توفيت الطفلة العمانية ميرال البلوشي بعد معاناة طويلة من المرض، وكانت ميرال قد لاقت تعاطفًا واهتمامًا واسعًا بسبب مرضها في السنوات الأخيرة، إلا أن علاجها كان صعبًا للغاية واستمرت حالتها بالتدهور رغم الجهود الطبية. تعرف في هذا المقال على المرض الذي تسبب بوفاة ميرال البلوشي.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما سبب وفاة ميرال البلوشي؟
انتشر خبر وفاة ميرال البلوشي بعد رحلة طويلة من المعاناة مع مرض نادر في الرئة، عرف باسم اعتلال الأنسجة الرئوية الموصلة الولادي. بدأت أعراض المرض تظهر عندما كانت في عمر تسعة أشهر، حين لاحظ الأطباء صعوبة في التنفس ونقصًا في مستوى الأكسجين.
مع مرور السنوات تدهورت وظائف رئتيها تدريجيًا، ما اضطرها إلى الاعتماد المستمر على جهاز الأكسجين، وتحول المرض إلى تليف تدريجي في الحويصلات الهوائية يعرقل القدرة على التنفس الطبيعي. خلال محاولات أسرتها توفير علاج مناسب — بما في ذلك البحث عن زراعة رئة — لم يكتب للمريضة الشفاء، نظرًا لشدة الحالة وصعوبة إجراءات الزراعة، فضلاً عن التكلفة المرتفعة. في الأيام الأخيرة قبل وفاتها، تفاقم ضعف التنفس ونقص الأكسجين إلى حد فشل رئوي حاد، مما أدى إلى وفاتها الأربعاء الماضي.
لم تكن وفاة ميرال البلوشي مجرد نهاية لمعاناة شخصية، بل أثارت موجة حزن واسعة في سلطنة عمان وخارجها. تركت قصتها أثرًا عميقًا في نفوس الكثيرين، إذ مثلت رمزًا للصبر والتحدي أمام المرض، وللتوعية بحجم المعاناة التي يمر بها الأطفال المصابون بأمراض رئوية نادرة.
اقرأ أيضًا: استخدام مواد التنظيف المنزلية قد يتلف رئتيك!

ما هو اعتلال الأنسجة الرئوية الموصلة الولادي؟
اعتلال الأنسجة الرئوية الموصلة الولادي، المسبب لوفاة ميرال البلوشي، هو أحد الأمراض الرئوية النادرة التي تصيب الأطفال منذ الولادة، ويندرج ضمن مجموعة “أمراض الرئة الخلالية عند الأطفال”. يتميز هذا الاضطراب بوجود خلل في البنية الدقيقة للطرق الهوائية والأنسجة المحيطة بها، ما يؤدي إلى ضعف انتقال الهواء داخل الرئتين وصعوبة تبادل الأكسجين. تنشأ هذه المشكلة غالبًا نتيجة خلل جيني يؤثر في تطور الرئتين قبل الولادة، فيتسبب بزيادة سماكة الأنسجة أو تليفها، أو باضطراب في تكوين الحويصلات الهوائية المسؤولة عن التنفس.
ومع تقدم الوقت، يعاني الطفل المصاب من ضيق مستمر في التنفس، وتنفس سريع، ونقص في مستوى الأكسجين، وسعال مزمن قد يزداد مع العدوى الفيروسية أو البكتيرية. ويحتاج الطفل في الحالات المتقدمة إلى دعم دائم بالأكسجين أو أجهزة مساعدة على التنفس. وبسبب ندرة المرض وتعقيد تشخيصه، يصبح التدخل المبكر والمتابعة المتخصصة أمرين أساسيين للتخفيف من الأعراض وتحسين جودة الحياة، رغم عدم وجود علاج شافٍ حتى اليوم.
كيف يمكن علاج هذا المرض؟
تحتاج أنواع هذا المرض إلى رعاية مستمرة للسيطرة على الأعراض ومنع المضاعفات. يشمل ذلك المتابعة الدورية مع الطبيب، والالتزام بالأدوية الموصوفة، والانتباه لأي تغير مفاجئ في الحالة الصحية. كما تساعد الراحة الكافية، التغذية المناسبة، والدعم النفسي على تحسين القدرة على التعايش مع المرض والحد من تأثيره على الحياة اليومية. يذكر أنه لا يمكن الشفاء من اعتلال الأنسجة الرئوية الموصلة الولادي، ويتضمن العلاج محاولة السيطرة على الأعراض وتجنب تفاقمها.
اقرأ أيضًا: ألم الظهر أثناء التنفس..أهم 9 حالات صحية تسببه

الخاتمة:
تسبب اعتلال الأنسجة الرئوية الموصلة الولادي بوفاة ميرال البلوشي، الطفلة العمانية المحبوبة. يعتبر هذا المرض اضطرابًا نادرًا للغاية، وهو يصيب الأطفال منذ الولادة ولا يمكن الشفاء منه. يتضمن العلاج تحسين جودة حياة الطفل ومحاولة السيطرة على الأعراض وتخفيفها.