هل إخافة الطفل على سبيل المزاح ضارة؟

من الشائع أن يقوم الوالدان أو إخوة الطفل بالصراخ عليه أو إخافته على سبيل المزاح والدعابة، وعلى الرغم من أن الموضوع ينتهي بالضحك، إلا أنه يؤثر سلبًا على صحة الطفل. من الممكن أن تسبب هذه السلوكيات العديد من المشاكل النفسية والجسدية للطفل. تعرف في هذا المقال على عواقب تخويف الطفل من باب المزاح والدعابة.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا

هل المزاح مع الأطفال مسموح؟

يعتمد الموضوع على شخصية الطفل وتقبله للمزاح بشكل عام، إذ تختلف شخصيات الأطفال عن بعضهم البعض، لكن التخويف يعتبر خاطئًا بجميع الأحوال. يجب على الوالدين مراقبة استجابة طفلهم للمزاح، وما إن كان يجد الأمر ممتعًا أو مؤلمًا، وتجنب المبالغة في المزاح عندما يستجيب الطفل بطريقة سلبية، إذ يؤثر ال امر على صحته النفسية بشكل كبير.

اقرأ أيضًا: الصحة النفسية للمراهقين وطرق تحسينها

تأثير تخويف الطفل من باب المزاح

يؤثر تخويف الطفل سلبًا على صحة الطفل، إذ يدمر هذا السلوك شعور الطفل بالأمان في المنزل، والذي يعتبر ضروريًا لصحته النفسية. قد يعتقد بعض الأهالي أن التخويف بهذه الطريقة يجهز الطفل لمواجهة العالم الحقيقي وقسوته، لكنه في الواقع يفقده الشعور بالأمان في منزله الخاص، والذي يفترض أن يكون الملجأ الذي يحتويه عندما يخاف من شيء ما. نذكر فيما يلي أهم عواقب تخويف الطفل من باب المزاح.

قد يسبب صدمة نفسية

قد يكون الأمر مضحكًا بالنسبة للوالدين، لكن الصراخ على الطفل من باب التسلية ينتهي بصدمة نفسية قاسية لدى الطفل، خاصةً عند رؤية والديه يضحكان على خوفه بدلًا من حمايته وإشعاره بالأمان.

قد يؤثر على مركز الخوف في الدماغ

يوجد جزءان من الدماغ يلعبان دورًا مهمًا في كيفية الاستجابة للتهديد والخطر، هما اللوزة الدماغية والحُصين، إذ تتحكم اللوزة الدماغية في استجابة الدماغ للتوتر، بينما يساعد الحصين على معالجة العواطف والذكريات. يسبب الخوف الشديد ارتفاع مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول بشكل كبير، والذي يؤثر على نمو اللوزة الدماغية والحصين، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب واضطراب التوتر في المستقبل.

قد يؤثر على تطور الدماغ

من الممكن أن يسبب تخويف الطفل من باب المزاح تأخر نمو الدماغ، إذ قد يتأثر حجم أجزاء الدماغ بسبب الخوف المفاجئ حتى لو كان بدافع التسلية والضحك، خاصةً إن كان الموضوع متكررًا. من أجزاء الدماغ التي تتأثر سلبًا بالتخويف:

• الحصين: الذي يعتبر مركز التعلم في الدماغ.
• الجسم الثفني (بالإنجليزية: Corpus callosum): يلعب الجسم الثفني دورًا في التحكم بالوظائف المعرفية والمشاعر.
• المخيخ: الذي يساعد على تنسيق الوظائف الحركية والأداء التنفيذي.
• القشرة الدماغية: تلعب القشرة الدماغية في تنظيم العديد من الوظائف الدماغية الهامة، مثل السلوك، والإدراك، والمشاعر، واتخاذ القرارات المنطقية، والتخطيط، والقدرات التحليلية.

نظرًا لأجزاء الدماغ التي تتأثر بالخوف لدى الطفل، وقد يصاب بصعوبات التعلم، وصعوبة اتخاذ القرارات وتحليل المواقف بشكل منطقي عندما يكبر نتيجة التخويف بداعي المزاح.

اقرأ أيضًا: تربية الطفل الصغير: طرق فعالة وممتعة

كيفية التعامل مع الطفل عند الخوف

كما ذكرنا سابقًا، يسبب الخوف العديد من المشاكل النفسية والعقلية للطفل عند شعوره بالخوف، حتى لو كان المقلب بداعي التسلية والدعابة. ينصح أولًا بتجنب إخافة الطفل لهذه الأسباب، ومحاولة التقليل من شعوره بالخوف عندما يصاب به، والذي قد يكون لسبب غير منطقي بالنسبة للوالدين، لكن تأثير الخوف يبقى واحدًا في جميع الأحوال. ينصح بالقيام بما يلي عند شعور الطفل بالخوف:

• الرعاية بالطفل وطمأنته.
• محاولة فهم مخاوف الطفل قبل التصرف.
• التعامل مع مشاعر الطفل ومخاوفه حسب عمره.
• تعليم الطفل السلوكيات الاجتماعية وتمثيلها أمامه.
• الاستماع للطفل والحديث معه باهتمام.
• امتلاك توقعات منطقية وواقعية من الطفل.
• التعامل مع الطفل بصبر أثناء تقدمه ومحاوله تعافيه من الخوف.
• تعليم الطفل كيفية العناية بنفسه.

قد يتطلب تغلب الطفل على خوفه بعد التعرض للتخويف بداعي التسلية الكثير من الوقت، إذ يحتاج لإعادة بناء الثقة واستعادة الشعور بالأمان بالتدريج، إضافةً لإعادة بناء العلاقة مع الآخرين.

الخاتمة:

من الممكن أن يسبب تخويف الطفل من باب المزاح الكثير من المشاكل العقلية والنفسية على المدى الطويل، خاصةً في حال تكرار الموضوع. ينصح بعدم اتباع هذه السلوكيات والترندات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فعلى الرغم من أن الموضوع قد يكون مضحكًا للآخرين، إلا أنه مدمر لصحة الطفل العقلية والنفسية.