تحليل السائل المنوي: دليلك الشامل لفهم النتائج وتشخيص أسباب تأخر الإنجاب

يعرف السائل المنوي (بالإنجليزية: Semen Analysis) بأنه عبارة عن سائل أبيض مائل للرمادي يفرز من الجهاز التناسلي الذكري أثناء عملية القذف، ووظيفته نقل وحماية الحيوانات المنوية والمساعدة على بقائها حية لحدوث الإخصاب.

يحتوي السائل المنوي على كمية من الإنزيمات والبروتينات ومركبات الفركتوز، التي تساهم في المحافظة على صحة الحيوانات المنوية، وفي هذا المقال سنتعرف على طرق تحليل السائل المنوي.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

المقصود بتحليل السائل المنوي للرجل

1. يعرف السائل المنوي بأنه عبارة عن سائل مركب من البروتينات والحيوانات المنوية، ومواد أخرى سكرية، والتي يتم إطلاقها عند القذف، ويتم تحليل السائل المنوي (بالإنجليزية: Semen Analysis) للكشف عن ثلاث عوامل رئيسية تثبت الحالة الصحية للحيوانات المنوية، مثل الكشف عن عدد الحيوانات المنوية، وشكلها وحركتها.
2. يجري الأطباء تحليلين أو ثلاثة تحاليل منفصلة للحيوانات المنوية، وذلك للحصول على دراسة موسعة عن الحالة الصحية للحيوانات المنوية، وعددها وشكلها وحركتها، وذلك وفقًا للجمعية الأمريكية للكيمياء السريرية، حيث أنها أقرت بأنه يجب إجراء هذه الاختبارات بفاصل لا يتجاوز السبعة أيام، وعلى مدار يصل من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وذلك لأن الحيوانات المنوية تختلف بشكل أساسي يوميًا من حيث العدد والصحة والحركة وحتى النشاط، ويمكن أخذ متوسط العينات للحيوانات المنوية للحصول على نتيجة أكثر دقة.
3. يتجه الرجل عادة إلى القيام بتحليل السائل المنوي لاختبار العقم، حيث غالبًا ما يوصي الأطباء بتطبيق هذا التحليل عندما يواجه الأزواج مشكلة في تأخر الإنجاب، ويساعد التحليل في الكشف عن ما إذا كان عدد الحيوانات المنوية منخفض، أو إذا كانت مصابة بالضعف، لأن ضعفها يعد سببًا من أسباب العقم الكثيرة.

ملاحظة: عند الرغبة في تحديد النسل (منع حدوث الحمل) يقوم الطبيب بإجراء ما يسمى قطع القناة الدافقة (Vasectomy)، حيث يقوم الطبيب بإخضاع الذكور إلى هذا الاختبار للتأكد من أن تحليل السائل المنوي خالٍ من الحيوانات المنوية، ويتم إجراء هذه العملية عن طريق قطع الأنابيب التي ترسل الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى القضيب، ويقوم الطبيب بختمها للتأكد من تحديد النسل، ومن ثم بعد قطع القناة الدافقة، يوصي الطبيب بإجراء تحليل كامل للحيوانات المنوية مرة واحدة في الشهر ولمدة ثلاث أشهر للتأكد من عدم وجود حيوانات منوية في السائل المنوي.

تعليمات يجب العمل بها لنجاح تحليل السائل المنوي

1. يخبر الطبيب الشخص الذي يريد القيام بالتحليل باتباع الشروط التي تنص على تجنب ممارسة الجنس لمدة ثلاثة أيام، وتجنب القذف لمدة أقلها أربعٍ وعشرين ساعة وقد تصل إلى اثنان وسبعين ساعة، قبل البدء بالاختبار.
2. يجب تجنب شرب الكحول والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، وعدم تناول المخدرات بأنواعها، قبل البدء بالاختبار من يومين إلى خمسة أيام، والتوقف عن تناول أي أدوية التي تؤثر بشكل سلبي على السائل المنوي، وتجنب أي أدوية أخرى تؤثر على الهرمونات الجسدية وبشكل خاص الأدوية التي تؤثر على هرمون الذكورة.
3. يُجرى تحليل السائل المنوي عن طريق الاستمناء، أو عن طريق ممارسة الجنس مع مراعاة وضع واقي ذكري، أو الانسحاب قبل القذف، أو عن طريق تحفيز القذف بالكهرباء، لكن يعتبر الأطباء أن الاستمناء هو الطريقة الأفضل للحصول على عينة نظيفة وخالية من الشوائب.
4. يمكن الحصول على عينة جديدة باتباع عاملين رئيسيين، الأول يجب أن يتم حفظ السائل المنوي في درجة حرارة الجسم، حيث تؤدي درجة الحرارة الباردة والحارة إلى الحصول على نتائج غير دقيقة، والثاني يجب الحرص على تسليم السائل المنوي المرفق للاختبار بعد ثلاثين إلى ستين دقيقة فقط من مغادرة السائل المنوي للجسم.
5. يمكن للشخص أن يقوم باختبار السائل المنوي لديه في المنزل، حيث هناك العديد من الاختبارات التي تتوفر بشكل منزلي، لكنها فقط تقوم بقياس عدد الحيوانات المنوية، ولا تقوم هذه الاختبارات بتحليل حركة الحيوانات المنوية أو معرفة شكلها، وعادةً ما تظهر نتيجة هذه الاختبارات المنزلية في غضون عشر دقائق فقط.

ملاحظة: ومن المعروف أن العدد الطبيعي للحيوانات المنوية تكون أكثر من عشرين مليون حيوان منوي لكل ملليلتر من السائل المنوي، لكن يجب ذكر أن الاختبار المنزلي لا يعني أن الرجل يتمتع بالخصوبة، لأن الاختبار المنزلي لا يكشف عن الأسباب الأخرى المحتملة للعقم؛ لذلك ينصح الأطباء القيام بعمل اختبار في معمل مجهز بكامل المعدات الطبية التي تساعد في الفحص الكامل، مثل فحص الحيوانات المنوية، وفحص شكلها، وفحص حركتها.

شاهد أيضًا: صحة الحيوانات المنوية وكيفية تأثيرها على خصوبة الرجل

طريقة تحليل السائل المنوي للرجل

يقوم الطبيب المختص باتباع الطريقة الصحيحة لتحليل سائل الحيوانات المنوية وهي عبارة عن بروتوكول طبي متعارف عليه من قبل الأطباء، ويتلخص باتباع الخطوات التالية:

1. الحصول على عينة من السائل المنوي: يقوم الطبيب بطلب عينة من السائل المنوي، عن طريق القذف داخل أنبوب طبي لتجميع العينة به، وفي حال كان الرجل غير قادر على الاستمناء في الغرف الطبية، يقوم الطبيب بإرفاق الأنبوب الطبي مع الذكر، حتى يتمكن من قذف السائل المنوي في المنزل وإعادته للطبيب في فترة قصيرة تصل من ثلاثين إلى ستين دقيقة فقط، مع الحفاظ على حرارة الأنبوب الطبي بحسب حرارة الجسم.
2. فحص عينة السائل المنوي: بعد الحصول على العينة، يقوم بوضع جزء منها تحت المجهر، لمعرفة جميع المعلومات عن السائل.
3. ظهور نتيجة عدد الحيوانات المنوية: حيث يبلغ عدد الحيوانات المنوية الطبيعي من خمسة عشر مليون إلى عشرين مليون حيوان منوي على الأقل لكل ملليلتر من السائل المنوي.
4. ظهور نتيجة حركة الحيوانات المنوية: يقوم الطبيب بالنظر إلى الحيوانات المنوية التي تتحرك، وينظر إلى مدى جودة حركتها، حيث يجب أن يكون عدد الحيوانات نشطة الحركة خمسين بالمئة أو أكثر.
5. ظهور نتيجة المورفولوجيا: وهي النتيجة التي تظهر بها شكل الحيوانات المنوية وحجمها، ومدى قدرتها على تخصيب البويضة، حيث أن السائل المنوي الطبيعي يجب أن يحتوي على أربعة بالمئة على الأقل من الحيوانات المنوية ذات الشكل الطبيعي.

شاهد أيضًا: علاج العقم عند الرجال: الأسباب وطرق العلاج الحديثة لزيادة فرص الإنجاب

طريقة قراءة نتائج التحليل

يمكن قراءة نتائج تحليل السائل المنوي بالتركيز على الأمور التالية:

قراءة عدد الحيوانات المنوية (Aperm count)

يجب أن يكون عدد الحيوانات المنوية لكل 1 مل من العينة على الأقل 15 مليون أو 39 مليون حيوان منوي، وإذا كان العدد أقل من هذا، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة في الخصوبة لدى الرجل، وعادة ما تكون 90% من مشاكل الخصوبة ناتجة عن انخفاض عدد الحيوانات المنوية.

قراءة حركة الحيوانات المنوية (Motility)

قراءة تحليل السائل المنوي يؤدي إلى الحديث عن حركة الحيوانات المنوية، وذلك لأن 50% من الحيوانات المنوية يجب أن تكون حركتها في العينة مثالية، وذلك لأن حركة الحيوانات المنوية في السائل المنوي مهمة، إذ أن سرعتها تؤثر على حركتها في الجهاز التناسلي للأنثى. والذي يجب معرفته أن نطاق الحركة لاذي يوضحه التحليل يتراوح بين 0-4، فإذا كانت القراءة 0 فهذا يعني عدم وجود حركة، لكن إذا كانت القراءة 3-4 فهذا يعني أن الحركة تقع ضمن نطاقها الطبيعي.

قراءات شكل الحيوانات المنوية (Morphology) 

يؤثر شكل الحيوانات المنوية على إخصاب البويضة، إذ يجب أن يكون للحيوان المنوي رؤوس بيضاوية وذيول طويلة، وتعتبر العينة طبيعية إذا كان 4% على الأقل من الحيوانات المنوية ذات شكل طبيعي.

قراءة حجم العينة (Volume)

يجب أن لا يقل حجم العينة الصحية عن 1.5 مليليتر أو حوالي نصف ملعقة كبيرة، ولكن إذا كان حجم العينة أقل من ذلك، فقد يشير إلى وجود مشكلة في البروستاتا أو قنوات السائل المنوي.

شاهد أيضًا: التهاب البروستاتا مرض يزعج الكثير من الرجال..فما هي أسبابه وطرق علاجه؟

قراءة الأس أو الرقم الهيدروجيني (pH)

يتراوح الرقم الهيدروجيني الطبيعي للعينة ما بين 7.1-8، فإذا كان أقل من 7؛ فقد يشير ذلك إلى تلوث العينة أو انسداد القناة الإفرازية للسائل المنوي، لكن إذا كان الرقم أكبر من 8 فقد يكون علامة على الإصابة في العينة.

قراءة وقت التميع (Liquefaction time)

قراءة تحليل وقت التميع، وهو الوقت الذي يحتاجه السائل المنوي حتى يصبح أقل سماكة وأكثر ميوعة، وهو عادةً يقارب 20 دقيقة، أما إذا استغرق أكثر من ذلك فيدل ذلك على وجود مشكلات في الخصوبة.

قراءة نسبة الفركتوز

الفركتوز وهو من المواد التي يتم إفرازها مع السائل المنوي، وفي حال كانت نسبته قليلة أو غير موجودة فهذا يعني وجود انسداد في قنوات إفراز السائل المنوي.

تحليل السائل المنوي بعد عملية دوالي الخصية

يقوم الطبيب بعد إجراء عملية دوالي الخصية بثلاث أو أربع شهور بإجراء تحليل للسائل المنوي، وذلك لمعرفة مدى تحسن الخصوبة، وفي الغالب تساعد هذه العملية في علاج المشكلة بنسبة تفوق الستين بالمئة، وقد تصل إلى ثمانين بالمئة، كما أن فرص الإنجاب تزداد، ويمكن ملاحظة التحسن بعد مرور ستة أشهر.

شاهد أيضًا: ما هو تأثير دوالي الخصية على الانتصاب والإنجاب؟

مدة ظهور نتيجة تحليل السائل المنوي

يمكن أن يستغرق ظهور نتيجة تحليل السائل المنوي 24 ساعة، ويمكن أن يكون أكثر أو أقل وذلك على حسب المختبر والمعدات التي يمتلكها.

شاهد أيضًا: سن اليأس للرجل متى يبدأ وما هي علاجاته؟

يُعد تحليل السائل المنوي خطوة أساسية في تقييم الخصوبة لدى الرجال، إذ يوفّر صورة دقيقة عن عدد الحيوانات المنوية وحركتها وشكلها، مما يساعد الطبيب على تشخيص المشكلات المحتملة ووضع خطة علاج مناسبة. ولا يعني وجود نتائج غير طبيعية استحالة الإنجاب، فالكثير من الحالات تتحسن بالعلاج أو بتغيير نمط الحياة، لذلك يُنصح بإجراء التحليل تحت إشراف طبي والالتزام بالتعليمات لضمان نتائج دقيقة وموثوقة.