في حوار خاص مع الدكتور عبدالله عمر، نستكشف عالم الجلدية الواسع الذي يجمع بين الطب العلاجي وطب التجميل، حيث يشاركنا تجربته ورؤيته حول أحدث التقنيات، أبرز التحديات، و النصائح الذهبية للعناية بالبشرة.
من قصص التأثر الإنساني إلى توضيح خرافات التجميل المنتشرة، يأخذنا الدكتور عبدالله في رحلة معرفية تعزز من وعينا الصحي والجمالي، لتصبح العناية بالبشرة أكثر علمية وواقعية.
- في البداية، لماذا اخترت تخصص الجلدية بالذات؟
هذا المجال يجمع بين عدة تخصصات طبية مهمة، منها علاج الأمراض الجلدية إلى جانب طب التجميل. هذا المزيج الفريد هو ما دفعني لاختياره، لأنه يسمح لي بمساعدة المرضى من جوانب طبية وجمالية في آن واحد.
- ما هي الحالة الإنسانية التي أثرت فيك خلال دراستك بهذا المجال؟
أتذكر حالة مريض صدفية كان يعاني من انتشار المرض في جسده، مما أثر بشكل كبير على حياته العاطفية و تركته خطيبته. لكن بعد العلاج الصحيح، شهد تحسنًا نفسيًا كبيرًا وتحول إلى شخص مختلف تمامًا. هذه التجربة عززت رغبتي في التفاني لعلاج المرضى وتحسين جودة حياتهم.
- ما هي الأخطاء الأكثر شيوعاً في روتين العناية بالبشرة؟
يتأثر الكثيرون بمحتوى السوشيال ميديا، مثل الفيديوهات القصيرة “ريلز”، أو يتبعون نصائح غير موثوقة من الأصدقاء. وهذا يؤدي إلى شراء مجموعات من المنتجات التي لا تناسب نوع بشرتهم، مما يسبب عدم الحصول على النتائج المرجوة.
- هل هناك منتجات أساسية يجب توفرها في أي روتين للعناية بالبشرة؟
بالتأكيد، هناك بعض الأساسيات مثل الغسول المناسب لنوع البشرة، وكريم واقي الشمس الذي يُعد سيد الكريمات ويأتي بنوعين: صن بلوك، وصن سكرين، بالإضافة إلى المرطب حتى للبشرة الدهنية. اختيار المنتجات المناسبة أمر ضروري للحفاظ على صحة البشرة.
- كيف يمكن للشخص التعرف على نوع بشرته؟
يعتبر هذا من اختصاص طبيب الجلدية، ولكن هناك اختبار بسيط يُعرف باسم “اختبار المنديل”، حيث يوضع منديل على الأنف، فإذا ظهر إفراز زيتي تكون البشرة دهنية، وإذا كانت جافة فهي جافة، أما إذا كانت متوازنة فهي عادية.
“لا يوجد حتى الآن منتج مثبت علميًا يقضي على علامات الشيخوخة”
- هل كريمات مقاومة التجاعيد والشيخوخة فعالة أم مجرد دعاية؟
لا يوجد حتى الآن منتج مثبت علميًا يقضي على الشيخوخة بشكل نهائي. يحتوي الريتينول على مواد تحسن جودة البشرة، لكنه ليس علاجًا نهائيًا لمظاهر الشيخوخة.
- متى وأين يجب بدء استخدام واقيات الشمس؟
لا يوجد عمر محدد للبدء باستخدام واقي الشمس. هناك منتجات مخصصة للأطفال من مختلف الأعمار، ويُفضل استخدامه حتى داخل المنزل إذا كانت النوافذ تسمح بدخول أشعة الشمس.
- ما الفرق بين البوتكس والفيلر، وأيهما أفضل؟
البوتكس يريح العضلات ويعالج التجاعيد التعبيرية الكبيرة، أما الفيلر فهو يُستخدم لملء الفراغات وزيادة الحجم في الوجه. لكل منهما استخداماته، والاختيار يعتمد على نوع التجاعيد والحاجة التجميلية.
- هل الإجراءات التجميلية آمنة للجميع؟
تعتبر آمنة إذا تم تنفيذها بواسطة طبيب موثوق باستخدام منتجات معتمدة. مع ذلك، يجب تجنبها خلال الحمل والإرضاع أو في حالات أمراض المناعة الذاتية.
- ما هي أكثر الأمراض الجلدية انتشارًا في المجتمع العربي؟
حب الشباب، الصدفية، والإكزيما هي الأكثر شيوعًا، خاصة في المناطق ذات الرطوبة العالية.
- لماذا ازدادت حالات الصدفية؟
لا يوجد سبب علمي محدد، لكن الضغوط النفسية والتوتر يزيدان من تفاقم المرض، إذ تؤثر الحالة النفسية بشكل مباشر على الحالة الجلدية.
- ما هي أفضل طريقة لعلاج حب الشباب؟
العلاج المبكر مهم لمنع ظهور الندوب. يبدأ عادة بالغسولات الطبية ثم يُتدرج إلى علاجات أقوى حسب الحالة.
هل هناك علاقة بين الأمراض الجلدية والحالة النفسية؟
نعم، الأمراض الجلدية مثل الصدفية، الإكزيما، وحب الشباب تتأثر بالحالة النفسية، حيث يمكن أن تتفاقم مع التوتر والقلق.
“السكر، الدهون المشبعة، والحليب تأثيرهم سلبي على البشرة”
- هل الحمية الغذائية تؤثر على صحة الجلد؟
نعم، بعض الأطعمة مثل السكر، الدهون المشبعة، والحليب قد تؤثر سلبًا على الجلد لدى بعض الأشخاص. تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضروات يحسن صحة البشرة.
- ما هي الأمراض الجلدية المنقولة جنسياً الشائعة؟
بعض الأمراض مثل فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، الزهري، والسيلان قد تكون بسيطة أو خطيرة إذا لم تعالج.
- ما هي العلامات التي تستدعي مراجعة الطبيب فورًا؟
أي احمرار، بثور، أو تغييرات غير معتادة في المنطقة التناسلية يجب فحصها سريعًا.
- هل هناك أمراض تنتقل بمجرد التلامس؟
نعم، مثل الثآليل التناسلية، التي تنتقل بدون الحاجة لعلاقة جنسية كاملة، مما يستوجب الحذر والمتابعة الطبية.
“زوال تأثير البوتكس لا يؤدي إلى ترهل البشرة”
- هل يتطور وعي المرضى بخصوص الأمراض الجلدية؟
الوعي يزداد بفضل دور الأطباء والطريقة الصحيحة لنقل المعلومات، بالإضافة إلى تأثير السوشيال ميديا في نشر الوعي الصحي.
- ما رأيك في تأثير السوشيال ميديا على معايير الجمال لدى الشباب؟
الفلاتر رفعت من معايير جمال غير واقعية، فالبشرة المثالية التي تُعرض ليست حقيقية، والجمال الحقيقي هو معرفة كيفية العناية الصحيحة بالبشرة.
- ما هي الخرافة الأكثر شيوعًا التي تود تصحيحها؟
الخرافة التي تقول إن زوال تأثير البوتكس يؤدي إلى ترهل البشرة غير صحيحة. الجلد يعود إلى طبيعته دون ضرر.
- ما هي العلاجات الحديثة في التجميل؟
العالم يتجه نحو تحفيز الكولاجين وإعادة شباب البشرة باستخدام الحقن، الأجهزة والمواد المتقدمة.
“لا يمكن الوصول للبشرة المثالية في جلسة واحدة”
- ما رأيك في توقعات الوصول إلى قوام أو بشرة مثالية في جلسة واحدة؟
هذه توقعات غير واقعية، ويجب على الطبيب توضيح الممكن والواقعي للمريض لتجنب الضرر.
- هل طبيب التجميل مسؤول عن التغييرات المبالغ فيها في مظهر بعض السيدات؟
النجاح يكمن في التعاون بين طبيب متخصص، مريض متفهم، ومنتجات موثوقة. يجب اختيار العلاج المناسب بحكمة لتحقيق نتائج مرضية.
في الختام، يؤكد الدكتور عبدالله عمر أن العناية بالبشرة ليست مجرد روتين يومي، بل هي رحلة متكاملة تجمع بين الطب والعناية الشخصية والوعي الصحي. ويقول الدكتور عبدالله: “الجمال الحقيقي يبدأ بفهم البشرة واحترامها، والطب الحديث يمنحنا الأدوات لتحقيق صحة وجمال مستدامين.”