ألعاب الأطفال، المرح والتعلم في عالم واحد

تلعب ألعاب الأطفال دورًا حيويًا في تنمية إدراكهم ومهاراتهم، حيث تساعد على تعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداع، ومن خلال اللعب، يتعلم الأطفال كيفية حل المشكلات، والتفاعل مع الآخرين، وتطوير مهارات التعاون والمشاركة.

كما تعزز الألعاب الحركية تنسيق الحركة وتوازن الجسم، بينما تشجع الألعاب الذهنية على تحسين التركيز والذاكرة، وبتوفير بيئة مرحة وتفاعلية، تساهم الألعاب في تطوير القيم الاجتماعية وتكوين شخصيات الأطفال، مما يعزز قدراتهم العقلية والاجتماعية في مرحلة مبكرة من حياتهم.

نتعرف في هذا المقال على عدة أنواع من ألعاب الأطفال، وكيفية اختيارها تبعًا لعمر الطفل.

ألعاب أطفال بنات وأولاد

تصنف الألعاب إلى فئات مخصصة للأولاد والبنات بناءً على عوامل ثقافية واجتماعية، حيث تعكس هذه التصنيفات التوقعات التقليدية للأنشطة التي يعتبر أنها تناسب كل جنس.

غالبًا ما تروج الألعاب المخصصة للأولاد لمهارات مثل القوة والنشاط، مثل السيارات والألعاب الرياضية، بينما تركز الألعاب المخصصة للبنات على الأنشطة الإبداعية والرعاية، مثل الدمى والألعاب المنزلية.

ومع ذلك، يدرك الكثيرون اليوم أهمية تجاوز هذه التصنيفات الضيقة، وتشجيع الأطفال على اللعب بمجموعة متنوعة من الألعاب التي تنمي مهاراتهم وتفتح لهم آفاقًا جديدة، بغض النظر عن جنسهم.

ألعاب الأطفال التعليمية

من الممكن زرع القيم التعليمية والتربوية في الأطفال من خلال الألعاب، بل وقد تكون تلك أفضل الطرق التربوية للطفل، فيما يلي عدد من تلك الألعاب التعليمية التي ينصح بتعليمها لطفلك:

لعبة يقول سايمون

لعبة “يقول سايمون” هي واحدة من الألعاب التربوية الممتعة التي تساعد الأطفال على تطوير مهارات الانتباه والاستجابة، تعتمد اللعبة على قائد يقوم بإعطاء أوامر محددة يجب على المشاركين اتباعها فقط إذا بدأت الجملة بعبارة “يقول سايمون”.

على سبيل المثال، “يقول سايمون: اقفزوا!” يجب على اللاعبين القفز، تعزز هذه اللعبة التركيز والقدرة على الاستماع، بالإضافة إلى تحفيز التعاون بين الأطفال في جو من المرح والتفاعل.

واحد من أجلك وآخر لي

لعبة “واحد من أجلك وآخر لي” تهدف إلى تعزيز مهارات المشاركة والتعاون بين الأطفال، في هذه اللعبة، يتم توزيع مجموعة من الأغراض أو الألعاب على المشاركين، ويطلب من كل طفل اختيار شيء لنفسه وبعد ذلك يختار شيئًا آخر ليشاركه مع أحد أصدقائه.

تعمل هذه اللعبة على تعزيز مفهوم المشاركة والتضحية، مما يعزز الروابط الاجتماعية بين الأطفال، كما تساعد في تنمية مهارات اتخاذ القرار والتفاوض بطريقة مرحة وتفاعلية.

اكتشاف المختلف

لعبة “اكتشاف الاختلاف” هي لعبة تعليمية تركز على تعزيز مهارات الملاحظة والتفكير النقدي لدى الأطفال، في هذه اللعبة، يعرض على الأطفال مجموعة من الصور أو الأشياء، ويطلب منهم تحديد العنصر الذي يختلف عن البقية.

يمكن أن تكون العناصر مختلفة في الشكل، أو اللون، أو الحجم. تساعد هذه اللعبة الأطفال على تطوير مهارات التفكير التحليلي والإبداعي، كما تعزز قدرتهم على التعرف على التفاصيل الدقيقة في بيئتهم، تعتبر “اكتشاف المختلف” طريقة مبتكرة لتحفيز فضول الطفل وتعزيز التعلم من خلال اللعب.

ألعاب الأطفال حسب العمر

عند اختيار ألعاب للأطفال، من الضروري مراعاة الفئة العمرية لضمان ملاءمتها لمرحلة نموهم. فالألعاب تختلف في طبيعتها وتحدياتها، ويجب أن تتناسب مع قدرات الطفل العقلية والجسدية.

الأطفال الرضع يحتاجون إلى ألعاب تنمية الحواس مثل الألعاب الملونة والمخملية، بينما الأطفال في سن ما قبل المدرسة يفضلون الألعاب التي تعزز الإبداع والخيال مثل أدوات الرسم واللعب بالكتل.

أما الأكبر سنًا، فيمكنهم الاستمتاع بالألعاب التي تتضمن التحديات والاستراتيجيات مثل الألغاز وألعاب البناء. يسهم اختيار اللعبة المناسبة في تعزيز المهارات الاجتماعية والعاطفية والمعرفية، مما يساعد على تطوير شخصية الطفل.

اقرأ أيضًا: أنواع عربات الأطفال وكيفية الاختيار بينها

ألعاب الأطفال الرضع

تلعب ألعاب الأطفال الرضع دورًا حيويًا في تحفيز حواسهم وتعزيز انتباههم، تساعد الألوان الزاهية والأصوات الجذابة في جذب انتباه الأطفال، مما يسهم في تطوير مهاراتهم البصرية والسمعية. كما تشجع الألعاب المختلفة الأطفال على الاستكشاف واللمس، مما يعزز حاسة اللمس لديهم.

الألعاب التي تأتي بأشكال وملمس متنوع تساعد في تحسين التنسيق بين اليد والعين، ما يساهم في تنمية المهارات الحركية الدقيقة، فمن خلال اللعب، يتعلم الرضع كيفية التفاعل مع بيئتهم، مما يعزز قدرتهم على التركيز والانتباه. لذا، تعتبر ألعاب الأطفال ليست مجرد وسيلة للتسلية بل أداة تعليمية مهمة في مراحل نموهم المبكرة.

ألعاب الأطفال الرضع من شهر إلى 6 أشهر

فيما يلي قائمة بألعاب مناسبة للأطفال الرضع من شهر حتى 6 أشهر، حيث تساعد هذه الألعاب في تحفيز حواسهم وتعزيز تطورهم:

• ألعاب ملونة مصنوعة من مواد ناعمة، مثل دمى الأرنب أو الحيوانات، والتي تجذب انتباه الرضع.
• أجسام يمكن عضها، مثل حلقات التسنين، تساعد على تخفيف آلام التسنين.
• ألعاب تصدر أصواتا عند الضغط عليها، مثل الألعاب الموسيقية أو الألعاب التي تصدر أصوات حيوانات.
• ألعاب تحتاج إلى التحريك مثل الكرة الناعمة تساعد في تطوير مهارات الحركة.
• ألعاب تحتوي على ألوان زاهية وأشكال متنوعة تساعد في تحسين البصر.
• ألعاب مع حلقات أو شرائط ناعمة تشجع الرضع على الإمساك بها والشعور بها.
• حصائر مريحة تحتوي على ألوان وأشكال مثيرة، حيث يمكن للرضيع الاستلقاء عليها واللعب.
• أفكار التواصل مثل “Peek-a-boo” التي تساعد على تعزيز التواصل والتفاعل الاجتماعي.
• دمى قابلة للنفخ أو العائمة في حمام الماء، تجعل وقت الاستحمام ممتعًا وتساعد في تطوير الحاسة الجسمانية.

تتميز اللعبة الموسيقية المعلقة من مذركير (بالإنجليزية: Mothercare Flutterby Musical Mobile) بسهولة تعليقها فوق سرير الطفل، وهي ملائمة للأطفال منذ الولادة. كما يمكنها تشغيل موسيقى هادئة لإلهاء الطفل وتهدئة أعصابه.

ألعاب الأطفال الرضع من 7 شهور إلى سنة

يزداد إدراك الطفل وانتباهه في تلك الفترة كثيراً مقارنة 6 أشهر الأولى في عمره، فيما يلي أمثلة على الألعاب المناسبة:

• ألعاب البناء: مثل المكعبات الملونة التي يسهل تركيبها وفكها.
• الألعاب الموسيقية: مثل البيانو أو الأشرطة الموسيقية التي تصدر أصواتًا عند الضغط عليها.
• الألعاب القابلة للمط: مثل الدمى المصنوعة من المطاط أو السيليكون.
• ألعاب التفاعل الحركي: مثل الكرات التي تتحرك أو تصدر أصواتًا عند دفعها.
• الألعاب اللينة: مثل الكتب القماشية أو الألعاب المصنوعة من الفرو.
• لعب الدمى: مثل العرائس الصغيرة التي يمكن للأطفال القبض عليها وتحريكها.
• الألعاب المائية: مثل الألعاب البلاستيكية المضادة للماء للاستمتاع أثناء الاستحمام.
• الألعاب المتحركة: مثل الحيوانات ذات العجلات التي يمكن دفعها والتحرك بها.

ألعاب الأطفال لعمر سنتين

في هذه المرحلة يتعلم الأطفال الصغار اللغة بسرعة ويقومون بالكثير من الاختبارات الجسدية، ومن الأمثلة على ألعاب أطفال عمر سنتين ما يلي:

• الألغاز الخشبية والبازل (من 4 إلى 12 قطعة).
• ألعاب التصنيف، (حسب الحجم والشكل واللون والرائحة).
• الأزرار و الابازيم والسحابات.
• ألعاب الخيال والبناء، مثل المكعبات، ألعاب النقل ومجموعات بناء، وأثاث بحجم الأطفال (أطقم مطبخ، وكراسي، وطعام لعب)، وملابس تنكرية، ودمى مع إكسسوارات، وألعاب رمل وماء.
• أقلام تلوين غير سامة وقابلة للغسل، وفرشاة تلوين كبيرة وطلاء الأصابع، وورق كبير للرسم ومقص للأطفال الصغار مع أطراف غير حادة، وسبورة وطباشير كبير، وأدوات إيقاعية.
• كتب مصورة بتفاصيل.
• مجموعة متنوعة من الآلات الموسيقية.

عليك أيضا بتدريب عضلات طفلك الصغير وتشجيعه على استخدام عضلاته الكبيرة والصغيرة: مثل اللعب بالكرات الكبيرة والصغيرة للركل والرمي، ومعدات الركوب (الدراجات ثلاثية العجلات غير مناسبة حتى يبلغ الأطفال 3 سنوات)، والأنفاق وألعاب الحدائق.

ينصح باقتناء لاب توب البيبي من مذركير (بالإنجليزية: Mothercare baby laptop)، فهو أحد الألعاب التعليمية المميزة للطفل. يحتوي هذا اللاب توب على أزرار تنطق بالحروف، والألوان، وأصوات الحيوانات، مما يساعد على تطوير المهارات اللغوية للطفل، وهو مناسب للأطفال من عمر 6 شهور إلى سنة ونصف.

ألعاب الأطفال فوق العامين

تختلف احتياجات الأطفال فوق العامين كثيرًا عن الرضع، فيحتاجون إلى ألعاب تنمي مهاراتهم الحركية ومهارات التواصل بشكل أكبر كما نرى في السطور التالية.

ألعاب الأطفال من 3 إلى 5 سنوات

تعرفي على الألعاب المناسبة للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ورياض الأطفال:

• الألغاز والبزل: (مع أكثر من 12 إلى 20 قطعة).
• الكتل التي تلتصق ببعضها البعض والمجموعات والأشياء الأخرى الأصغر للفرز حسب الطول والعرض والارتفاع والشكل واللون والرائحة والكمية.
• مجموعات الزجاجات البلاستيكية مثل أغطية وأوعية ومفاتيح وأصداف، وعدة ومكعبات ملونة صغيرة.
• كتل بناء الهياكل المعقدة، وألعاب النقل، ومجموعات البناء، والأثاث بحجم الأطفال، والملابس الجاهزة، والدمى مع الإكسسوار، ومسارح الدمى البسيطة والرمل ولعب الماء.
• أقلام تلوين كبيرة وصغيرة، وفرشاة تلوين كبيرة وصغيرة وطلاء الأصابع، وورق كبير وصغير للرسم والطلاء، وورق البناء الملون وسبورة وطباشير كبير وصغير.
• الطين والصلصال وعجين اللعب والمعجون، ورق وقصاصات قماشية للكولاج، وأدوات اللعب بهم.
• آلات الإيقاع ولوحات المفاتيح، والاكسيليفون، والدفوف.
• كتب مصورة تحتوي على كلمات وصور أكثر تفصيلاً من كتب الأطفال الأصغر.
• الكرات الكبيرة والصغيرة للركل، والرمي، والإمساك، ومعدات الركوب بما في ذلك الدراجات ذات العجلات الثلاث، والأنفاق، وألعاب التسلق مع فرشات للأمان أسفلها، والعربات وعربات اليد، والمضارب البلاستيكية والكرات، ودبابيس البولينج البلاستيكي، ومنضدة عمل مع ملزمة ومطرقة ومسامير ومنشار مخصصين للأطفال.

ألعاب الأطفال لعمر 7 سنوات

في الفترة العمرية ما بين الخامسة والسابعة، تكون قدرات الطفل وإمكانياته قد نضجت كثيرًا، ويحتاج إلى الألعاب التربوية والتعليمية بشكل أكبر، مع عدم إهمال الألعاب الحركية بالطبع، فيما يلي بعض الأمثلة:

لعبة العقل المدبر

لعبة العقل المدبر هي إحدى ألعاب الأطفال الممتعة التي تحفز التفكير الإبداعي وتطوير مهارات حل المشكلات لدى الأطفال في سن سبع سنوات، حيث تعتمد اللعبة على مجموعة من الألغاز والتحديات التي يجب على اللاعب حلها باستخدام التفكير المنطقي.

يمكن للأطفال العمل بشكل فردي أو في مجموعات، مما يعزز التعاون والتفاعل الاجتماعي، وتحتل الألغاز مكانة مهمة حيث يتمكن الأطفال من تحسين تركيزهم وذاكرتهم أثناء التنافس لحل اللغز في أسرع وقت ممكن، بإمكان الأهالي أيضًا تصميم ألغاز خاصة تناسب مستوى أطفالهم وتدعم التعلم من خلال اللعب.

فن قص وتشكيل الورق

فن قص وتشكيل الورق هو نشاط فني ممتع يمكن الأطفال من استكشاف إبداعهم وتطوير مهاراتهم الحركية الدقيقة، ويتضمن هذا الفن قص أشكال مختلفة من الورق، مثل الزهور أو الحيوانات، ثم تزيينها بألوان وزخارف مبتكرة.

يمكن للأطفال استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات، مثل المقصات، ولاصق الورق، وأقلام التلوين، لإضفاء لمساتهم الشخصية على أعمالهم.

شجرة العائلة

نشاط “شجرة العائلة” هو مشروع تعليمي يتناول مفهوم العلاقات الأسرية بطريقة ممتعة، يمكن للأطفال في سن سبع سنوات إنشاء شجرة عائلية خاصة بهم تعكس أفراد أسرتهم، مما يساعدهم على تعزيز فهمهم لأهميتهم العائلية.

يتضمن النشاط استخدام ورق ملون، وأقلام، ولصق، حيث يقوم الأطفال بكتابة أسماء أفراد عائلتهم ورسم صور صغيرة تمثلهم، ويمكنهم حتى إضافة ألوان وزخارف لتزيين الشجرة.

اقرأ أيضًا: رضاعات الأطفال: كيف تختارين الأفضل لطفلك؟

ختامًا، تلعب ألعاب الأطفال دورًا حيويًا في تنمية مهاراتهم العقلية والاجتماعية، حيث تعزز التفكير النقدي وتعليم حل المشكلات. تقسم الألعاب حسب الجنس، إلا أن التوجه الحديث يشجع على تجاوز هذه التصنيفات.

ألعاب مثل “يقول سايمون” و”اكتشاف المختلف” تعزز التفاعل والتعاون بين الأطفال، يراعى عند اختيار الألعاب أن تكون ملائمة لعمر الطفل، الرضع يحتاجون ألعابًا لتنمية الحواس، بينما الأكبر سنًا يستفيدون من الألعاب التفاعلية والتعليمية.