عقدة أطلس: حين يتحوّل الشعور بالمسؤولية إلى عبء نفسي خفي

1

x77eq3
عقدة أطلس: حين يتحوّل الشعور بالمسؤولية إلى عبء نفسي خفي
ملخص المقال بالذكاء الاصطناعي
أنا أقوم بالتلخيص, يرجى الانتطار…

فهرس الصفحة

في علم النفس التحليلي، تبرز “عقدة أطلس” كأحد المفاهيم التي تصف نمطًا عميقًا من السلوك الإنساني، يتجسد في أولئك الذين يشعرون بأنهم يحملون العالم على أكتافهم مجازًا كما فعل أطلس في الأسطورة الإغريقية. إنها ليست مجرد ميل لتحمّل المسؤولية، بل عبء داخلي يدفع صاحبه إلى إهمال نفسه في سبيل الآخرين، حتى يتحول الدعم إلى استنزاف، والعطاء إلى قيد نفسي ثقيل.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

ما هي عقدة أطلس؟

تُعرف عقدة أطلس (بالإنجليزية: Atlas Complex) بأنها ميل نفسي عميق لدى بعض الأشخاص لتحمّل أعباء الآخرين ومشاكلهم بشكل مفرط، بدافع الشعور بالواجب أو الخوف من الفشل في مساعدة الغير. وصفها الطبيب النفسي الأمريكي جون غالتون في أواخر القرن العشرين، مشيرًا إلى أنها تتشكل عادة لدى الأشخاص الذين نشأوا في بيئة غير مستقرة عاطفيًا، واضطروا لتحمّل المسؤولية مبكرًا.

عقدة أطلس

الجذور النفسية لعقدة أطلس

قد يرجع الجذر النفسي لتكوّن هذه العقدة ما يلي:

  • الطفولة والمسؤولية المبكرة: تنشأ غالبًا لدى الأطفال الذين اضطروا للاعتناء بوالديهم أو إخوتهم بسبب غياب الدعم العاطفي أو النفسي.

  • الخوف من الهجر أو الرفض: يتحول العطاء المفرط إلى وسيلة لضمان القبول، مما يرسّخ النمط في العلاقات المستقبلية.

  • الذات المرتبطة بالإنجاز: يشعر صاحب العقدة أن قيمته الحقيقية تُقاس بمدى قدرته على المساعدة، وليس بكونه شخصًا يستحق الراحة أو الحب.

اقرأ أيضًا: العقد النفسية: جذور خفية تتحكم بحياتنا دون أن نشعر

قد يرجع الجذر النفسي لتكوّن هذه العقدة هو الخوف من الهجر أو الرفض

العلامات السلوكية لعقدة أطلس

تتجلى عقدة أطلس في مجموعة من السلوكيات اليومية التي تبدو في ظاهرها قوةً واهتمامًا بالآخرين، لكنها في العمق تحمل معاناة خفية تثقل النفس وتستنزف الطاقة. ومن أبرز هذه العلامات:

  • تحمّل المسؤوليات الزائدة عن الحد حتى عندما لا تكون هناك حاجة حقيقية لذلك.

  • الشعور بالذنب عند قول “لا” أو عند رفض طلبات الآخرين.

  • صعوبة طلب المساعدة أو إظهار الضعف خوفًا من فقدان السيطرة أو الاحترام.

  • الإرهاق النفسي والجسدي المزمن الناتج عن ضغط داخلي دائم للقيام بكل شيء.

  • الانجذاب لعلاقات غير متوازنة يكون فيها الطرف الآخر معتمدًا بشكل مفرط، مما يعمّق الإحساس بالعبء والمسؤولية.

من العلامات السلوكية لعقدة أطلس تحمّل المسؤوليات الزائدة عن الحد

التأثير النفسي والعاطفي

أظهرت دراسات منشورة في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي (بالإنجليزية: Journal of Personality and Social Psychology) أن الأشخاص الذين يعانون من هذه العقدة يكونون أكثر عرضة للقلق، واضطرابات النوم، والاحتراق الوظيفي، كما أن دافعهم للمساعدة يتحول بمرور الوقت إلى آلية دفاعية تُخفي شعورًا عميقًا بعدم الأمان العاطفي.

الأشخاص الذين يعانون من هذه عقدة أطلس يكونون أكثر عرضة للقلق والاحتراق الوظيفي

كيف يمكن التحرر من عقدة أطلس؟

يمكن التخلص من هذه العقدة عن طريق اتباع ما يلي:

  • الوعي بالنمط السلوكي: الخطوة الأولى هي إدراك أن المساعدة المفرطة ليست دائمًا شكلًا من أشكال القوة، بل أحيانًا آلية دفاعية غير واعية.
  • تعلم قول “لا” دون ذنب: يُعتبر وضع الحدود الصحية مهارة علاجية أساسية، تساعد على استعادة التوازن بين العطاء والراحة.
  • العلاج النفسي التحليلي أو المعرفي السلوكي (CBT): يساعد المختص في تفكيك الدوافع القديمة وربطها بالتجارب الأولى، مما يمكّن الفرد من إعادة تعريف مفهوم المسؤولية والعطاء.
  • إعادة التواصل مع الذات: ممارسة التأمل، والكتابة اليومية، والاهتمام بالجسد والعاطفة تعيد الاتصال بالجانب الإنساني المنسي في الشخص الذي “يحمل كل شيء”.

اقرأ أيضًا: متى يجب عليك مراجعة طبيب نفسي؟ إليك 10 علامات لا تتجاهلها

الجانب الإيجابي لعقدة أطلس

ورغم ما تحمله عقدة أطلس من أعباء نفسية، إلا أن أصحابها يمتلكون جوانب مشرقة تجعلهم عناصر مؤثرة وإيجابية في محيطهم، إذا ما تعلموا توجيه طاقاتهم بطريقة صحية ومتوازنة. ومن أبرز هذه الجوانب:

  • حسّ عالٍ بالمسؤولية يجعلهم يعتمد عليهم في المواقف الصعبة والأزمات.

  • قدرة فطرية على القيادة نابعة من رغبتهم في حماية الآخرين وتنظيم الأمور من حولهم.

  • ذكاء عاطفي متطور يساعدهم على فهم مشاعر الآخرين والتعامل معها بتعاطف.

  • ميل قوي للعطاء والإيثار يجعلهم مصدر دعم واستقرار في العلاقات الإنسانية.

  • إصرار وقدرة على التحمل تمكنهم من تجاوز الضغوط وتحقيق النجاح رغم التحديات.

الجانب الإيجابي لعقدة أطلس يتمثل بالحس العالي بالمسؤولية والذي يجعلهم أشخاص يٌعتمد عليهم في المواقف الصعبة والأزمات.

خلاصة

عقدة أطلس ليست مرضًا نفسيًا بقدر ما هي نمط عاطفي دفاعي تشكّل عبر الزمن. التحرر منها لا يعني التخلي عن الإحسان، بل إعادة توجيهه نحو الذات أولًا. فحتى أطلس، في الأسطورة، لم يكن يُعاقب لأنه حمل العالم، بل لأنه ظن أنه الوحيد القادر على ذلك.

الأسئلة الشائعة عن عقدة أطلس

  • عقدة أطلس هي نمط نفسي يدفع الشخص لتحمّل مسؤوليات الآخرين بشكل مفرط حتى على حساب راحته النفسية والجسدية.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!

فيديوهات ذات صلة

مقاومة الإنسولين محمد السعيد 2

x9o3gcg

الدكتور محمد السعيد: ما أسباب الخمول بعد الأكل؟

مواضيع ذات صلة

مشاركة