القضاء على السرطان بالضوء: ثورة حديثة في المجال الطبي

يعتبر مرض السرطان من الأمراض الصعبة العلاج، وعادةً ما تسبب علاجاته المتوفرة العديد من الأعراض الجانبية التي تنهك المريض. يعمل العديد من العلماء والباحثون حاليًا على إيجاد طرق علاج أكثر أمانًا من طرق العلاج المتوفرة، وقد توصل فريق منهم إلى العلاج الضوئي للسرطان، فما هو هذا العلاج؟ إليك التفاصيل في الخبر التالي.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا

تفاصيل الاكتشاف الحديث

أحرز فريق من الباحثين تقدمًا علميًا واعدًا في مجال علاج السرطان، بإطلاق تقنية تعتمد على الضوء بدل العلاجات التقليدية، ما يفتح الباب أمام تطوير خيارات علاجية أقل سمية وأكثر استهدافًا للخلايا المريضة دون الإضرار بالخلايا الصحية.

وقد طور الباحثون من جامعة تكساس في أوستن بالتعاون مع جامعة بورتو في البرتغال نظامًا جديدًا يجمع بين مصابيح LED تعمل بالأشعة تحت الحمراء قريبة المدى ومواد نانوية مستخلصة من أكسيد القصدير تعرف باسم (بالإنجليزية: SnOx Nanoflakes). عند تسليط هذا الضوء على الخلايا السرطانية التي تحتوي هذه الجزيئات، تتحول الطاقة الضوئية إلى حرارة محلية دقيقة تستهدف الخلايا السرطانية وتؤدي إلى موتها، بينما تبقى الخلايا السليمة محمية من الأذى.

اقرأ أيضًا: اضطراب فموي شائع قد يكون عرضًا من أعراض السرطان!

كيف يعمل العلاج الضوئي للسرطان؟

يعتمد هذا النهج على العلاج الحراري الضوئي (بالإنجليزية: Photothermal Therapy)، حيث تمتص الجزيئات النانوية الضوء وتحوله إلى حرارة كافية لتلف النسيج السرطاني من الداخل. النتائج الأولية في المختبر أظهرت قدرة هذا الأسلوب على قتل ما يصل إلى 92% من خلايا سرطان الجلد البشري و 50% من خلايا سرطان القولون في أنابيب اختبار خلال 30 دقيقة فقط، مع الحفاظ على سلامة الخلايا السليمة.

تمثل هذه النتائج تقدمًا مهمًا مقارنة بالطرق الحالية في العلاج الضوئي التي تعتمد على الليزر، إذ أن استخدام مصابيح LED القريبة من الأشعة تحت الحمراء يوفر ميزة انخفاض التكلفة وسهولة الاستخدام المحتملة، وقد يجعل هذا العلاج أقرب إلى التطبيق العملي من سابقاته.

مقارنة بالعلاجات التقليدية

تعتمد العلاجات التقليدية للسرطان مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، على القضاء على الخلايا السرطانية عبر مواد أو طاقة قوية قد تلحق أضرارًا بالخلايا السليمة أيضًا، ما يؤدي إلى آثار جانبية معروفة مثل التعب، فقدان الشعر، والغثيان. بينما يظهر العلاج الضوئي للسرطان قدرة أكبر على استهداف الخلايا السرطانية وحدها، ما يقلل من تأثيره على الأنسجة الطبيعية المحيطة ويعد خطوة نحو علاجات أكثر دقة وأمانًا.

ما الذي ينتظر هذه التقنية؟

رغم النتائج الواعدة في المختبر، لا يزال العلاج الضوئي للسرطان بحاجة إلى تجارب موسعة على أنماط مختلفة من الأورام واختبارات سريرية للتأكد من فعاليته وأمانه لدى البشر. لا تزال العقبات التقنية والتكلفة المتعلقة بالإنتاج الجزيئي وتطبيقه في البيئات السريرية قيد الدراسة، لكنه يعتبر من بين الأفكار الحديثة التي قد تمهد لنهج جديد في مكافحة السرطان.

اقرأ أيضًا: تأثير علاج السرطان على القدرة الجنسية للرجال: ما يجب معرفته

الخاتمة:

تم تطوير العلاج الضوئي للسرطان بحيث يستخدم الأشعة تحت الحمراء لقتل الخلايا السرطانية دون غيرها، وقد أثبتت الدراسة التي أجريت في جامعة تكساس أن هذه الطريقة آمنة وسريعة للغاية. لا تزال التقنية تحت البحث والتطوير، وقد يستغرق الأمر وقتًا إلى أن تثبت فعاليتها وأمانها بشكل كامل قبل استخدامها.