تنتشر بين النساء الكثير من الأسئلة والشائعات حول الجماع بعد الولادة، مثل الاستفسار عن الوقت المناسب للجماع، و أسباب الألم الذي يحدث أثناء ممارسة العلاقة الحميمة بعد الولادة، وكيفية التغلب على هذا الألم، وغيرها من الأمور المتعلقة بالعلاقة الزوجية بعد الإنجاب؛ لذا تم تخصيص هذا المقال للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
متى تعود العلاقة الزوجية بعد الولادة؟
تطرأ على المرأة العديد من التغيرات بعد الولادة، منها تغيرات هرمونية وجسمية ونفسية؛ ومن هنا كان من الضروري أن يتمهل الزوجان ما بين أربع أسابيع إلى ستة أسابيع قبل البدء بالعلاقة الحميمية من جديد، وذلك ريثما يتوقف نزيف بعد الولادة ويتعافى عنق الرحم وتستعيد المرأة عافيتها بشكل عام، وبالطبع يختلف هذا الأمر من امرأة إلى أُخرى؛ لذا لابد من مراجعة الطبيب المختص أولًا للاطمئنان على صحة الجهاز التناسلي للمرأة وإمكانية ممارسة الجماع مجددًا، فبعض النساء قد يتعرضن لمزيد من المشاكل الصحية أو النفسية التي تستدعي الانتظار لوقت أطول حتى تعود الأمور إلى طبيعتها قبل الإنجاب.
تأثير الولادة على العلاقة الحميمة
في بعض الحالات تبتعد المرأة عن الجماع بعد الولادة القيصرية لسببين:
- بسبب الشعور بالألم بعد العملية الجراحية: وهنا يجب الانتظار حتى زوال الألم وتمام التئام الجرح، وهذا ما يحدده الطبيب المشرف على حالتها، وعادة ما يتم الانتظار ما يقارب ال 6 أسابيع.
- الشعور بالخجل: من أثر الجرح أو شكل البطن الذي نتج عن العملية، وهنا يجب على المرأة تقبل هذا الجرح الذي كان المعبر لجنينها إلى الحياة وعدم المبالغة في تصوراتها، خاصة وأنها تشترك مع العديد من النساء في هذا الأثر نتيجة خضوعهن للولادة القيصرية.
شاهد أيضًا: مشد البطن بعد الولادة: كل ما تحتاجين معرفته علميًا وصحيًا

ألم العلاقة الزوجية بعد الولادة القيصرية
يمكننا القول إن ألم الجماع بعد الولادة القيصرية مرتبط بنقطتين:
- الآلام في منطقة جرح الولادة: وهنا يجب الانتظار حتى الحصول على التأكيد من الطبيب أن الجرح قد التأم تمامًا قبل العودة إلى العلاقة الحميمة، كما يجب اختيار وضعيات مناسبة أثناء ممارسة الجنس حتى لا يحدث أي ضغط من قبل الزوج على مكان العملية.
- جفاف المهبل: إن انخفاض معدل هرمون الاستروجين في الجسم بعد كل من الولادة والرضاعة طبيعية يقلل من الرغبة الجنسية عند المرأة، إضافة إلى أنه يتسبب في جفاف المهبل بعد الولادة؛ وبالتالي يحدث الشعور بالألم عند ممارسة العلاقة، ويمكن حل هذه المشكلة بالاستعانة بالمرطبات المهبلية.

أسباب الألم أثناء العلاقة الزوجية بعد الولادة
أياً كان السبب لشعور المرأة بالألم أثناء العلاقة الزوجية بعد الولادة فإن أهم ما تحتاج له هو الصبر وبعض الوقت ريثما يتعافى جسمها ويعود كل شيء كما كان في السابق، هناك عدة أسباب لشعور المرأة بالألم أثناء العلاقة الحميمة بعد الإنجاب، نذكر منها:
- انخفاض هرمون الاستروجين بعد الولادة وهذا بدوره يقلل من الإفرازات التي تساعد في ترطيب المنطقة وتسهيل العلاقة الجنسية؛ وبالتالي يؤدي ذلك إلى جفاف المهبل الذي يجعل العلاقة مؤلمة إلى حد ما.
- الحساسية التي تصيب الأنسجة المهبلية وترققها وذلك نتيجة التغيرات الهرمونية.
- ارتخاء المهبل بعد الولادة له دور أيضًا في الشعور بالألم أثناء العلاقة.
- الشعور بألم الجماع بعد الولادة الطبيعية يكون في بعض الأحيان نتيجة إجراء شق لتوسعة المنطقة لتسهيل خروج الجنين.
نصائح للجماع بعد الولادة
إليك النصائح التالية للتغلب على آلام الجماع بعد الولادة:
- التحلي بالصبر: يحتاج الأمر عادة إلى الانتظار ما يقرب ستة أسابيع بعد الولادة، لكن أحيانًا قد يستمر الشعور بالألم لسنة كاملة بعد الولادة، ويمكن التغلب على ذلك بتناول المسكنات واستخدام الكريمات المرطبة وغيرها من العلاجات التي قد يقترحها الطبيب المشرف.
- الاسترخاء قبل الممارسة: مثلًا قد يساعد الحصول على حمام دافئ قبل ممارسة الجماع بعد الولادة على الاسترخاء وتخفيف الشعور بالألم.
- الكمادات الباردة: حيث يمكن وضع قطعة ثلج في منشفة لعمل كمادة باردة على المهبل في حالة الشعور ببعض الحرقان أو الألم بعد العلاقة.
- الحصول على الاستشارة الطبية: عند عدم نفع العلاجات أو طول مدة المشكلة فلا مانع من الحصول على الاستشارة الطبية المتخصصة، فربما يستطيع الطبيب تشخيص سبب الألم بشكل أكثر تحديدًا مع وصف العلاج المناسب.
شاهد أيضًا: أسباب حمّى النفاس وطرق الوقاية لحماية الأم بعد الولادة

إن كثيرًا من مشاكل الجماع بعد الولادة يمكن حلّها بالصبر لبعض الوقت مع استخدام المرطبات والمسكنات إن لزم الأمر، فلا داعي للقلق، فكلها أعراض جانبية تتعرض لها كل سيدة بعد إنجاب طفلها.