أعلن باحثون في المملكة المتحدة عن تمكنهم من تطوير فحص دم دقيق يكشف عن الإصابة بمتلازمة التعب المزمن، والتي كان يتم تشخصيها حتى الآن فقط اعمادًا على الأعراض، وذلك يعني أن الكثيرين كانوا لا يتلقون تشخيصًا دقيقًا لسنوات طويلة. إليك في هذا المقال التفاصيل حول فحص متلازمة التعب المزمن.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هو فحص متلازمة التعب المزمن؟
ابتكر العلماء في جامعة شرق أنجليا وشركة أوكسفورد للديناميكية الحيوية (بالإنجليزية: Oxford Biodynamics) مؤخرًا، أول فحص دم يمكنه المساعدة في تشخيص متلازمة التعب المزمن، وهي حالة يواجه فيها المصابون تعبًا شديدًا لا يزول حتى بعد الراحة. يعتمد هذا الفحص على تحليل طريقة طيّ الحمض النووي (بالإنجليزية: DNA) داخل خلايا الدم، وهو ما يكشف عن نمط مميز يختلف عن الأشخاص الأصحاء.
أظهرت الدراسات الأولية أن هذا الاختبار يتمتع بدقة عالية تصل إلى نحو 92٪، ما يجعله خطوة كبيرة نحو تسهيل التشخيص بعد سنوات من الغموض الذي كان يحيط بهذا المرض.
ورغم أن الفحص لا يزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات قبل اعتماده في المستشفيات بشكل رسمي، إلا أنه يمثل أملًا جديدًا للمرضى الذين يعانون من تعب مزمن غير مفسّر، ويساعد الأطباء على تمييز هذه المتلازمة عن أمراض أخرى تسبب أعراضًا مشابهة.

ما هي متلازمة التعب المزمن؟
تعرف متلازمة التعب المزمن (بالإنجليزية: Chronic Fatigue Syndrome) أو التهاب الدماغ والنخاع العضلي (ME/CFS) بأنها حالة صحية معقّدة تسبب إرهاقًا شديدًا ومستمرًا لا يزول بالراحة، ولا يمكن تفسيره بمرض آخر معروف. تصيب هذه المتلازمة الرجال والنساء على حد سواء، لكنها أكثر شيوعًا بين النساء في منتصف العمر، وغالبًا ما تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية.
من أبرز أعراض متلازمة التعب المزمن:
- تعب مستمر وشديد: يستمر لأشهر أو سنوات ويزداد سوءًا بعد أي مجهود بدني أو ذهني، حتى البسيط منه.
- اضطرابات النوم: مثل صعوبة النوم أو عدم الشعور بالراحة بعد الاستيقاظ رغم النوم لساعات كافية.
- مشاكل في التركيز والذاكرة: يطلق عليها أحيانًا “الضباب الدماغي”، حيث يجد المصاب صعوبة في التفكير أو تذكّر التفاصيل.
- آلام عضلية ومفصلية غير مبررة: دون وجود التهاب واضح أو تورم.
- الصداع المزمن: خاصة في مناطق مختلفة عن المعتاد لدى الشخص.
- الدوخة واضطرابات التوازن: خصوصًا عند الوقوف لفترات طويلة.
- أعراض مشابهة للإنفلونزا: مثل التهاب الحلق وتورم الغدد اللمفاوية أحيانًا.
رغم أن الأسباب الدقيقة للمتلازمة ما زالت غير مفهومة تمامًا، إلا أن الباحثين يعتقدون أن العوامل المناعية والفيروسية والهرمونية تلعب دورًا في ظهورها. التشخيص المبكر والدعم الطبي يمكن أن يخففا من حدة الأعراض ويحسّنا من نوعية حياة المريض.

هل يمكن علاجها؟
من الممكن أن يتم التشخيص بسهولة مستقبًلا بالاعتماد على فحص متلازمة التعب المزمن الذي تم تطويره. لا يوجد حتى الآن علاج نهائي لمتلازمة التعب المزمن، لكن هناك خطط علاجية تهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة. يعتمد العلاج عادة على تحديد الأعراض الأكثر إزعاجًا لكل مريض ووضع خطة فردية تناسب حالته.
العلاج الطبي
يمكن للطبيب وصف مسكنات الألم لتخفيف الصداع وآلام العضلات والمفاصل. في بعض الحالات، تستخدم مضادات الاكتئاب بجرعات منخفضة لتحسين النوم والمزاج، وللمساعدة في السيطرة على الألم المزمن.
إذا كانت هناك مشكلات في ضغط الدم أو اضطرابات هرمونية، فقد تعالج بشكل مخصص.
العلاج السلوكي وإدارة الطاقة
ينصح المرضى بتطبيق ما يُعرف بـ “إدارة الطاقة”، أي تنظيم الجهد البدني والذهني وتجنب الأنشطة المرهقة التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض. كما يعتبر العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا في التعامل مع التوتر والقلق المرتبطين بالمرض.
الدعم الغذائي والنفسي
يساعد الحفاظ على نظام غذائي متوازن، والنوم في أوقات منتظمة، وممارسة تمارين التنفس أو الاسترخاء على تحسين الحالة العامة. أيضًا، يلعب الدعم النفسي والاجتماعي دورًا مهمًا في تعزيز التعافي وتخفيف الشعور بالعزلة.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة تكشف العلاقة بين السهر ليلًا والإصابة بالاكتئاب
الخاتمة:
قام العلماء والباحثون في جامعة شرق أنجليا وشركة أوكسفورد للديناميكية الحيوية بتطوير فحص متلازمة التعب المزمن، الذي كان صعب التشخيص بفحوصت وتحاليل طبية مسبقًا. على الرغم من ذلك، يتطلب الأمر إجراء المزيد من الدراسات للتأكد من فعالية هذا الفحص وإمكانية استخدامه بهدف التشخيص.
ملخص المقال بالذكاء الاصطناعي