تأثير تلوث الهواء على الحامل

من المعروف أن تلوث الهواء يسبب العديد من الأضرار الصحية على البشر، وقد تمت دراسة تأثيره على الأمهات الحوامل أيضًا، لفهم التأثيرات السلبية لتلوث الهواء على الحامل والجنين، ويبدو أن هذه الآثار ليست بالبسيطة.
تعرف في هذا المقال على تأثير تلوث الهواء على الحامل والجنين، وكيفية تقليل هذا التأثير قدر الإمكان.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا

ما هو تلوث الهواء؟

يتلوث الهواء عادةً بالانبعاثات الناتجة عن نشاطات البشر، وقد يأتي بعدة أشكال، فقد تنتقل جزيئات العديد من المواد إلى الهواء مسببةً تلوثه، من هذه المواد الأوزون، والجسيمات الدقيقة، وثنائي أكسيد الكبريت، وثاني أكسيد النيتروجين، وعوادم المركبات، وانبعاثات المباني، ودخان السجائر، والغبار، والمواد الكيميائية. قد يسبب التعرض لتلوث الهواء العديد من المشاكل الصحية والأعراض، منها:

• السعال.
• صفير الصدر (بالإنجليزية: Wheezing).
• تهيج العينين والجيوب الأنفية.
• أمراض الرئة، مثل الربو، والتهاب القصبات، وانتفاخ الرئة.
• الإجهاد المزمن.
• صعوبة التنفس.
• تلف خلايا الرئتين والقلب.
• السرطان.

يسبب تلوث الهواء الضرر للجميع، لكنه أكثر ضررًا للأمهات الحوامل والأجنة، والأطفال، والرضع، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من مشاكل وأمراض تنفسية.

اقرأ أيضًا: احذري سكر الحمل

تأثير تلوث الهواء على الحامل

يؤثر تلوث الهواء سلبًا على الأم الحامل والجنين بشكل خاص، إذ تستطيع المواد السامة عبور المشيمة، مما يؤثر على صحة المشيمة وتطور الجنين. تعتمد التأثيرات السلبية التي قد تحدث للجنين نتيجة التعرض لتلوث الهواء على العديد من العوامل، مثل:

• عمر الجنين ومرحلة التطور التي يمر بها أثناء تعرضه للتلوث.
• مدة التعرض للتلوث، وكمية التلوث التي تعرض لها الجنين.
• نوع الملوثات التي تعرض لها الجنين.

نذكر تاليًا تأثير تلوث الهواء على الحامل والجنين والمضاعفات الصحية الناتجة عنه.

الولادة المبكرة

تعتبر النساء الحوامل اللاتي تعشن في المناطق التي يكون فيها الهواء ملوثًا أكثر عرضة للولادة المبكرة من غيرهن، مما قد يسبب العديد من المضاعفات الخطيرة على الجنين، إذ قد يتضمن تأثير التلوث على الجنين زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات العصبية أو الإعاقات الجسدية الدائمة، أو انخفاض وزن الجنين عند الولادة، أو عدم اكتمال نمو الرئتين عند الولادة، أو وفاة الجنين بعد الولادة بوقت قصير.

ولادة جنين ميت

يزيد خطر ولادة جنين ميت عند تعرض الأم لتلوث الهواء، وقد يموت الجنين في أي وقت من الحمل بعد بلوغ الأسبوع العشرين من الحمل، لكن الخطر يزيد بشكل كبير في الثلث الثالث من الحمل.

انخفاض وزن الجنين عند الولادة

من الممكن أن يتضمن تأثير تلوث الهواء على الحامل تأخر تطور الجنين، مما قد يسبب انخفاض وزنه عند الولادة، والذي يسبب بدوره العديد من المشاكل الأخرى، مثل عدم اكتمال الرئتين أو أعضاء الجسم الأخرى عند الولادة، أو الولادة المبكرة، وقد يرتبط انخفاض الوزن أيضًا بالعديد من المشاكل الصحية أو الوفاة بعد الولادة.

التوحد

وجدت دراسة في جامعة هارفارد أن النساء الحوامل اللاتي يتعرضن لتلوث الهواء في الثلث الثالث من الحمل أكثر عرضة لإنجاب طفل مصاب بالتوحد، خاصةً النساء اللاتي يعشن في مناطق قريبة من الطريق السريع، ويتعرضن للجسيمات الدقيقة في الهواء أكثر من غيرهن. يذكر أن تأثير تلوث الهواء على الحامل أثناء الثلث الأول لم يزد من خطر إصابة الجنين بالتوحد مقارنةً بالتعرض للجسيمات الدقيقة في مراحل متقدمة.

اضطرابات القلب الخلقية

من المحتمل أن تتضمن أضرار الهواء الملوث أثناء الثلث الأول من الحمل، والشهور الثلاثة التي تسبق حدوث الحمل، زيادة خطر إصابة الجنين باضطرابات القلب الخلقية، والتي تعتبر المسبب الأول لوفاة الأجنة حول العالم.

الربو

يسبب تلوث الهواء تفاقم أعراض الربو، وقد يكون هذا خطيرًا على الحامل بشكل خاص، إذ أن الربو أثناء الحمل قد يزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل، الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم وانخفاض وظائف الكبد والكلى.

تساعد السيطرة الجيدة على الربو أثناء فترة الحمل على الحفاظ على صحة الأم والجنين، لكن الربو غير المعالج أو غير المسيطر عليه قد يسبب آثارًا سلبية على الجنين أيضًا مثل نقص الأكسجين، والذي يؤدي بدوره إلى تأثر النمو، والولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة.

يذكر أيضًا، أن تعرض الجنين لتلوث الهواء أثناء الحمل قد يزيد من خطر إصابته بالربو لاحقًا، لأن الجسيمات الدقيقة الملوثة للهواء تؤثر سلبًا على صحة المشيمة.

مشاكل في الخصوبة

قد يسبب تلوث الهواء انخفاض الخصوبة عند الرجال والنساء، والذي يصعب الأمور على الأزواج الذين يرغبون بالإنجاب. كما قد يرتبط تلوث الهواء بالإجهاض.

اقرأ أيضًا: آلام الساق الشائعة أثناء الحمل

تقليل تأثير تلوث الهواء على الحامل

على الرغم من صعوبة التحكم بتلوث الهواء حول المنزل أو مكان العمل، إلا أنه يمكن الوقاية من تأثير تلوث الهواء على الحامل والجنين باتباع بعض الطرق، مثل:

• متابعة مؤشر جودة الهواء في المنطقة (بالإنجليزية: Air Quality Index)، إذ قد يكون الهواء ملوثًا رغم كونه يبدو صافيًا.
• فحص المنزل للتأكد من خلوه من الأسبستوس.
• فحص المنزل للتأكد من خلوه من العفن.
• اقتناء جهاز تنقية الهواء.
• تركيب جهاز كشف التلوث بأول أكسيد الكربون.
• ارتداء كمامة عند الخروج، أو استخدام مواد التنظيف أو مواد الطلاء.
• عدم التدخين داخل المنزل، ومنع الآخرين من التدخين أيضًا.
• تجنب الخروج من المنزل عندما يكون الهواء ملوثًا للغاية.

الخاتمة:

يسبب تلوث الهواء أضرارًا قد تكون خطيرة على صحة الأم الحامل والجنين، وقد يزيد من خطر الإصابة بالعديد من المشاكل ومضاعفات الحمل. تنصح الأم بالتحدث مع طبيبها لمعرفة الطرق التي تساعد على الحماية من تأثير تلوث الهواء على الحامل والجنين.