يُعد قضم الأظافر من العادات الشائعة التي يمارسها الكثيرون دون وعي، وغالبًا ما تبدأ في مرحلة الطفولة وقد تستمر حتى البلوغ. وتُعرف هذه العادة في علم النفس باسم هوس قضم الأظافر (Onychophagia)، وهي سلوك مرتبط غالبًا بالتوتر أو القلق أو الملل. ورغم أن البعض يراها عادة بسيطة، فإنها قد تؤدي إلى مشكلات صحية وجمالية مثل تلف الأظافر أو التهابات الجلد المحيطة بها، كما تعكس في كثير من الأحيان حاجة نفسية غير مشبعة أو وسيلة لتفريغ التوتر.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
أسباب قضم الأظافر
تبدأ هذه العادة السيئة في مرحلة الطفولة وقد يتسارع الأمر خلال فترة المراهقة، وليس من الواضح دائمًا لماذا يطور شخص ما هذه العادة بالذات، لكن بمجرد أن تبدأ، قد يكون من الصعب إدارتها، وأهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ممارستها ما يلي:
- قلة الصبر والملل والإحباط: وبمجرد الاعتياد على قضم الأظافر، قد يصبح ذلك السلوك هو المفضل عند الانتظار أو الشعور بالإحباط أو الملل.
- الرغبة في التركيز: في بعض الأحيان، يمكن أن تكون ممارسة تلك العادة نتيجة شرود الذهن وليس اختيارًا واعيًا خلال لحظات التركيز الشديد، وقد لا تدرك في الحقيقة أنك تقضم أظافرك أثناء محاولتك حل المشكلات.
- التوتر والقلق: يمكن أن يكون عض الأظافر عادة عصبية، وربما محاولة للعثور على راحة مؤقتة من التوتر والقلق.
- نتيجة مشاكل عاطفية أو أمراض نفسية حيث يمكن أن يرتبط قضم الأظافر بأحد هذه المشكلات النفسية: اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، أو اضطراب اكتئابي رئيسي (MDD)، أو اضطراب الوسواس القهري، أو اضطراب العناد الشارد، أو اضطراب قلق الانفصال، أو متلازمة توريت.
ملاحظة: أنه ليس من الضروري أن يكون كل مصاب بالاضطرابات السابقة لديه عادة عض الأظافر، وفي نفس الوقت، لا يعني قضم الأظافر أن الشخص يعاني الإصابة بتلك الاضطرابات النفسية.
قضم الأظافر في علم النفس
عض الأظافر (BFRB)، المعروف باسم بلع الظفر أيضًا، هو سلوك متكرر يركز على الجسم، ويتضمن تدمير أظافر الأصابع عن طريق العض المعتاد.
على الرغم من عدم فهرستها على وجه التحديد في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، إلا أنه يتم تصنيف عض الأظافر على أنه “اضطراب الوسواس القهري”.
تشير التقديرات إلى أن نسبة 20 % – 30 % من عامة السكان يتشاركون بعادة قضم الأظافر المزمن، والتي غالبًا ما ترتبط بالنتائج التالية:
- تلف الظفر المرئي.
- التوتر قبل أو عند محاولة مقاومة قضم الأظافر.
- الشعور بالسعادة بعد العض، وأكل الأظافر.
لا يؤدي سلوك قضم الأظافر إلى الشعور بالعار والذنب والإحراج فحسب، بل قد يتسبب أيضًا في أضرار جسدية جسيمة، كما أن وصم الأسرة والفئات الاجتماعية الأخرى هو مصدر قلق في كثير من الأحيان.
شاهد أيضًا: كيف تعزز العناية بالأظافر ثقة المرأة بنفسها وصحتها النفسية؟
قضم الأظافر عند الأطفال..متى نقلق ومتى لا؟
سلوك طبيعي ومؤقت
- إذا كان الطفل يقضم أظافره بشكل خفيف وغير مؤذٍ، أو يقوم بذلك دون وعي أثناء أنشطة عادية مثل مشاهدة التلفاز، فغالبًا لا داعي للقلق.
- قد يكون السلوك مؤقتًا أو وسيلة لتفريغ التوتر في مواقف معينة مثل الاختبارات أو الضغط الدراسي.
عندما يرتبط القلق بمواقف معينة
إذا لاحظت أن الطفل يبدأ في قضم أظافره نتيجة أحداث مقلقة مثل طلاق الوالدين أو الانتقال إلى مدرسة جديدة، فاحرص على مساعدته في التعبير عن مشاعره والتحدث عمّا يقلقه.
عندما يصبح السلوك مضرًا
إذا كان قضم الأظافر يبدو مؤذيًا أو مفرطًا، أو يسبب جروحًا وتشوهات، فمن الضروري استشارة الطبيب أو الأخصائي النفسي أو مستشار المدرسة.
عندما لا يشكل خطرًا
- إذا كانت العادة غير مؤذية جسديًا أو نفسيًا، فالأفضل هو تجاهلها حتى لا تتحول إلى عادة راسخة.
- في أغلب الحالات، يتوقف الطفل عن قضم أظافره تلقائيًا مع مرور الوقت أو يطلب المساعدة بنفسه عندما يكون مستعدًا لذلك.
قضم الأظافر عند الكبار
- يستمر عدد قليل من البالغين في ممارسة تلك العادة منذ الطفولة فمعظمهم يتوقفون عن قضم أظافرهم في سن الثلاثين.
- يمكن أن يستمر الأولاد بهذه العادة بعد سن العاشرة أكثر من الفتيات، حيث يقضم حوالي نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10-18 عامًا أظافرهم من وقت لآخر.
- يحدث عض الأظافر غالبًا خلال فترة البلوغ، وقد يحدث أيضًا مع سلوكيات متكررة أخرى تركز على الجسم كنتف الشعر أو عض الخد من الداخل.
أضرار قضم الأظافر على الصحة
يشمل عض الأظافر أكل الظفر والجلد والأنسجة حول الظفر أيضًا، ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية والأضرار ما يلي:
- وجع الأظافر والجلد المحيط بها.
- أظافر غير طبيعية.
- الالتهابات الفطرية في صفيحة الظفر والجلد المحيط بها.
- مرض بسبب انتقال البكتيريا والفيروسات من أصابعك إلى وجهك وفمك.
- ضرر للأسنان مثل التقطيع وعدم المحاذاة وارتشاف الأسنان.
- آلام المفصل الصدغي الفكي وخلل وظيفي.
- تزيد من خطر الإصابة بالتهابات المعدة والأمعاء.
شاهد أيضًا: تغير شكل الأظافر: 6 علامات تستدعي زيارة الطبيب
التخلص من عادة قضم الأظافر
عادةً يبدأ عض الأظافر في مرحلة الطفولة ويمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ، وللمساعدة في التوقف عن هذه العادة السيئة، يوصي أطباء الجلد بالنصائح التالية:
- حافظ على تقليم أظافرك: حيث أن وجود أظافر أقل يوفر القليل من القضم.
- وضع طلاء للأظافر مرّ المذاق: وهي متوفرة بدون وصفة طبية، وهي تركيبة آمنة لكن مذاقها سيئ يمكن أن يثني الكثيرين عن قضم أظافرهم.
- احصل على عناية تجميليه منتظمة للأظافر: فقد تثنيك الرغبة في بقاء الأظافر جذابة وجميلة عن هذه العادة، كما يمكن تغطية الأظافر بشريط لاصق أو ملصقات أو ارتداء قفازات لمنع العض أيضًا.
- استبدل عادة قضم الأظافر بعادة أخرى: عندما تشعر برغبة في عض أظافرك، حاول عندها اللعب بكرة التوتر أو “السلايم”، حيث سيساعد ذلك على إبقاء اليدين مشغولة وبعيدة عن الفم.
- حدد الأسباب التي حفزتك على عادة قضم الأظافر: وعند معرفة ذلك يمكنك تحديد الطريقة المناسبة لتجنبها فمجرد معرفة الأسباب قد يساعد في حل المشكلة.
- محاولة التوقف تدريجيًا عن عض الأظافر: يوصي بعض الأطباء باتباع نهج تدريجي للتخلص من هذه العادة، ومحاولة التوقف عن قضم مجموعة واحدة من الأظافر، كالإبهام أولًا، وعندما ينجح ذلك، تخلص من قضم أظافر الخنصر أو حتى أظافر يد بأكملها وتستمر بذلك حتى الإقلاع عن هذه العادة.
في معظم الأحيان، يعد قضم الأظافر مشكلة تجميلية غير ضارة ولا تتطلب رعاية طبية، لكن عض الأظافر الحاد يمكن أن يؤدي إلى الكثير من المشكلات الصحية التي تحتاج إلى العلاج؛ لذلك يجب إتباع جميع السبل للتوقف عن هذه العادة.
