في لحظة مفصلية للطب في العالم العربي، أعلنت دولة الإمارات عن إنجاز علمي غير مسبوق وابتكار علاج جديد للسرطان، من خلال تطوير تقنية مناعية متقدمة تعتمد على الخلايا التائية المعدّلة جينيًا (CAR T-cell). الإنجاز الذي كشف عنه الدكتور عجلان الزاكي، المتخصص في العلاج المناعي ومدير مركز أمراض الدم والأورام في مستشفى برجيل بأبوظبي، لا يُعد فقط طفرة في المجال الطبي، بل أيضًا خطوة استراتيجية نحو توطين الصناعات الطبية الحيوية وتعزيز الأمن الصحي الوطني.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
علاج جديد للسرطان باستخدام تقنية إماراتية مبتكرة
في منتدى “اصنع في الإمارات”، كشف الزاكي عن تصنيع أول علاج مناعي محلي يستخدم تقنية CAR T-cell، وهي خلايا مناعية تُعدّل جينيًا لتهاجم الخلايا السرطانية بدقة مذهلة. ما يُميز هذا الإنجاز هو كونه الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط يتم إنتاجه محليًا، مما يكسر احتكار العلاجات المستوردة، ويعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار الطبي.
هذا النوع من العلاج لا يعتمد على بروتوكول موحد، بل يُصمّم خصيصًا لكل مريض، مما يجعل الاستجابة للعلاج أكثر فاعلية، ويقلل من احتمالية الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاجات التقليدية كالعلاج الكيميائي والإشعاعي.
شاهد أيضًا: صوت المنبه خطر لا يُستهان به: كيف تبدأ يومك دون صدمة صحية؟
الخلايا المناعية وعلاج السرطان
تعتمد تقنية CAR T-cell على استخلاص خلايا تائية من دم المريض، ثم تعديلها وراثيًا داخل مختبرات متطورة لتصبح قادرة على التعرف على بروتينات معينة على سطح الخلايا السرطانية. بعد هذه العملية، تُعاد الخلايا إلى جسم المريض لتبدأ بمهاجمة الورم.
الفكرة الأساسية تقوم على تحفيز الجهاز المناعي ليكون هو سلاح العلاج الأول، وهو ما يُعرف اليوم بـ “العلاج المناعي الدقيق”، الذي أظهر كفاءة عالية خاصة في اللوكيميا وسرطانات الغدد اللمفاوية.
نتائج واعدة تتفوّق على العلاجات التقليدية
أظهرت نتائج التجارب السريرية في الإمارات أن:
-
91% من المرضى الذين خضعوا للعلاج المناعي لم يحتاجوا إلى علاجات إضافية.
-
بالمقارنة، فقط 76% من المرضى استجابوا للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي التقليدي.
-
نسبة المضاعفات الجانبية كانت أقل بكثير، ما انعكس إيجابًا على جودة حياة المرضى.
هذه النتائج تُعزز الثقة في فعالية التقنية الجديدة، وتفتح الباب أمام اعتمادها كخيار علاجي أول في الأورام الدموية.
شاهد أيضًا: بيئة العمل السامة تسرق طاقتك؟ إليك خطوات ذكية للتصدي لها
خفض التكلفة بنسبة 90% وتقصير زمن العلاج
أبرز ما يميز هذا الابتكار هو التصنيع المحلي الكامل للعلاج داخل الدولة، وهو ما أسهم في:
-
خفض التكلفة النهائية للعلاج بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالعلاج المستورد.
-
تقليل فترة الانتظار للمرضى من عدة أشهر إلى أقل من أسبوعين.
-
تقليل الضغط على الأنظمة الصحية، وزيادة فرص الوصول للعلاج للمرضى في الوقت المناسب.
شاهد أيضًا: عكبر النحل ..سلاح طبيعي ضد البكتيريا والفيروسات والفطريات
نحو طب دقيق بآثار جانبية أقل
على عكس العلاجات الموحدة، يقوم هذا النموذج العلاجي على تصميم الخلايا المعدّلة وفقًا للبصمة الجينية لكل مريض، ما يضمن:
-
دقة فائقة في استهداف الخلايا المصابة فقط.
-
تقليل الآثار الجانبية مثل تساقط الشعر أو تلف الأنسجة السليمة.
-
زيادة نسب الاستجابة وتقلص احتمالات انتكاس المرض.
هذا التوجه يتماشى مع مستقبل الطب الذي يُركّز على “الطب الشخصي”، وهو ما تؤكده أبرز الهيئات الصحية العالمية.
دعم علمي لتحليل البيانات وتحسين النتائج
لم يكن النجاح الطبي ليتحقق دون استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي مكّنت الأطباء من:
-
تحليل البيانات الجينية والسريرية بدقة وسرعة.
-
التنبؤ باستجابة المرضى للعلاج بناءً على نماذج خوارزمية متطورة.
-
تطوير بروتوكولات علاج ديناميكية تتكيف مع حالة كل مريض لحظة بلحظة.
هذا التكامل بين العلم والتقنية جعل الإمارات ليست فقط مستخدمًا للذكاء الاصطناعي، بل مطورًا لحلول علاجية قائمة عليه.
شاهد أيضًا: الموافقة على جهاز فحص ذاتي لسرطان عنق الرحم يمكن استخدامه في المنزل
خلاصة
بقيادة كفاءات إماراتية ورؤية حكومية طموحة، تنتقل الإمارات إلى مصاف الدول الرائدة في الطب الدقيق والعلاج المناعي. الإنجاز الذي تحقّق باستخدام تقنية CAR T-cell لا يُنقذ الأرواح فحسب، بل يؤسس لمستقبل صحي مستقل، متقدّم، ومبني على العلم والابتكار الوطني. وما بدأ بخطوة في مختبر بأبوظبي، قد يُعيد كتابة مستقبل علاج السرطان في المنطقة بأسرها.