنجليزية: Schizotypal Personality Disorder).
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هو اضطراب الشخصية شبه الفصامية؟
اضطراب الشخصية شبه الفصامية أو ما يعرف بـ “اضطراب الشخصية الانعزالية“، هو اضطراب يسبب تجنب العلاقات الاجتماعية وصعوبة بنائها. يتميز المصابون بهذا الاضطراب بالانطوائية والانعزالية، ولا يشعرون بالحاجة إلى صحبة الآخرين، ويجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم. حيث تم إدراج هذا الاضطراب ضمن اضطرابات الشخصية تماماً مثل اضطراب الشخصية الفصامية، وبالتالي فإن الأعراض تكون عادة طويلة الأمد.
اقرأ أيضًا: 11 صفة تعزز العلاقات الطويلة
أعراض اضطراب الشخصية شبه الفصامية
تبدأ أعراض اضطراب الشخصية الانعزالية بالظهور عادةً في وقت مبكر عند البلوغ، وعلى الرغم من أن بعض السمات قد تكون ملحوظة أثناء الطفولة. تسبب هذه السمات صعوبة التعامل مع الآخرين، وعدم معرفة كيفية التصرف في المدرسة أو العمل، حيث تتمحور أعراض الاضطراب حول الانفصال الاجتماعي، وصعوبة بناء العلاقات الاجتماعية القوية مع الآخرين.
فيما يلي صفات الشخصية الانعزالية:
- البرود العاطفي.
- الانفصال، وتبلد المشاعر.
- صعوبة التعبير عن المشاعر الايجابية والسلبية تجاه الاخرين.
- عدم الشعور برغبة في بناء العلاقات، أو الشعور بمتعة في العلاقات.
- اختيار الوحدة في معظم الأوقات.
- تفضيل الوحدة والقيام بالأنشطة الفردية.
- اللامبالاة بالمعايير والاتفاقيات الاجتماعية. قلة الاهتمام أو عدم إطلاقاً بالعلاقات الجنسية.
- عدم الرغبة في تكوين صداقات مقربة، أو علاقات شخصية.
- اللامبالاة بالثناء والمديح، أو الملاحظات والانتقادات من الآخرين.
- الانشغال بالخيال والتأمل.
أسباب اضطراب الشخصية شبه الفصامية
الشخصية هي مزيج من الأفكار والعواطف والسلوكيات التي تجعل المرء فريدًا. إنها الطريقة التي ينظر بها إلى العالم الخارجي ويفهمه ويرتبط به، وكذلك كيف يرى نفسه. تتشكل الشخصية أثناء الطفولة، وتتأثر بالعديد من العوامل مثل العوامل الوراثية والعوامل البيئية.
في التطور الطبيعي، يتعلم الأطفال بمرور الوقت تفسير الإشارات الاجتماعية بدقة والاستجابة بشكل مناسب. أما أسباب تطور اضطراب الشخصية الانعزالية فهي غير معروفة، على الرغم من أن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، قد تلعب دورًا كبيرًا في ذلك.
إلا أن هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة باضطراب الشخصية الانعزالية، أو شبه الفصامية وهي:
- وجود فرد مصاب باضطراب الشخصية الانعزالية، أو الشخصية الفصامية في العائلة.
- معاناة أحد الوالدين من البرود وعدم قيامه بالعناية بالأطفال بشكل مناسب، أو عدم القيام مساعدة الأطفال عاطفيًا.
- المرور بأحداث فوضوية أو غير مستقرة، أو التعرض للعنف في فترة الطفولة.
- تغيرات في تركيب أو كيميائية الدماغ.
تشخيص اضطراب الشخصية شبه الفصامية
من الممكن أن يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات السريرية والجسدية؛ لاستبعاد الإصابة بأمراض أخرى. في حال عدم وجود أية اضطرابات أخرى ينصح الطبيب المريض باستشارة طبيب نفسي مختص.
يقوم الطبيب النفسي المختص بالتحدث مع المريض حول الأعراض بالتفصيل، كما يقوم بسؤاله كثيرًا من الأسئلة للوصول إلى التشخيص الدقيق.
علاج اضطراب الشخصية شبه الفصامية
مثل أي حالة نفسية أخرى، فإن التشخيص الصحيح هو المساعد الرئيسي في عملية علاج الاضطرابات المختلفة، لذا توجد عدة خيارات لعلاج هذا الاضطراب، نذكر منها:
- العلاج النفسي أو العلاج بالكلام: من المهم جداً أثناء مواجهة الحالات النفسية المعقدة، محاولة التحدث والفضفضة، ومناقشة المعتقدات والتصورات الخاطئة التي يمكن أن يتوهمها الشخص المصاب، إلى جانب كيفية التعامل مع العلاقات، وإظهار فائدة تكوين الصداقات والعلاقات الوثيقة.
- العلاج الجماعي: يساعد العلاج ضمن مجموعات على تعلم مهارات التواصل مع الآخرين، كما يوفر الدعم النفسي أيضًا للمريض.
- الأدوية: توصف الأدوية في حالات الاكتئاب والقلق الشديدين.
الفرق بين الشخصية الفصامية والشخصية شبه الفصامية
بعد كل ما سبق ذكره أعلاه، فقد تبدو الشخصيتان متشابهتين جدًا وذلك بسبب وجود العديد من الأعراض المشتركة، إلا أن هناك الكثير من الاختلافات أيضاً. ينتمي كلا الاضطرابين إلى مجموعة (أ) من اضطرابات الشخصية، التي تتميز بسلوك ومعتقدات غريبة، مما يجعل التفريق بين الحالتين صعبًا نوعًا ما.
لذا فمن المهم النظر إلى الاختلافات بينهما بشكل دقيق؛ للحصول على التشخيص الصحيح، وهذا ما يطلق عليه الأطباء التشخيص التفريقي. وتتمثل الفروقات الأساسية بين اضطراب الشخصية الانعزالية والشخصية الفصامية فيما يلي:
اللامبالاة الاجتماعية والانعزالية
الفرق الرئيسي بين اضطراب الشخصية الفصامية والشخصية شبه الفصامية، هو أن المصابون باضطراب الشخصية الفصامية لديهم ذلك النوع من القلق الاجتماعي، إذ أنهم عادةً ما يكونون مستعدين نوعًا ما لإقامة علاقات، ومهتمين بالاتصال بالآخرين، إلا أن قلقهم المبالغ فيه وخوفهم من الإحراج عادةً ما يمنعهم من ذلك.
في حين أن الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الانعزالية لا يكترثون بالآخرين، إذ لا يظهرون أي اهتمام بدوافع الآخرين أو مشاعرهم أو تصرفاتهم، لأنهم ببساطة لا يبالون بما حولهم. كما أنهم لا يستمتعون بممارسة الأنشطة الجماعية.
السلوك
إذ يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية فصامية النمط إلى السلوك بشكل غريب، أو ما يعرف بغريبي الأطوار. عادة ما يتسم هذا السلوك بالشك بالآخرين والشعور بالارتياب منهم، كما يبدون عادةً مختلفين بالمظهر وأسلوب التواصل مع الآخرين.
بينما المصاب باضطراب الشخصية الانعزالية، فيميل إلى عدم اظهار نفس النوع من السلوك الغريب. حيث لا يهتم إن أحدث انطباعاً لدى الآخرين أم لا.
اقرأ أيضًا: الرجل الشكاك: صفاته وعيوبه وطرق التعامل معه
الخاتمة:
يمكن أن تشكل اضطرابات الشخصية حواجز كبيرة أمام المصاب للعيش بشكل طبيعي، خاصةً بسبب كونها اضطرابات مزمنة، كما أنها من الاضطرابات التي لا تتحسن مع مرور الوقت دون تلقي علاج مناسب. لذا يساعد البحث عن المعلومات، والاستشارات، والدعم، والعلاج المصاب على تخفيض مستوى الاضطراب وتأثيره على الشخصية.