تُعدّ الأمراض الجنسية بين الزوجين من أكثر المشكلات الصحية التي يمكن أن تؤثر مباشرة في جودة الحياة الزوجية واستقرارها، ليس فقط بسبب أعراضها المزعجة، بل أيضًا لما قد تسببه من قلق، وتوتر، وضعف ثقة بين الطرفين. ومع انتشار الأمراض المنقولة جنسيًا حول العالم، أصبح الوعي بها ضرورة لا رفاهية. فهمُ أسبابها، وطرق انتقالها، وأعراضها المبكرة، ووسائل الوقاية منها، يمكن أن يحمي العلاقة الزوجية من مخاطر صحية ونفسية كبيرة. في هذا المقال نكشف أهم الحقائق حول الأمراض الجنسية بين الزوجين وكيفية التعامل معها بذكاء ووعي لضمان حياة زوجية آمنة وصحية.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هي الأمراض المنقولة جنسيًا؟
في الواقع تتعدد الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، مثل: الإيدز، والكلاميديا، والسيلان، والهربس، والزهري وغيرها من الأمراض الجنسية بين الزوجين، ولمزيد من التفصيل:
فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) ومتلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)
وهو ما يعرف بمرض الإيدز والذي ينتشر من خلال الاتصال الجنسي غير المحمي مع شخص مصاب، وعلى الرغم أن الإيدز أحد أشهر الأمراض الجنسية بين الزوجين إلا أن الجنس ليس الطريقة الوحيدة لانتقال فيروس الإيدز، فمن الممكن انتقال الفيروس من خلال استخدام إبرة ملوثة لحقن المخدرات أثناء تعاطيها وريديًا، وعن طريق منتجات الدم، أو إبر الوشم، أو الأدوات الحادة الأخرى الملوثة بسوائل الجسم أو الدم المصاب:
أعراض تخص الجسم على وجه العموم
- الإصابة بالصداع.
- صعوبة في البلع.
- ارتفاع درجة الحرارة أو حمى.
- تعرق ليلي.
- التعب والضعف.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- الإسهال المزمن.
- غثيان وقيء.
- طفح جلدي وآفات جلدية يرافقها حكة.
- السعال المزمن.
- هذيان.
- صعوبة في التنفس.

تحدث الأعراض عادة بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من التعرض للفيروس؛ وبالتالي تظهر هذه الأعراض المبكرة:
أعراض تخص النساء
- إفرازات مهبلية غير طبيعية.
- ألم خفيف عند التبول.
- احتمالية الإصابة بمرض التهاب الحوض.
أعراض تخص الرجال
- إفرازات القضيب.
- ألم خفيف عند التبول.
- الإصابة بمرض التهاب البربخ.
الكلاميديا
ينتج مرض الكلاميديا- وهو أحد أشهر الأمراض الجنسية بين الزوجين- عن بكتيريا المتدثرة الحثرية التي يمكن أن تصيب الإحليل (فتحة المثانة) وعنق الرحم، لكن لا تظهر أعراض الكلاميديا على الفور؛ وبالتالي لا يتم تشخيصها حتى تصبح أكثر خطورة مما كانت عليه في مراحلها المبكرة (ثلاث من كل أربع نساء ورجل من كل رجلين لا تظهر عليهما أعراض).
السيلان
مرض السيلان هو أحد الأمراض الجنسية بين الزوجين والتي تحتاج إلى دقة في تشخيص الإصابة بها، حيث يتم الخلط بين عدوى مرض السيلان والكلاميديا أحيانًا، والسيلان عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق الجماع المهبلي والشرجي والجنس الفموي، لا يتشارك المرضين في العديد من الأعراض نفسها فحسب، بل يمكن أن تحدث الإصابة بهما معًا. تحدث الأعراض عادة بعد يومين إلى عشرة أيام من التعرض للعدوى وهي:
أعراض السيلان لدى الرجال
- إفرازات القضيب.
- حرقان عند التبول.
- يمكن أن يتطور إلى التهاب البربخ.
شاهد أيضًا: علاج مرض بيروني أو تقوس القضيب الذي يصيب الذكور

أعراض السيلان لدى النساء
- حرقة عند التبول.
- إفرازات مهبلية صفراء أو دموية.
- ألم في البطن.
- النزيف بين فترات الحيض.
- التقيؤ.
- حمى.
عدوى المستقيم لدى الجنسين
- إفرازات الشرج.
- حكة الشرج.
- حركات الأمعاء المؤلمة.
مرض التهاب الحوض (PID)
تسبب عدد من الكائنات الحية الدقيقة المختلفة مرض التهاب الحوض في الجهاز التناسلي الأنثوي العلوي (وهو أحد الأمراض الجنسية بين الزوجين الأكثر شيوعًا)، ومن أمثلة تلك الكائنات الحية المسببة لهذا المرض: المتدثرة الحثرية المسببة للكلاميديا، والنيسرية البنية المسببة للسيلان، والتي تصيب الفتيات ويمكن أن تؤدي إلى العقم نتيجة تسببها لتندب قناة فالوب؛ وبالتالي منع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة.
أعراض التهاب الحوض
- آلام أسفل البطن.
- إفرازات مهبلية غير طبيعية.
- ارتفاع درجة الحرارة أو حمى.
- الجماع المؤلم.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
الثآليل التناسلية وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)
حدد العلماء أكثر من مائة نوع من هذا الفيروس حيث ينتقل عدد منهم من شخص إلى آخر أثناء ممارسة الجنس غير المحمي ويسبب الثآليل التناسلية الحميدة (الورم الحميد المؤنف)، بينما تكون فيروسات الورم الحليمي البشري الأخرى مسؤولة عن أربع من كل خمس حالات مصابة بسرطان عنق الرحم، بالإضافة إلى العديد من الأورام الخبيثة التناسلية الأخرى:
الأعراض
تحدث الأعراض عادة بعد ثلاثة أشهر من التعرض للفيروس.
لدى النساء
مجموعات من الثآليل الصغيرة خارج وداخل المهبل أو على عنق الرحم أو حول فتحة الشرج.
لدى الرجال
مجموعات من الثآليل الصغيرة على القضيب أو كيس الصفن أو فتحة الشرج.
الهربس التناسلي
هناك نوعان من فيروسات الهربس البسيط، يحدث الهربس البسيط عادةً حول المهبل، أو القضيب، أو فتحة الشرج، أو الأرداف والفخذين بينما يتسبب النوع الأول من الهربس البسيط عموماً في ظهور تقرحات باردة حول الجزء الخارجي من الفم، أو ظهور بثور على اللثة أو الحلق ” ومع ذلك، فإن النوع الأول يصيب أحيانًا منطقة الأعضاء التناسلية الشرجية، بينما يمكن أن ينتقل كلا النوعين إلى الفم عن طريق الجنس الفموي.
لأن الفيروس يسكن بشكل دائم الأعصاب الحسية في قاعدة الحبل الشوكي، فإن الهربس التناسلي هو حالة مزمنة تدوم مدى الحياة، تحدث الأعراض عادة بعد يومين إلى عشرة أيام من التعرض للفيروس وتشمل الحلقة الأولية وعادة ما تستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع تصحبها الأعراض التالية:
- نتوءات حمراء صغيرة تشمل المهبل وعنق الرحم والقضيب ومنطقة الشرج أو أحدهما والتي تتحول إلى بثور ثم تصبح قروح مفتوحة مؤلمة.
- حكة أو حرقة في الأعضاء التناسلية أو الشرج.
- ألم في الأعضاء التناسلية والأرداف والساقين.
- إفرازات مهبلية.
- الشعور بضغط في البطن.
- صداع الرأس.
- آلام العضلات.
- ألم عند التبول.
- تورم الغدد في الفخذ.
- حمى.
شاهد أيضًا: الألم في الخصية اليمنى..ما هي الأسباب وطرق العلاج؟

مرض الزهري
يعد الزهري من أخطر الأمراض الجنسية بين الزوجين، ويرجع ذلك لمضاعفاته الخطيرة، يقسم الأطباء مسار المرض إلى ثلاث مراحل، هي:الابتدائية (المرحلة 1)، والثانوية (المرحلة 2)، والثالثة (المرحلة 3).
يعد ثلث الرجال والنساء المعرضين لمرض الزهري الأولي معرضين لتطوره إلى عدوى ثانوية. إضافة إلى أن المرأة الحامل المصابة بمرض الزهري الأولي أو الثانوي ستنقل البكتيريا إلى جنينها حيث تؤدي العدوى المبكرة في حياة الجنين إلى الموت والإجهاض، أما العدوى اللاحقة تؤدي إلى بعض المشاكل، بما في ذلك: فقر الدم، والنزيف، وتضخم الغدد، والتهاب الأعضاء المختلفة مثل الرئتين والطحال والدماغ، وتكون الأعراض على الشكل التالي:
المرحلة 1: الزهري الأولي
تحدث الأعراض الأولية عادةً بعد أسبوعين إلى ستة أسابيع بعد التعرض وتستمر من أربعة إلى ستة أسابيع.
- قرح غير مؤلم على القضيب، أو الفرج، أو المهبل، أو عنق الرحم، أو حول الفم.
- التهاب الغدد الليمفاوية.
شاهد أيضًا: التهاب البروستاتا مرض يزعج الكثير من الرجال..فما هي أسبابه وطرق علاجه؟
المرحلة الثانية: الزهري الثانوي
تحدث الأعراض عادةً بعد أسبوع إلى ستة أسابيع بعد شفاء القرحة وتستمر من ثلاثة إلى ستة أشهر:
- طفح جلدي خفيف مصحوب بتقرحات بنية بحجم بنس واحد تقريبًا، عادةً على راحتي اليدين وباطن القدمين؛ قد يغطي باقي الجسم.
- تقرحات في أو حول الأعضاء التناسلية أو الشرج.
- حمى خفيفة.
- الشعور بإعياء.
- الإصابة بالصداع.
- التهاب الحلق.
- تساقط الشعر .
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.

المرحلة الثالثة
تحدث الأعراض عادةً في أي مكان من الجسم خلال عامين إلى أكثر من أربعين عامًا بعد الإصابة بالعدوى، بما في ذلك القلب، والأوعية الدموية، والجلد، والعظام، بالإضافة إلى الدماغ.
داء المشعرات
يعد داء المشعرات من الأمراض الجنسية بين الزوجين التي تنتقل نتيجة الإصابة بطفيلي ينتشر عن طريق الاتصال الجنسي من القضيب أو المهبل، وقد وُجد أن الرجال غير المختونين ينشرون العدوى بشكل أكبر، وتكون الأعراض:
أعراض داء المشعرات لدى الرجال
- الحكة أو التهيج داخل القضيب.
- إفرازات أو شعور بالحرقان بعد التبول أو القذف.
أعراض داء المشعرات لدى النساء
- حكة أو حرقان.
- احمرار.
- وجع وعدم الراحة عند التبول.
- إفرازات غير عادية برائحة كريهة.

نصائح للوقاية من الأمراض الجنسية بين الزوجين
يمكن تجنب خطر الإصابة بالأمراض الجنسية بين الزوجين من خلال اتباع الإرشادات التالية:
-
إجراء الفحص الطبي الدوري: يساعد الكشف المبكر على علاج أي عدوى قبل انتقالها للطرف الآخر، خاصة عند وجود أعراض غير مبررة أو قبل التخطيط للحمل.
-
الالتزام بالعلاقة الزوجية الحصرية: تجنب أي علاقة خارج إطار الزواج هو أهم خطوة لتقليل خطر الإصابة بالأمراض الجنسية بين الزوجين.
-
الاهتمام بالنظافة الشخصية قبل وبعد العلاقة: غسل المنطقة التناسلية وتجفيفها جيدًا يقلل من نمو البكتيريا والفطريات.
-
تجنب مشاركة الأدوات الشخصية: مثل المناشف أو الملابس الداخلية، لأنها قد تنقل بعض أنواع العدوى.
-
استخدام الواقي في الحالات الضرورية: قد ينصح الأطباء باستخدام الواقي الذكري في حال إصابة أحد الزوجين بمرض معدٍ لحين إكمال العلاج.
-
طلب الاستشارة الطبية عند ظهور أي أعراض: مثل الحكة، والإفرازات غير الطبيعية، والروائح، أو الألم؛ لأن تأجيل العلاج قد يزيد العدوى تعقيدًا ويُسهّل انتقالها.
-
إكمال العلاج حتى نهايته: حتى لو اختفت الأعراض، فالعدوى قد تبقى نشطة وقابلة للانتقال بين الزوجين.
-
تقوية المناعة والاهتمام بالصحة العامة: عبر التغذية السليمة، والنوم الكافي، وتقليل التوتر، لأن المناعة الضعيفة تزيد فرص الإصابة بالعدوى.
-
التوعية والحوار الصحي بين الزوجين: الصراحة بشأن الأعراض أو الشكوى الصحية تساعد في سرعة العلاج وتحمي العلاقة من سوء الفهم والقلق.
-
تجنب استخدام منتجات مهيّجة للمنطقة الحساسة: مثل العطور، والصابون القوي، والمواد الكيميائية التي قد تسبب التهابات تسهّل انتقال العدوى.
شاهد أيضًا: علاج التهابات الرحم: أفضل الحلول الطبية والطبيعية

تبقى الأمراض الجنسية بين الزوجين من القضايا الصحية التي لا يمكن تجاهلها، خاصة مع سهولة انتقالها وتأثيرها المباشر في الخصوبة والصحة العامة والعلاقة الزوجية. لكن الخبر الجيد أن الوعي، الفحص المبكر، والالتزام بطرق الوقاية يمكن أن يمنع معظم هذه العدوى ويضمن حياة زوجية مستقرة وآمنة. إن فتح باب الحوار بين الزوجين، وطلب الاستشارة الطبية عند الحاجة، واختيار نمط حياة صحي يظلّ الركيزة الأساسية لحماية الأسرة من أي مخاطر. تذكّر أن الوقاية ليست مسؤولية فرد واحد، بل تعاون يحمي الطرفين ويدعم علاقة تقوم على الصحة والثقة