يفتك الالتهاب الكبدي الوبائي C بالملايين من المرضى على مستوى العالم، حيث يُسبب تليف الكبد أو إصابته بالسرطان، والسؤال الآن هل التهاب الكبد الوبائي C مرض معد؟ للتعرف على إجابة السؤال والمزيد من المعلومات الهامة حول هذا المرض، تابع معنا هذا المقال.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو مرض التهاب الكبد الوبائي C؟
ينتج التهاب الكبد الوبائي C (بالإنجليزية: Hepatitis C) عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي C (بالإنجليزية: HCV)، مسببًا التهاب الكبد وإلحاق الضرر به، والذي قد يصل إلى تليفه أو إصابته بالسرطان في بعض الحالات.
يُقسم الالتهاب الكبدي الوبائي C تبعًا لمدة الإصابة بالفيروس، كالتالي:
- التهاب الكبد C الحاد (بالإنجليزية: Acute hepatitis C): يحدث في حالة أن تكون الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي C حديثة (خلال 6 أشهُر)، وقد يكون المرض في هذه الحالة بسيطًا ويمكن تجاوزه خلال أسابيع، لكن من المؤسف أن أغلب الحالات تتحول إلى التهابٍ مزمن.
- التهاب الكبد C المزمن (بالإنجليزية: Chronic hepatitis): يحدث عندما تكون الإصابة بفيروس الكبد الوبائي C منذ وقت طويل، ولم يتم علاجها، وهنا يتعرض الكبد لضررٍ بالغ؛ مما ينتج عنه تليف الكبد أو إصابته بالسرطان، بل إن الأمر قد يزداد سوءً فيصل إلى حد الوفاة.
طرق العدوى
تعد العدوى من أسباب الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي C، كما يُعد الطريق الفعلي الأكثر شيوعًا لنقل العدوى هو التعرض أو التعامل مع دم شخصٍ مصابٍ بالمرض، وتتعدد أشكال التعامل والمشاركة لتشمل الحالات الآتية:
- مشاركة الإبر، والسرنجات، أو أي أوعية أخرى تُستخدم أثناء الرعاية الصحية ولا يتم تعقيمها خلال التداول؛ مما يُسبب انتشار الفيروس.
- استخدام أدوات رسم الوشم والتاتو غير المعقمة، والملوثة بدماء شخصٍ مصاب بالتهاب الكبد الوبائي C.
- مشاركة أدوات النظافة الشخصية، مثل: أدوات الحلاقة، والمقصات، وفرش الأسنان، وأدوات قص الأظافر وتهذيبها، فكلها أدوات يمكن تلوثها بدم المصاب.
- الممارسة الجنسية بين الرجال والرجال.
- الممارسة الجنسية بين الزوجين (يكون أحدهما مصابًا) نادرًا ما تكون سببًا لنقل العدوى من أحدهما للآخر، إلا في حالة الممارسة الجنسية أثناء فترة الدورة الشهرية، أو الممارسة الجنسية في منطقة الشرج، مع العلم أنه في حالة إصابة أحد الزوجين بمرض الإيدز (بالإنجليزية: HIV)، أو وجود عدوى لدى أحدهما بواحدٍ من الأمراض الجنسية المعدية، تزيد فرصة انتقال عدوى الالتهاب الكبدي C.
- أثناء الحمل والولادة، حيث تزيد نسبة الخطورة في انتقال ولو كمية صغيرة من دم الأم المصابة إلى الطفل قبل أو أثناء عملية الولادة.
- التعرض للوخز من الإبر، أو الأدوات الجراحية الملوثة بدم المرضى، وأكثر من يعانون من تلك الطريقة هم مقدمي الرعاية الصحية.
شاهد أيضًا: أعشاب لتعزيز صحة الكبد
وسائل ومشاركات لا تنقل العدوى
هناك مجموعة من النشاطات والأعمال التي قد يظن البعض أنها ناقلة للمرض، لكنها حقيقةً لا تُسبب انتقال العدوى، ونذكر منها على سبيل المثال:
- السعال.
- الرشح.
- التقبيل.
- المشاركة في تناول الطعام والشراب.
- عضات البعوض والحشرات الأخرى.
- الأطباق والمعالق.
- الرضاعة الطبيعية (ما لم يكن هناك تلامس بين حلمة الثدي المصابة بالتشقق والنزف بين شفاه الرضيع).
- التلامس باليدين.
أعراض التهاب الكبد C
قد تتعجب إذا علمت أن 80% من المصابين بالمرض لا يعانون من ظهور أعراض التهاب الكبد الفيروسي، وخصوصًا إذا كانت الإصابة بالفيروس حديثة؛ وبالتالي فإن الأعراض تختلف تبعًا لنوع التهاب الكبد الوبائي C من حيث كونه حادًا أم مزمنًا:
أعراض الالتهاب الكبدي C الحاد
تظهر الأعراض لمدة زمنية تتراوح بين أسبوعين إلى 12 أسبوعًا، وقد لا يستدعي الأمر تناول الأدوية، حيث يستطيع الجسم محاربة فيروس الكبد C والتغلب عليه ذاتيًا، لكن يجدر الإشارة هنا أنه حتى في حالة عدم ظهور أعراض المرض على المريض، فإن هذا لا يمنع أن الشخص لا يزال حاملاً للفيروس، وناقلاً للعدوى، والأعراض هي كما يلي:
- حمى.
- تعب في العضلات.
- غثيان وألم في البطن.
- فقدان للشهية.
- يبدو لون البول داكنًا.
- يبدو البراز فاتحًا أو رماديًا.
- ظهور أعراض مرض الصفراء (بالإنجليزية: Jaundice).
أعراض الالتهاب الكبدي C المزمن
يتشابه الالتهاب المزمن والحاد في كون أعراضهما التي تظهر على الشخص المصاب لا تكون واضحة في بادىء الأمر، ويتحول التهاب الكبد الوبائي C من حاد إلى مزمن لدى 55%-85% من حالات الإصابة، حيث لا يستطيع الجهاز المناعي في الجسم التخلص من الفيروس، ويجب في هذه الحالة تلقي العلاج المناسب لكي يستطيع المريض التعافي، وتظهر الأعراض كالتالي:
- الشعور بتعبٍ دائم.
- آلام في العضلات والمفاصل.
- فقدان شديد في الوزن.
- تورم الساقين والقدمين.
- حكة في الجلد.
- اضطراب في الذاكرة.
- عدم القدرة على التركيز.
- بول داكن.
- الإصابة بمرض الصفراء.
- أرق.
- تغيرات في المزاج تصل لدرجة الإصابة بالقلق والاكتئاب.
علاج التهاب الكبد C
كما ذكرنا سابقاً، أنه في حالة عدم قدرة الجسم على التخلص من الفيروس خلال الشهور الأولى للإصابة، فإن الحالة تتحول إلى التهاب كبدي C مزمن، ومن هنا يجب أن تبدأ رحلة العلاج لمرض التهاب الكبد الوبائي، وتكون استراتيجيتها كالآتي:
- تناول مضادات الفيروسات ذات الفعل المباشر، ولقد نجحت تلك الأدوية في شفاء أكثر من90% من المرضى، ويتم اختيار نوع الدواء طبقًا لنوع الفيروس (HCV) المسبب لالتهاب الكبد الوبائي C، كما أن حالة الكبد، والحالة الصحية العامة للمريض، كلها من العوامل المؤثرة على نوع المضاد الفيروسي الذي يتم اختياره من قبل الطبيب.
- إجراء اختبارات الدم اللازمة لتحديد مقدار الضرر الذي حدث للكبد.
- الالتزام ببعض التغييرات في نمط الحياة، التي تُعين على تجنب إلحاق المزيد من الضرر بالكبد، كما أنها تُساعد على زيادة فاعلية الأدوية المُعالجة للمرض، مثل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، وتجنب التدخين أو شرب الكحول نهائيًا؛ لأنها من بين الأسباب المتلفة للكبد.
في نهاية مدة العلاج، يُجري المريض اختبارات للدم، بهدف التأكد من خلو الجسم من الفيروس، ثم تُعاد تلك الاختبارات بعد 12-24 أسبوعًا من توقف العلاج، وفي حالة خلو جميع الاختبارات من وجود الفيروس، في هذه الحالة يبشر الطبيب مريضه بتعافيه التام من التهاب الكبد الوبائي C.
الوقاية من المرض
من المؤسف أنه لا يُوجد حتى الآن لقاح ضد مرض التهاب الكبد الوبائي C، لكن لتقليل خطر انتقال عدوى المرض لك أو للمحيطين بك فيجب الالتزام بالأمور التالية:
- الابتعاد تماما عن مشاركة الإبر، والسرنجات، وأي أوعية طبية لا يتم تعقيمها.
- السؤال بحرص واهتمام عن مدى تعقيم الأدوات والإبر في المراكز الطبية التي يكون فيها وخز بالإبر.
- يجب أن يحرص الأشخاص العاملين في مجال الرعاية الصحية على مراعاة كل الشروط اللازمة للحفاظ على صحتهم، و خصوصًا عند التعامل مع دماء المرضى، وسوائل الجسم المختلفة.
- تجنب عمليات الوشم والتاتو.
- استخدام أدوات العناية الشخصية الخاصة بك فقط، وعدم مشاركتها مع الآخرين، مثل فرشاة الأسنان، وماكينة الحلاقة، والأمواس وغيرها.
- التأكد من أن الدم المنقول لك تم اختباره للتأكد من خلوه من فيروس (HCV).
- الابتعاد التام عن العلاقات الجنسية المتعددة أو الشاذة.
- في حالة إصابة أحد الزوجين بالمرض، ليس من الضروري ارتداء الواقي الذكري، ما دامت المعاشرة الزوجية تتم بعيدًا عن الشرج، وفي غير توقيت الدورة الشهرية، لكن نتيجة الحياة المشتركة بين الزوجين فيجب أن يزيد الحرص في عدم مشاركة أدوات العناية الخاصة، وجميع الأشياء التي من الممكن تلوثها بدم المصاب.
- يجب اختيار المنشآت الطبية التي تحرص على تعقيم أجهزتها بصورة دائمة، مثل عيادات الأسنان، وعيادات طب النساء وغيرها.
شاهد أيضًا: كيف تحمي نفسك من الإصابة بالكبد الدهني؟
نود أن نؤكد على رسالة هامة، أن مرض التهاب الكبد الوبائي C من الأمراض ذات المضاعفات الصحية الخطيرة، ومن هنا كان لزامًا على كافة الفئات المجتمعية مواجهة وسائل انتشاره، لتقليص عدد المصابين به، تجنبًا لآثاره السلبية على حياة الفرد والمجتمع.