في وقت أصبحت فيه الأمراض المزمنة شائعة حتى بين الشباب، يتحدث الدكتور محمد السعيد، اختصاصي التغذية العلاجية، بصراحة لافتة في حوار خاص مع “ليالينا”، كاشفًا عن الخطر الحقيقي الكامن خلف مقاومة الإنسولين، والتأثير المدمر للأطعمة المصنعة على الجسم والنفسية.
بعيدًا عن الشعارات الطبية التقليدية، يفتح الدكتور السعيد ملفات شائكة عن الطعام “المُهرمن”، وتأثيره المتزايد على النساء والرجال، مشددًا على أن كثيرًا مما يُعتقد أنه “اكتئاب” أو “توتر نفسي” ما هو إلا خلل عضوي يمكن علاجه بسهولة إذا ما عرفنا الطريق.
في هذا الحوار، ستكتشف أن صحتك الجسدية والنفسية تبدأ من طبقك اليومي، وستحصل على وصفة بسيطة لحياة متوازنة… دون حميات قاسية ولا أدوية مهدئة.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
متى قد يشك الشخص في إصابته بمقاومة الإنسولين؟
هناك علامات إن ظهرت، قد تغنيك حتى عن اللجوء للتحليل لأنها مؤشر قوي على الإصابة به، أولها الخمول الشديد بعد وجبات مليئة بالطاقة، ثانياً زيادة محيط البطن بشكل كبير، ثالثا زيادة الوزن أكثر من المعتاد مع صعوبة شديدة في فقدان هذه الزيادة.
ما هي الأطعمة التي تزيد من فرص الإصابة بمقاومة الإنسولين؟
جميع الأطعمة المصنعة، والمشروبات التي تحتوي على نسبة سكريات عالية، وللأسف أغلب الأطعمة والمشروبات العصرية تزيد من حدة خطر الإصابة بهذه النوعية من الأمراض.
الخمول بعد الأكل.. قد تكون مصاباً بمقاومة الإنسولين!
اقرأ أيضًا: 7 من أسباب الدوخة المفاجئة عند الاستيقاظ
لماذا أصبحت بعض الأعراض النفسية تؤثر على النساء بشكل كبير اليوم؟
اليوم أصبحت غالبية الأطعمة مليئة بالهرمونات، خاصة هرمون الاستروجين، الذي يمنح للمرأة مقومات ومشاعر الأنوثة العالية، ما يعرضها لضغوط نفسية كبيرة، مثل البكاء بدون سبب والعصبية المفرطة والقلق المزمن، كلها أشياء خارجة عن إرادتها بسبب الطعام غير الصحي.
وللأسف أصبحت تؤثر أيضاً على الرجال نظراً لانتشار الأكل المُهرمن، هناك من يقاوم بسبب امتلاكه كبد قوي ومن يفشل في المقاومة لتزايد السموم عليه، ويمكن اكتشاف أسباب هذه العوارض والتخلص منها بملاحظة دهون البطن والكبد، إذا نجحت السيدة في التخلص منها ستتخلص من الأعراض السلبية التي ذكرناها.
هل تؤثر هذه الأعراض في نفسية المريضة أم أن الأسباب العضوية أكبر تأثيراً؟
على الأغلب، لا توجد مشكلة نفسية مئة بالمئة، عدد كبير من الأطباء النفسيين أكدوا أنهم لم يعالجوا أي مريض نفسياً وإنما يكتفون بوصفات الأدوية المهدئة والمنومة وما شابه، وعندما يزورني أحدهم في عيادتي أكتشف مشكلة عضوية بالجسم لم يتم علاجها وبمجرد البدء في رحلة العلاج يستجيب المريض بصورة ملفتة ويبدأ في التعافي.
هل يمكن للشخص على هذا الأساس أن يعالج نفسه بنفسه؟
الإنسان طبيب نفسه بالفعل، ولكن زيارة الطبيب مهمة الخطأ هنا يقع على من فصل تخصصات الطب فأصبح طبيب الباطنة لا يعرف شيئاً عن النفسية والعكس، على سبيل المثال هرمون السيروتونين المسؤول عن السعادة ينتج في البطن تحديداً الأمعاء، فإذا أصيب الإنسان بالقولون يصبح هناك مشكلة كبيرة في الحصول عليه حتى لو من مصدر خارجي كالحبوب أو ما شابه، لذا يجب علاج القولون أولًا قبل أن نشخص المريض بأن هناك مرض نفسي يلاحقه.
شوربة العظام، نعم.. ولكن بشرط!
لماذا يقل انتباه الأشخاص بشكل عام بعد الأكل؟
هناك نصيحة سمعتها منذ أكثر من عشرين عاماً وهي نصيحة صحيحة للغاية، “ابتعد عن الطعام الذي يتناوله الفقير والغني بشكل يومي لأنه سيتعرض للتلاعب” ما حدث هو أن العالم أصبح استهلاكيا بصورة كبيرة، وهو ما دفع القائمين على إنتاج الطعام للتلاعب في جودته، وهو ما يبرر ظهور حالات حساسية جلوتين متأخرة بين البالغين، لأن أنزيمات هضم هذه النوعيات من الأطعمة المغشوشة لم تعد متوفرة، لذا اختيار الأطعمة ذات الجودة العالية هو الضمان الوحيد لصحة أفضل.
الانسان طبيب نفسه
كيف يمكن الوقاية من أمراض العصر قدر المستطاع؟
الموضوع بسيط، تنظيم الأكل وإدراج نظام غني بالألياف مع البروتين والكربوهيدرات، إلى جانب الصيام المتقطع.
هل أصبح هرمون الأستروجين منتشراً بين الرجال حالياً؟
بصورة كبيرة ومؤثرة ولافتة للنظر، الأجيال الجديدة أصبحت أكثر تأثرًا بسبب الطعام المحقون بالاستروجين، وهو ما يسبب أعراض مثل القلق والتوتر إلى جانب التأثير على الغدة الدرقية ومنطقة الصدر في الرجال، إذ تصبح أكثر انتفاخا وملاحظة، وهو ما يدعى هيمنة الاستروجين.
اللافت أن بعض الأمهات يشعرن بالشفقة على أولادهن ويتركونهم يتناولون الأطعمة الضارة، ولكن لهن أقول عندما يكبر صغيرك ويتعرض للإصابة بالسكري والأمراض المناعية، سيلومك أنت على تركك له على حريته، امنعيه بالقوة واحميه من مخاطر تحف بصحته، اليوم أصبحت إصابات دهون الكبد تتوجه نحو الأطفال، هذه كارثة كبرى كيف يواصلون حياتهم، يجب التخلص من عادات الأكل الخاطئة فوراً.
الديتوكس: هل ينقي الجسم فعلًا؟
هل تعتبر وسائل منع الحمل الهرمونية غير آمنة على جسم الإناث؟
في ظل هيمنة الاستروجين التي نعيشها اختلفت القصة عن الماضي، حيث كانت هذه الوسائل هي المصدر الهرموني الوحيد الذي يدخل الجسم، حالياً أصبحت قصة خطيرة، لا يجب إدخال جسم الأنثى أي مصدر منع حمل هرموني، الوسيلة الآمنة الوحيدة هي اللولب المعدني.
اقرأ أيضًا: أهم عادات تعزز صحة المرأة أو تهددها
هل هناك أعشاب طبيعية تعالج البشرة والشعر بالفعل أم أن هذه الإعلانات مجرد تسويق؟
هناك أعشاب منزلية دون أي تكلفة تساعد على علاج شحوب البشرة إلى جانب بعض المكملات التي أنصح بها أي أنثى، وهي فيتامين د وفيتامين سي وفيتامين هـ ، هذه المكملات الثلاثة هي أصل مكونات البشرة، أما الأشياء الطبيعية تبدأ من الطعام، قطع الغلوتين والسكر المكرر والمقليات يمنحك نضارة لا تتخيليها لأنك أرحتي جسمك من هضمها ومن المشاكل التي تسببها، وإذا أردت الحصول على كولاجين طبيعي وغني عليك بشوربة العظام أفضل آلاف المرات من جميع المكملات باهظة الثمن.
هل الديتوكس له تأثير قوي بالفعل على الصحة أم لا؟
الديتوكس نظام صحي وجيد ولكنه لا يعمل بمفرده، يمكن تحقيق أقصى استفادة منه عندما يتم تناوله مع نظام غذائي صحي ومتوازن بعيداً عن المقليات والدهون والأطعمة الضارة، خلاف ذلك لن يؤتي ثماره، ومن المهم أيضا اتباع نظام صيام صحي ومناسب كالصيام المتقطع، الذي يريح الكبد ثلثي اليوم، مما يرفع كفاءته بصورة ملحوظة.
الصيام المتقطع ميزة هائلة إذا أجريناه مع توقيف الغلوتين والسكر، سيرفع جودة النوم والهضم وسيغير شكل الحياة صحياً ونفسياً.
أما اتباع نظام صيام الديتوكس، وهو قطع الطعام لمدة يومين كاملين والاعتماد فقط على الماء، لا أنصح به لأنه يدخل الجسم في حالة ضغط كبيرة، ولا يفيد، الأفضل تغيير نوعية الأكل وليس الانقطاع عن تناول الطعام.
طعامك اليومي يحدد حالتك النفسية
ما الفرق بين السكري الوراثي والمرضي؟
السكري الوراثي الذي يصيب شخصاً نمط حياته صحي ورياضي بالكامل، بينما لا يجب تشخيص مريض فعل كل شيء ليصاب بالسكري بأنه مرض وراثي، وكذلك الكوليسترول هناك نوع وراثي أيضاً قد يصيب الأشخاص الرياضيون رغم اهتمامهم بنمط حياتهم وصحتهم.
نهاية.. ما هي نصيحتك لمن يتابعونا؟
الاستغناء عن الغلوتين وبديله الأرز، العسل بديلاً للسكر، الدهون الصحية بديلة عن الزيوت المهدرجة، تخيروا نوعية الأكل ولا تتناولوا الأطعمة السريعة قدر المستطاع، أما مرضى السكر يجب اتباع حمية خاصة خالية حتى من بعض هذه البدائل.