مات بلا وداع… سامح عبد العزيز يرحل في صمت بعد أزمة غامضة

في لحظة صادمة، أُسدل الستار صباح اليوم على حياة أحد أبرز مخرجي السينما المصرية الحديثة، سامح عبد العزيز، الذي رحل عن عمر ناهز 49 عامًا إثر العدوى الفيروسية التي لم تُمهله طويلاً. الخبر نزل كالصاعقة على الوسط الفني، ليفتح باب الحزن على مصراعيه، ويُغرق محبيه في دهشة الفقد.
المخرج الذي لطالما التقط نبض الشارع بعدسته، رحل بصمت… بعد يومين من الغيبوبة، وعدوى غامضة في الدم، تاركًا خلفه أفلامًا شكّلت وجدان جيل، ومشوارًا لم يكتمل.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

غيابه صدمة… وسينماه باقية

فُجع الوسط الفني المصري صباح اليوم الخميس بنبأ وفاة المخرج سامح عبد العزيز، عن عمر ناهز 49 عامًا، إثر وعكة صحية مفاجئة أدت إلى وفاته بعد يومين من دخوله في غيبوبة تامة، نتيجة عدوى فيروسية في الدم رفعت مستويات السكر في جسده بشكل خطير.

وأعلن نقيب المهن التمثيلية، الفنان أشرف زكي، أن صلاة الجنازة ستُقام عصر اليوم في مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، على أن يُوارى جثمانه الثرى في مقابر الأسرة بمحافظة السويس.

شاهد أيضًا: وفاة الممثل الأسترالي جوليان مكماهون بعد معاناة من المرض

أزمة صحية مباغتة

أكدت مصادر مقربة من العائلة أن سامح عبد العزيز تعرض لفقدان الوعي قبل يومين، ما استدعى نقله بشكل عاجل إلى المستشفى، حيث خضع لفحوصات متعددة، إلا أن الأطباء لم يتمكنوا من تحديد طبيعة مرضه بدقة في البداية، وسط حالة من التكتم فرضتها العائلة حرصًا على الخصوصية وتفادي إثارة القلق بين أصدقائه وزملائه في الوسط الفني.

ورغم تحفظ الأسرة، علم بعض الفنانين المقربين بالخبر وتوافدوا إلى المستشفى، إلا أن الحالة الصحية الدقيقة حالت دون زيارات مباشرة.

العدوى الفيروسية التي أودت بحياة المخرج

العدوى الفيروسية التي أودت بحياة المخرج سامح عبد العزيز تُرجّح بأنها عدوى فيروسية جهازية أصابت الدم مباشرة، مثل الإنتان الفيروسي (بالإنجليزية: Viral Sepsis) أو فيروسات تؤدي لتسمم الدم، وهي نادرة ولكنها شديدة الخطورة. هذه العدوى تُحفّز الجهاز المناعي لإطلاق استجابة التهابية مفرطة تؤثر على أعضاء الجسم الحيوية، وتؤدي إلى اضطراب التوازن الداخلي، خصوصًا لدى الأشخاص المعرضين مثل مرضى السكري أو من لديهم تاريخ مع ضعف المناعة.

في حالة سامح، أدت هذه العدوى إلى رفع مستويات السكر في الدم بشكل حاد، وهو ما يحدث عندما تُفرز كميات كبيرة من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين كرد فعل على الالتهاب، ما يُعيق فعالية الإنسولين ويرفع الجلوكوز في الدم بشكل خطير.

الوقاية من العدوى الفيروسية

للوقاية من هذا النوع من العدوى، يُنصح بما يلي:

• الحفاظ على نظافة اليدين والجروح.

• تجنّب مخالطة المصابين بعدوى فيروسية حادة.

• متابعة الحالات المزمنة مثل السكري بدقة.

• اللجوء إلى العناية الطبية فورًا عند ظهور أعراض غير معتادة مثل الحمى المفاجئة، الارتباك، أو الانخفاض الحاد في الضغط أو الوعي.

من المونتاج إلى الإخراج السينمائي

وُلد سامح عبد العزيز في القاهرة عام 1976، وتخرج عام 1996 من قسم المونتاج بالمعهد العالي للسينما، ليبدأ مشواره من خلال إخراج البرامج بالتلفزيون المصري، قبل أن ينتقل إلى قناة “دريم”، حيث أخرج برامج ناجحة مثل “جانا الهوا” و”الهوا هوانا” إبان رئاسة الإعلامية هالة سرحان للقناة.

هذا التدرج المهني وفّر له احتكاكًا مبكرًا بفن الصورة، ليصبح لاحقًا أحد صانعي ملامح السينما الواقعية الشعبية في مصر، من خلال أعمال تناولت حياة الطبقات المهمشة والعلاقات الاجتماعية المعقدة.

شاهد أيضًا: بعد وفاة أحمد عامر: هل أعراض الحموضة متعلقة بالقلب؟

بصمته السينمائية: واقعية جريئة وأداء غير نمطي

دخل عبد العزيز عالم السينما بقوة عام 2005 بفيلم “درس خصوصي”، لتتوالى بعدها أفلامه التي أصبحت محطات لافتة في سينما العقدين الأخيرين، ومنها:

• أسد وأربع قطط.

• كباريه.

• الفرح.

• حلاوة روح.

• سوق الجمعة.

• وأخيرًا “الدشاش” (2024–2025)، الذي ضم نخبة من النجوم بينهم محمد سعد وزينة وخالد الصاوي.

تميزت أعماله بدمج الدراما الشعبية مع السخرية الاجتماعية، ما جعله من أبرز من عبروا عن تناقضات الواقع المصري دون تجميل.

شاهد أيضًا: عطسة واحدة قد تسبب شلل أمير صلاح بعد إصابته بمرض نادر

آخر أعماله: دراما رمضان وعودة قوية

رغم ظروفه الصحية، كان الراحل يُحضّر لعرض مسلسل رمضاني جديد بعنوان “شهادة معاملة أطفال” ضمن سباق دراما رمضان 2025، ليكون آخر بصمة له قبل أن يخطفه الموت، تاركًا العمل قيد المراجعة والتنفيذ بعد وفاته.

وداعًا مخرج الصدق الشعبي

برحيل سامح عبد العزيز، تخسر السينما المصرية مخرجًا آمن بأن العدسة قد تقول ما تعجز عنه الكلمات، وأن حكايات البسطاء والمهمشين تستحق أن تُروى بصدق دون تزييف.

صمت صوته اليوم، لكن أفلامه ستبقى حية، تروي أثره وتُذكّرنا بأن الحضور الحقيقي لا يكون بالصخب، بل بما يتركه الفنان من أثر لا يُنسى.