روتين الأيورفيدا اليومي لتحسين الصحة

يضمن اتباع روتين الأيورفيدا اليومي الحصول على صحة جيدة والمساعدة على التمتع بتوازن عقلي، وروحي، وسلام داخلي. تعود ممارسة الأيورفيدا إلى آلاف السنين في حضارة الهند، ويحظى اليوم بشعبية كبيرة لما له من نتائج إيجابية على الصحة، لنتعرف في المقال على معنى الأيورفيدا، وكيفية اتباع روتين الأيورفيدا اليومي للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا

ما هي الأيورفيدا

نشأت الأيورفيدا في الهند القديمة منذ أكثر من 5000 عام، وهو علم للعيش الواعي شائع في الهند، وأصبح أكثر رواجاً حول العالم بسبب فوائده في تحسين الصحة البدنية، والذهنية، وقدرته على الشفاء ومنع الأمراض، وتحقيق التوازن للإنسان الذي يتأثر بالطبيعة من حوله، وتعتمد الأيورفيدا على الاعتقاد بأن الصحة والعافية تعتمدان على توازن دقيق بين العقل، والجسد، والروح.

وفقاً للأيورفيدا إذا كان العقل، والجسد، والروح في وئام مع الكون، فقد يساعد ذلك في الحفاظ على صحة جيدة، لكن عندما يعطل شيء ما هذا التوازن يحدث المرض. من بين الأشياء التي يمكن أن تؤدي إلى خلل هذا التوازن الإصابات، والمناخ، والتغير الموسمي، والعمر، والانفعالات، ويعتقد أولئك الذين يمارسون الأيورفيدا أن كل شخص يتكون من خمسة عناصر أساسية موجودة في الكون: الفضاء، والهواء، والنار، والماء، والأرض.

الهدف الأكثر أهمية للأيورفيدا هو تعزيز الصحة والحفاظ عليها، ووفقًا للأيورفيدا يمكن تحقيق ذلك من خلال مواءمة حياتنا اليومية مع دورات الطبيعة، أي ساعات اليوم وفصول السنة، واستخدام الإيقاع الطبيعي للوقت، ومنذ آلاف السنين، حدد علماء الأيورفيدا في كتاباتهم ما الذي يشكل روتينًا يوميًا صحيًا وأصبح يُعرف باسم ديناتشاريا (بالإنجليزية: Dinacharya).

اقرأ أيضًا: الطب الهندي الأيورفيدا لاستعادة التوازن الداخلي

روتين الأيورفيدا اليومي الصباحي

روتين الأيورفيدا اليومي هو أحد أقوى أدوات الأيورفيدا لتحسين الصحة العامة والحفاظ على الصحة الجسدية، والروحية، ويشمل الروتين اليومي الخطوات التالية:

الاستيقاظ باكرًا

الاستيقاظ مبكرًا هو الخطوة الرئيسية الأولى نحو روتين يومي جيد، وفقًا للأيورفيدا الوقت المثالي للاستيقاظ هو خلال ساعة ونصف قبل شروق الشمس، أي بين الساعة 4:00 صباحًا والساعة 6:00 صباحًا، لكن المهم هو الاستيقاظ خلال مرحلة (فاتا) الصباحية أي قبل السادسة صباحًا.

التأمل واليوغا والتمارين الرياضية

يعد التطهير الداخلي جزءًا أساسيًا في روتين الأيورفيدا الصباحي، ويعمل التأمل على السماح للمرء بمواجهة الحياة اليومية الصعبة بشكل أكثر هدوءًا، والتعامل بسهولة مع تحدياتها، كما يقلل التأمل من التوتر. لذلك يُنصح بممارسة التأمل من خمسة عشر إلى عشرين دقيقة  صباحًا، بينما تعمل اليوغا على تقوية الجهاز الهضمي، وتحسين الصحة الجسدية والعقلية بشكل كبير.

توصي الأيورفيدا بممارسة الرياضة البدنية يوميًا باعتدال، وعدم المبالغة، بالإضافة إلى التوقف عن ممارستها عندما تبدأ في الشعور بالإرهاق في القلب والرئتين.

تدليك الجسم

وفقًا للأيورفيدا، فإن تدليك الجسم بالزيوت الدافئة والنقية يعزز إزالة السموم ويرطب البشرة، كما أنه يحفز الدورة الدموية ويهدئ الجهاز العصبي. ينصح بتدليك الجسم كامل بزيت دافئ قبل الاستحمام مرة واحدة على الأقل يوميًا، ويمكن تدليك الأذنين، والرقبة، وفروة الرأس، وباطن القدمين في حال الوجود خارج المنزل.

التطهير الخارجي والداخلي

يعتبر التطهير الخارجي والداخلي من خطوات روتين الأيورفيدا اليومي الصباحي الضرورية، ويشمل التطهير الخطوات التالية:

• غسل الوجه جيدًا.
• تنظيف الأسنان، وكشف اللسان جيدًا لفرشاة مناسبة لكشط التراكمات التي تجمعت خلال الليل.
• استخدام الغرغرة بزيت السمسم النقي القابل للأكل لمدة دقيقة أو دقيقتين.
• شرب كوب من الماء الفاتر، ويمكن إضافة الليمون والعسل.
• تفريغ الأمعاء، إذ يعتبر التفريغ جزءًا أساسيًا من روتين التطهير الصباحي، ويساعد شرب الماء على تحفيز قضاء الحاجة خلال وقت قصير.

التخلص من الأفكار والمشاعر السلبية

تخلق المشاعر السلبية مثل الخوف والكراهية والغضب سمومًا في الجسم، لذلك يتضمن روتين الأيورفيدا اليومي التخلص من هذه المشاعر، إذ يجب التفكير بإيجابية وتقدير المشاعر مثل الحب، والرحمة، والتفاهم، والتقدير، والتدريب على التفكير الإيجابي فور الاستيقاظ. لذلك ينصح باتباع تمارين الامتنان على الإيجابيات في الحياة، وتقدير الأشياء الصغيرة التي تبعث السعادة في حياة المرء.

روتين الأيورفيدا اليومي المسائي

يعد النوم ليلاً بعمق أحد أهم الخطوات للحصول على صحة جيدة، خاصة مع متطلبات الحياة المعاصرة التي تتطلب المزيد من الاسترخاء، وهذا ما يضمنه لنا روتين الأيورفيدا اليومي في المساء.

الاستعداد للنوم

في الأيورفيدا من الساعة 6 إلى الساعة 10 مساءً يُسمى توقيت (الكافا) حيث ينتهي اليوم وتغرب الشمس، ويُنصح باتباع روتين الأيورفيدا اليومي المسائي التالي:

• خفض الأضواء في المنزل مع غروب الشمس، لكي تصل إشارات إلى الجسد والعقل بأن اليوم يقترب من نهايته، وهذا يعني قضاء وقت أقل في مشاهدة التلفاز أو اللعب بالهاتف الذكي لمدة ساعة على الأقل قبل النوم.
• الاسترخاء من خلال قراءة كتاب أو قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.
• إشعال عود من البخور أو شمعة معطرة، وإضافة بضع قطرات من الزيوت العطرية إلى حمام دافئ، إذ وفقًا للأيورفيدا ترتبط الروائح بحالة فسيولوجية معينة مثل الاسترخاء، ويدخل الجسم في حالة من هدوء الأعصاب عند شم هذه الروائح مرة أخرى.
• شرب كوب من حليب دافئ كامل الدسم للتغلب على الأرق، ويمكن تسخين كوب من الحليب كامل الدسم حتى يغلي، ثم إضافة القليل من الهيل المطحون وجوزة الطيب، وهما من التوابل التي تساعد على النوم وفقًا للأيورفيدا، بجانب القرفة التي تساعد على الهضم. يمكن استبدال الحليب بشاي البابونج.

تدليك القدم قبل النوم

توجد نقاط ضغط على القدم تتوافق مع الجسم بأكمله وفقاً لروتين الأيورفيدا اليومي، ويمكن إرخاء الجسم بالكامل في بضع دقائق فقط عند تدليك القدم. لذلك يُنصح بغسل وتجفيف القدمين، ثم تدليكهما ببضع قطرات من زيت السمسم العضوي والمعصور على البارد كما يلي:

• تدليك قدم واحدة في كل مرة باستخدام راحة اليد، ويجب تدليك القدم من الكعب إلى أخمص القدم بحركات دائرية صغيرة، ثم تكرار العملية على الجزء العلوي من القدم.
• تدليك الكاحل ثم جوانب القدم.
• فرك كل إصبع برفق والضغط عليه قليلًا.
• شبك أصابع اليدين مع أصابع القدم، وثنيها برفق، ثم تدليكها برفق بدوائر في اتجاه عقارب الساعة وعكس اتجاه عقارب الساعة.
• سحب كل إصبع قليلًا مع التدليك، والبدء بالإصبع الصغير.
• ارتداء جوارب قطنية نظيفة.

اقرأ أيضًا: 5 حقائق يجب أن تعرفها عن العلاج بالطاقة

الغذاء اليومي في الأيورفيدا

يضم روتين الأيورفيدا اليومي لأسلوب العيش اتباع نظام غذائي صحي، يعتمد على تنظيم مواعيد تناول الوجبات مع التوقيت العام للنهار والمساء، كما يلي:

• تناول وجبة الإفطار بحلول الساعة 8 صباحًا أو على أبعد تقدير بحلول الساعة 9 صباحًا، ويجب أن يكون الفطور خفيفًا.
• عدم الأكل على عجل أو أثناء الوقوف أو المشي.
• أخذ 10-15 دقيقة لتناول فطور مريح في سلام، مما يسمح بالشعور بالشبع.
• تناول الغداء في الساعة 12 ظهراً أو في موعد أقصاه الساعة 1 ظهراً، عندما تكون الشمس في ذروتها.
• تناول العشاء في موعد أقصاه الساعة 6 مساءً أو 7 مساءً، لتجنب الإجهاد غير الضروري على الجهاز الهضمي أثناء الليل، ويجب أن يكون العشاء خفيفًا جدًا.

الخاتمة:

ليس من الضرورة اتباع جميع تلك الخطوات لتطبيق روتين الأيورفيدا اليومي بشكل مفاجئ، بل يُنصح بالتدرج في اعتماد تلك الخطوات لمعرفة الروتين الأفضل للمرء، ثم الالتزام به.