أثارت واقعة دخول مريضة إيدز مصرية مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) لإجراء ولادة طارئة داخل مستشفى حكومي بمحافظة قنا، جنوب مصر، حالة من القلق الشعبي والتساؤلات حول معايير مكافحة العدوى وسلامة الإجراءات الطبية في المنشآت الحكومية، وسط تضارب بين تصريحات رسمية وانتقادات نيابية.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
مريضة إيدز تثير القلق فما هو رد وزارة الصحة؟
أكدت مديرية الشؤون الصحية بقنا، في بيان رسمي نُشر على صفحتها في “فيسبوك”، أن السيدة المصابة بالإيدز كانت مُسجلة مسبقًا ضمن البرنامج الوطني لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية. وقد خضعت لولادة قيصرية طارئة بمستشفى قنا العام، حيث جرى التعامل معها حسب ما وصفت المديرية بـ”أعلى معايير الجودة الطبية”.
وأوضح البيان أن الفريق الطبي اتخذ كافة التدابير الوقائية المنصوص عليها في بروتوكولات وزارة الصحة، بدءًا من عزل الحالة، وتطبيق احتياطات مكافحة العدوى، ووصولًا إلى حماية الجنين من احتمالية انتقال العدوى. كما شدد البيان على أن طاقم المستشفى التزم بكافة المعايير العالمية أثناء وبعد إجراء العملية.
شاهد أيضًا: اليوغا والتأمل ما الفرق بينهما، وما فوائدهما؟
لجنة فنية تراجع الإجراءات الاحترزاية
وزارة الصحة والسكان، من جانبها، شكلت لجنة فنية متخصصة لمراجعة كافة الجوانب الفنية والقانونية المرتبطة بالواقعة. وخلص تقرير اللجنة إلى أن جميع ما اتُّخذ من خطوات طبية داخل المستشفى جاء مطابقًا للبروتوكولات المعتمدة، مما يعكس ما وصفه البيان بـ”الاحترافية والالتزام” في القطاع الصحي بالمحافظة.
كما دعت المديرية إلى ضرورة تحري الدقة، والاعتماد فقط على البيانات الصادرة عن الجهات الرسمية، منبّهة إلى مخاطر تداول الشائعات التي قد تضر بمنظومة الرعاية الصحية أو تنتهك خصوصية المرضى.
انتقادات نيابية حول الحالة
في المقابل، تقدّم النائب محمد الجبلاوي، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة عاجل إلى رئيس الوزراء ووزير الصحة، موجهًا فيه انتقادات حادة إلى إدارة مستشفى قنا العام. وأشار الجبلاوي إلى ما اعتبره “إهمالًا طبيًا جسيمًا” نتج عنه تعريض حياة المواطنين للخطر، بسبب ما وصفه بعدم الالتزام بإجراءات العزل ومنع مريضة إيدز من استخدام المرافق العامة للمستشفى.
وأضاف أن المستشفى، حسب قوله، يفتقر إلى التجهيزات اللازمة للتعامل مع حالات مماثلة، داعيًا إلى فتح تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن أي تقصير قد يكون قد وقع.
شاهد أيضًا: حساسية الطعام: كيف قتل البراونيز فتاة في عمر الزهور؟
هل يشكل مريض الإيدز خطرًا؟
بحسب بروتوكولات منظمة الصحة العالمية، فإن التعامل مع مرضى الإيدز داخل المرافق الطبية لا يُعد خطرًا إذا ما تم الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى والتعقيم، وهو ما تؤكده برامج الصحة العامة في كثير من الدول. ولا تنتقل العدوى إلا من خلال الاتصال المباشر بسوائل الجسم مثل الدم، أو من الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة، ما يجعل مسألة العزل تعتمد على نوع التدخل الطبي ومدى تطبيق تدابير الوقاية.
الصحة تُطمئن: لا خطر على المواطنين
رغم الجدل، أكدت وزارة الصحة مجددًا أن جميع من تواجدوا في المستشفى – سواء طاقمًا طبيًا أو مرضى – لم يكونوا عرضة لخطر العدوى بسبب وجود مريضة إيدز، في ظل تطبيق الإجراءات الوقائية بحذافيرها. وشددت على أن أي ثبوت لتقصير مستقبلي في حالات مماثلة سيُقابل بإجراءات رادعة وفورية.
الخلاصة
تكشف هذه الواقعة عن التحديات التي تواجهها المنظومة الصحية في مصر عند التعامل مع الأمراض الفيروسية الحساسة، ومدى تأثير المعلومات غير الدقيقة على الرأي العام. وفي وقت تتعهد فيه وزارة الصحة بالشفافية وضمان سلامة المرضى، يبقى الالتزام المهني والتوعية العامة هما حجر الأساس في منع الجدل وتجنب تكرار المخاوف.
بواسطة 7awi Media group