أصبح الهاتف والغدة الدرقية محور اهتمام متزايد في الأبحاث الطبية، مع الاستخدام المكثف للهواتف الذكية ولساعات طويلة يوميًا. فالتعرض المستمر لإشعاعات الهاتف المحمول يثير تساؤلات حول تأثيره المحتمل على وظائف الغدة الدرقية وهرموناتها، خاصةً مع قرب الهاتف من الرقبة أثناء المكالمات أو التصفح.
وفي ظل تزايد الاعتماد على الأجهزة الذكية، بدأ الباحثون بدراسة العلاقة بين إشعاع الهاتف والتغيرات الهرمونية المحتملة، بهدف فهم المخاطر الصحية طويلة الأمد واتخاذ إجراءات وقائية مناسبة. إليك في هذا المقال أهم تأثيرات الهاتف على الغدة الدرقية والحلول.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما تأثير الهاتف على الغدة الدرقية؟
تشير الأبحاث العلمية حول العلاقة بين الهاتف والغدة الدرقية إلى أن التعرض المطوّل لإشعاعات الهواتف المحمولة قد يؤثر في الغدة الدرقية ووظائفها الهرمونية، خاصة عند استخدام الهاتف بالقرب من الرقبة لفترات طويلة. تعتمد الهواتف الذكية على إشعاعات الترددات الراديوية (بالإنجليزية: Radiofrequency) والمجالات الكهرومغناطيسية منخفضة التردد، وهي إشعاعات غير مؤيّنة، إلا أن الدراسات أظهرت أنها قد تحدث تغيرات بيولوجية على مستوى أنسجة الغدة الدرقية. فقد لوحظ في بعض الأبحاث حدوث تغيرات نسيجية خفيفة في خلايا الغدة، إلى جانب اضطراب محتمل في إفراز هرموني الثيروكسين (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3)، وهما الهرمونان الأساسيان لتنظيم الأيض والطاقة في الجسم.
كما بيّنت دراسات أخرى حول العلاقة بين الهاتف والغدة الدرقية، أن التعرض المزمن لإشعاعات الهاتف قد يؤثر في نشاط الغدة الدرقية عبر إحداث إجهاد تأكسدي داخل الخلايا، ما يؤدي إلى خلل في توازن الهرمونات أو تغير استجابة الغدة لمحفزات الجسم الطبيعية. ويعتقد أن قرب الهاتف من منطقة الرقبة، حيث تقع الغدة الدرقية سطحيًا نسبيًا، يزيد من احتمالية تأثرها مقارنةً بأعضاء أخرى.
ورغم أن النتائج لا تزال غير حاسمة وتحتاج إلى دراسات بشرية أوسع، إلا أن هذه المعطيات دفعت الباحثين إلى التحذير من الاستخدام المفرط للهاتف دون احتياطات، خاصة لدى الأشخاص المعرضين أصلًا لاضطرابات الغدة الدرقية.
اقرأ أيضًا: خطوات التخلص من إدمان الجوال

هل يسبب الهاتف قصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية؟
حتى الآن، لا توجد أدلة قاطعة تؤكد أن استخدام الهاتف المحمول يسبب بشكل مباشر قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاطها، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى احتمال وجود ارتباط غير مباشر بين الهاتف والغدة الدرقية، إذ قد يسبب التعرض المزمن لإشعاعات الهاتف حدوث اضطرابات في توازن هرمونات الغدة الدرقية.
فقد لوحظت في أبحاث مخبرية وسريرية حول العلاقة بين الهاتف والغدة الدرقية تغيرات طفيفة في مستويات هرموني T3 وT4 لدى أشخاص يستخدمون الهاتف لفترات طويلة، خاصة عند إبقائه قريبًا من الرقبة. قد لا تكون كافية هذه التغيرات لإحداث مرض واضح، لكنها قد تؤثر في وظيفة الغدة على المدى الطويل، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون أصلًا من استعداد وراثي أو اضطرابات هرمونية سابقة.
كما يرجح أن يؤدي الإجهاد التأكسدي الناتج عن الإشعاع إلى التأثير في خلايا الغدة الدرقية، ما قد يضعف قدرتها على التنظيم الدقيق لإفراز الهرمونات، دون أن يصل ذلك بالضرورة إلى تشخيص سريري مباشر لقصور أو فرط النشاط.
طرق الوقاية وتقليل تأثير الهاتف على الغدة الدرقية
يمكن تقليل تأثيرات الهاتف على الغدة الدرقية باتباع النصائح التالية:
- تجنب وضع الهاتف مباشرة على الرقبة أو أعلى الصدر لفترات طويلة.
- استخدام السماعات أو مكبر الصوت أثناء المكالمات الطويلة.
- تقليل مدة المكالمات قدر الإمكان، خاصة عند ضعف الشبكة.
- عدم النوم والهاتف ملاصق لمنطقة الرقبة أو تحت الوسادة.
- استخدام الهاتف عند الحاجة فقط وتجنب الاستخدام المفرط غير الضروري.
- الحفاظ على مسافة آمنة بين الهاتف والجسم عند عدم الاستخدام.
اقرأ أيضًا: ما هي علامات الإصابة بالكسل الرقمي؟

الخاتمة:
في ظل الاستخدام اليومي المكثف للهواتف الذكية، تبقى الوقاية والاعتدال عاملين أساسيين للحفاظ على صحة الغدة الدرقية. ورغم عدم وجود دليل حاسم على وجود علاقة بين الهاتف والغدة الدرقية، فإن تقليل التعرض غير الضروري لإشعاع الهاتف يُعد خطوة بسيطة لكنها مهمة لدعم الصحة على المدى الطويل.