الشيخوخة هي حالة طبيعية تمثل تحدياً لجميع الأشخاص حول العالم، وعلى الرغم من أن التعريف الدقيق للفئة العمرية للمسنين مثير للجدل، لكنها تعرف على أنها الفئة العمرية التي تضم الأشخاص الذين يبلغ عمرهم الزمني 65 عاماً وأكبر.
يبين هذا المقال الرعاية الصحية لكبار السن، والبرنامج والخدمات التي تتضمنها، فضلًا عن الرعاية المنزلية لهم، بالإضافة إلى الصعوبات التي قد تواجه الأسر أثناء الاهتمام بهذه الفئة العمرية.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
خدمات الرعاية الصحية لكبار السن
يتطلب تأمين خدمات الرعاية الصحية للمسنين اتباع نهج متعدد الأوجه، يقوم على مجموعة من الأسس الصحية والاجتماعية والقانونية أهمها ما يلي:
- الالتزام: يجب أن يبدأ برنامج الرعاية الصحية لكبار السن بوضع سياسة شاملة بحيث لا تشمل الجوانب الطبية فحسب، بل تشمل المحددات الأخرى أيضاً، كالالتزام القوي والعمل الاجتماعي الجاد.
- التدابير الاجتماعية: مثل تطوير الوعي بحيث يتحمل الأبناء طواعية مسؤولية رعاية آبائهم المسنين.
- تطوير نظام تأمين صحي: لتغطية احتياجات الرعاية الصحية للمسنين.
- تعزيز العادات الصحية: مثل التأكيد على ممارسة الرياضة، وتجنب التدخين والامتناع عن شرب الكحول.
- التدريب المناسب: تدريب وإعادة تأهيل الموظفين الطبيين والمساعدين لفهم الاحتياجات الصحية الخاصة بالمسنين.
- بحث الاحتياجات الشخصية: توفير الأطراف الاصطناعية والمساعدات الطبية الأخرى.
- البحث العلمي: تطوير علم وأبحاث الشيخوخة.
اقرأ أيضًا: العناية بصحة الجهاز الهضمي لكبار السن
برنامج الرعاية الصحية لكبار السن
يتضمن برنامج الرعاية الصحية لكبار السن تأمين مجموعة من الخدمات أهمها ما يلي:
- صحة العيون: من المعروف أن كبار السن يكونون معرضين بشكل أكبر لأمراض العيون الأمر الذي يتطلب الاهتمام بصحة العيون مثل تأمين النظارات والعدسات الطبية، والقيام بالفحوص الدورية للتأكد من سلامة العينين.
- صحة الأذن والسمع: وذلك لكبار السن الذين يعانون من ضعف في السمع، حيث تقدم لهم السماعات الطبية مجاناً، وتقوم هيئات متخصصة بتوفير انتقال المسنين إلى المستشفيات لإجراء فحوص وقياس السمع وتوفير السماعات.
- المقاعد المتحركة: يعاني بعض كبار السن من آلام الأرجل أو عدم القدرة على المشي ويحتاجون إلى مقاعد متحركة سواء في المنازل أو العيادات وهذا النوع من الخدمات يمكن أن يفيد كبار السن كثيرًا، لما يوفره من راحة وقدرة على الحركة دون المساعدة الدائمة من الآخرين.
- علاج الأسنان: هذا النوع من العلاج يجب أن توفره الدولة لكبار السن أيضًا، وإذا كان المسن فقيرًا يمكن أن يحصل على علاج الأسنان مجانًا، بالإضافة إلى العديد من الهيئات التي تقدم هذه الخدمات بطريقة تطوعية.
اقرأ أيضًا: تمارين خشونة الركبة بالصور لكبار السن والشباب
الرعاية الصحية المنزلية لكبار السن
يمكن أن يتم تقديم الرعاية الصحية لكبار السن في المنزل بإحدى هاتين طريقتين، أن يبقى كبار السن في منازلهم مع أفراد الأسرة الذين يقدمون لهم المساعد، أو ينتقل كبار السن إلى منزل أحد أفراد الأسرة.
في كلتا الحالتين، قد تظل هناك حاجة إلى الاستعانة بعاملين صحيين محترفين في المنزل لتقديم الرعاية أثناء ساعات العمل أو في أوقات أخرى لا يمكن فيها حضور أفراد الأسرة.
هناك ثلاث فئات رئيسية من العاملين بالرعاية الصحية لكبار السن في المنزل:
- خادمات المنازل والعاملين في الأعمال المنزلية.
- ربات البيوت.
- المساعدين الصحيين.
يتم تعيين عمال التدبير المنزلي والعاملين في الأعمال المنزلية للقيام بالمهام المنزلية الأساسية، بما في ذلك تنظيف الملابس أو إزالة الغبار وغيرها من أعمال التنظيف.
تساعد ربات البيوت في إدارة أعمال المنزل بما في ذلك إعداد الوجبات، وخدمات العناية الشخصية مثل المساعدة في الاستحمام أو ارتداء الملابس، والتأكد من تناول الأدوية في المواعيد المحددة، وقد يتم توظيف ربة المنزل مباشرة من قبل كبار السن أو العائلة أو من خلال وكالات متخصصة في هذا الشأن.
يكون النوع الثالث من العاملين الصحيين بالمنزل أحد الفئات التالية:
- مساعد صحي.
- مساعد تمريض معتمد.
- مساعد ممرضة.
- شكل آخر من أشكال عمل الممرضات الزائرات.
عادة ما يعمل المساعدون الصحيون والممرضات لحساب وكالة، وتتفاوض الأسرة مع الوكالة للحصول على خدماتهم، مع ذلك، يمكن تعيين مساعد صحي مباشرة من قبل العائلة إذا كان ذلك مناسبًا.
يقوم المساعدون الصحيون والممرضات بمهام العناية الشخصية، وإعطاء الأدوية وفقًا لأوقاتها المحددة، وإبلاغ الممرضة أو المعالج أو الطبيب الأساسي لكبار السن بكل ما يتعلق بالحالة الصحية للمسنين.
صعوبات الرعاية الصحية لكبار السن
تتعدد الصعوبات التي تواجه أفراد الأسر أو مقدمي الرعاية الصحية لكبار السن، والتي تتمثل عادةً بوجود حالات صحية لدى كبار السن تزيد من صعوبة الاهتمام بهم، أهمها ما يلي:
- الحالات الصحية المزمنة: تعد أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والسكري من بين أكثر الحالات الصحية المزمنة شيوعاً وتكلفةً مما يتسبب في غالبية الوفيات بين المسنين كل عام.
- الصحة المعرفية: تركز الصحة المعرفية على قدرة الشخص على التفكير والتعلم والتذكر، ومن أكثر المشاكل الصحية المعرفية التي تواجه كبار السن شيوعاً هي الخرف، وفقدان تلك الوظائف المعرفية.
- الصحة النفسية: يعاني الكثير من البالغين فوق سن الستين من اضطراب عقلي ونفسي، والاضطراب النفسي الشائع بين كبار السن هو الاكتئاب، ولسوء الحظ غالباً ما لا يتم تشخيص هذا الاضطراب النفسي ولا يتم علاجه.
- سوء التغذية: يعد سوء التغذية من المشاكل الشائعة لدى كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا ويمكن أن ينجم عنها مشاكل صحية أخرى للمسنين، مثل ضعف الجهاز المناعي وضعف العضلات، غالبًا ما تنبع أسباب سوء التغذية من مشاكل صحية أخرى مثل الاكتئاب، وإدمان الكحول، والقيود الغذائية، وانخفاض الاتصال الاجتماعي، فضلاً عن محدودية الدخل، أو قد ينسى كبار السن الذين يعانون من الخرف تناول الطعام.
ختامًا، تتطلب خدمات الرعاية الصحية لكبار السن نهجًا شاملًا يجمع بين الجوانب الصحية والاجتماعية والقانونية، ويجب أن تشمل الالتزام بوضع سياسات شاملة، وتعزيز الوعي الاجتماعي، وتطوير نظام تأمين صحي يلبي احتياجاتهم، وتشمل الرعاية الصحية تقديم خدمات مثل فحوصات العين والسمع، وتوفير مقاعد متحركة، وعلاج الأسنان.
يمكن أن تكون الرعاية الصحية المنزلية لكبار السن مقدمة من أفراد الأسرة أو متخصصين، وعادةً ما تشمل المساعدين الصحيين والممرضات، وقد تواجه الأسر تحديات عديدة خلال رعاية المسن، مثل الأمراض المزمنة وصعوبات الصحة العقلية وسوء التغذية، مما يتطلب مزيدًا من الدعم والموارد لتحسين جودة حياة المسنين.