قد تتساءل عن أسباب الصدفية نظرًا لكونها صعبة العلاج، والصدفية هي اضطراب مناعي ذاتي يسبب ظهور بقع متقشرة فضية اللون على الجلد، وعادةً ما تظهر هذه البقع على الركبتين، والكوعين، وفروة الرأس. قد لا توجد أسباب واضحة للصدفية نظرًا لكونه اضطرابًا مناعيًا، لكن توجد بعض الفئات المعرضة للإصابة به أكثر من غيرها. تعرف في هذا المقال على أسباب الصدفية وعوامل خطر الإصابة به.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ماذا يحدث للجلد عند الإصابة بالصدفية؟
عند الإصابة بالصدفية، يتسارع معدل انقسام خلايا الجلد بشكل غير طبيعي، حيث تتجدد الخلايا خلال أيام قليلة بدلًا من أسابيع كما في الحالة الطبيعية. يؤدي هذا التراكم السريع إلى تكوّن طبقات سميكة من الجلد الجاف والمتقشر، غالبًا ما تكون حمراء ومغطاة بقشور بيضاء أو فضية.
تنتج هذه التغيرات عن اضطراب في الجهاز المناعي يجعل الجسم يهاجم خلاياه السليمة عن طريق الخطأ. يشعر المريض عادةً بحكة أو حرقة أو ألم في المناطق المصابة، والتي قد تشمل فروة الرأس، الركبتين، المرفقين، أو أسفل الظهر. الصدفية ليست معدية، لكنها حالة مزمنة تميل إلى التفاقم بفترات ثم الهدوء مؤقتًا قبل أن تعود من جديد.
اقرأ أيضًا: صدفية الأظافر… العلامات المبكرة وخيارات العلاج الفعّال
أسباب الصدفية
لا توجد أسباب محددة للإصابة بالصدفية، لكن توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، وبعض الفئات التي تعتبر أكثر عرضة للإصابة من غيرها. نذكر فيما يلي أهم أسباب الصدفية وعوامل خطر الإصابة بها.
مشاكل الجهاز المناعي
تعد مشاكل الجهاز المناعي من أسباب الصدفية الرئيسية، إذ تعتبر هذه الحالة اضطرابًا مناعيًا ذاتيًا يجعل الجهاز المناعي يهاجم خلايا الجلد السليمة عن طريق الخطأ. يؤدي هذا الهجوم إلى تحفيز إنتاج مفرط لخلايا الجلد الجديدة قبل أن تتاح الفرصة للخلايا القديمة للتقشر، مما ينتج عنه تراكم الطبقات السميكة المتقشرة المميزة للصدفية.
تلعب الخلايا التائية (بالإنجليزية: T cells) دورًا أساسيًا في هذا الخلل، حيث تطلق إشارات التهابية تزيد من نشاط خلايا الجلد والغدد المناعية. تعتبر أسباب تهيج الجهاز المناعي بهذا الشكل غير معروفة، وقد تلعب العوامل الجينية أو البيئية دورًا أيضًا.
العوامل الجينية
تلعب العوامل الجينية دورًا مهمًا، وتعتبر من أسباب الصدفية الهامة، إذ أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض أكثر عرضة لتطوره مقارنة بغيرهم. تم تحديد عدد من الجينات المرتبطة بتنظيم الجهاز المناعي وتجديد خلايا الجلد، مثل جين HLA-Cw6، الذي يُعتقد أنه يزيد من القابلية لظهور الصدفية.
لا يعني وجود هذه الجينات بالضرورة أن الشخص سيصاب بالمرض بشكل مؤكد، لكنها ترفع احتمالية حدوثه عند تفاعلها مع عوامل بيئية معينة مثل التوتر، أو العدوى، أو الإصابات الجلدية.
العوامل البيئية المحفزة للصدفية
تعتبر العوامل البيئية من أبرز المحفزات التي يمكن أن تثير نوبات الصدفية أو تفاقم أعراضها، خصوصًا لدى من لديهم استعداد وراثي للإصابة. وتشمل هذه المحفزات ما يلي:
- العدوى البكتيرية أو الفيروسية: مثل التهاب الحلق بالعقديات، الذي يعد من أكثر المحفزات شيوعًا لظهور الصدفية، خاصةً عند الأطفال والمراهقين.
- الضغوط النفسية: التوتر والقلق المستمر يضعفان الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى زيادة الالتهاب وتجدد البقع الجلدية بشكل أسرع.
- إصابات الجلد: الجروح، الحروق، أو حتى الوشم قد تحفز ظهور بقع صدفية في المنطقة المصابة، ويُعرف ذلك بظاهرة كويبنر (بالإنجليزية: Koebner phenomenon).
- بعض الأدوية: مثل الليثيوم، حاصرات بيتا، وأدوية الملاريا، التي قد تفاقم أعراض المرض لدى بعض المرضى.
- عوامل نمط الحياة: التدخين، أو استهلاك الكحول، أو قلة النوم، أو التغيرات المناخية المفاجئة، جميعها يمكن أن تؤدي إلى تهيج الجلد وزيادة نوبات الصدفية.
- العوامل الهرمونية: قد تؤثر التغيرات الهرمونية خلال الحمل، أو سن البلوغ، أو انقطاع الطمث في نشاط الجهاز المناعي وتزيد من احتمالية تفاقم الأعراض.
- الاضطرابات المناعية الأخرى: قد يرفع وجود أمراض مناعية أخرى مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة، من احتمالية تحفيز استجابة مناعية غير طبيعية في الجلد.
طرق تقليل خطر الإصابة بالصدفية
رغم أن معظم أسباب الصدفية مرتبطة بعوامل لا يمكن تجنبها، إلا أن اتباع أسلوب حياة صحي يمكن أن يقلل من تكرار النوبات ويخفف من شدتها. ومن أهم طرق الوقاية:
- الحفاظ على ترطيب الجلد: استخدام الكريمات المرطبة بانتظام يساعد على منع الجفاف والتشقق، مما يقلل من خطر تهيج الجلد.
- تجنب المحفزات المعروفة: مثل التدخين، الكحول، وبعض الأدوية التي قد تسبب تفاقم الأعراض.
- التحكم بالتوتر النفسي: ممارسة تقنيات الاسترخاء، التأمل، أو الرياضة بانتظام تساهم في استقرار الحالة النفسية وتقليل نشاط المرض.
- الوقاية من الإصابات الجلدية: تجنب الجروح، الحروق أو الخدوش التي قد تُحفّز ظهور بقع جديدة من الصدفية.
- اتباع نظام غذائي متوازن: تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة وأحماض أوميغا-3 الدهنية يدعم صحة الجلد ويقلل من الالتهاب.
- المتابعة الطبية المنتظمة: مراجعة الطبيب عند ظهور أي تغيرات جلدية أو قبل استخدام أدوية جديدة لتفادي المحفزات المحتملة.
اقرأ أيضًا: الصدفية عند الأطفال: كل ما تحتاج معرفته عن الأسباب والعلاج
الخاتمة:
تعتبر أسباب الصدفية غير معروفة تمامًا، لكن توجد العديد من العوامل التي قد تزيد من الخطر بها، مثل الإصابة بالالتهابات الجلدية أو الفيروسية، أو العوامل الجينية، أو مشاكل الجهاز المناعي. يمكن أن يساعد الحفاظ على صحة الجلد وترطيبه، واتباع نظام حياة صحي على الوقاية من الإصابة بالمرض.