من الطبيعي أن يشعر المرء بالدوخة من وقت لآخر وعادةً ما يكون الأمر مؤقتًا، لكن قد يصبح مزعجًا في حال تكرر يوميًا عند الاستيقاظ من النوم. قد تعود الدوخة عند الاستيقاظ إلى العديد من الأسباب، منها ما يكون عرضيًا ومنها ما يكون اضطرابًا مرضيًا يحتاج إلى علاج. تعرف في هذا المقال على أهم أسباب الدوخة المفاجئة عند الاستيقاظ.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
الجفاف
قد تكون الدوخة المفاجئة عند الاستيقاظ ناتجة عن الجفاف. يحدث الجفاف عندما يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل والأملاح الأساسية، مما يؤدي إلى انخفاض حجم الدم وضغطه، وبالتالي يصبح القلب غير قادر على ضخ الدم الكافي للدماغ، مما قد يسبب الشعور بالدوار والدوخة عند الاستيقاظ من النوم. يصاب العديد من الناس بالجفاف أثناء النوم، وذلك للأسباب التالية:
- عدم شرب كميات كافية من الماء أثناء النهار.
- استخدام أدوية تسبب التبول المتكرر.
- ارتفاع درجات حرارة الجو أثناء الليل.
- الإصابة بأمراض تسبب التقيؤ أو الإسهال.
- الإكثار من شرب المنبهات مثل القهوة والشاي.
لذا، من الضروري الحفاظ على ترطيب الجسم بشكل منتظم، خاصة في الأيام الحارة أو عند ممارسة التمارين الرياضية، لمنع حدوث الجفاف والشعور بالدوار عند الاستيقاظ.
اقرأ أيضًا: هل تعاني من آلام الكتفين بعد النوم؟ إليك أهم الأسباب
انخفاض ضغط الدم
قد تكون الدوخة المفاجئة عند الاستيقاظ ناجمة عن هبوط الضغط. يقلل انخفاض ضغط الدم من تدفق الدم إلى الأعضاء والأنسجة في الجسم، بما في ذلك الدماغ، والذ قد يتسبب بالشعور بالدوار أو الدوخة، خاصة عند الانتقال من وضع الاستلقاء إلى الوقوف. قد يكون هذا الشعور مؤقتًا ويختفي بمجرد تكيف الجسم مع التغيير في الوضع، ولكن في بعض الحالات، قد يستمر الشعور بالدوخة لفترة أطول، مما يتطلب تقييمًا طبيًا.
من الممكن أن يكون هبوط الضغط عرضًا لبعض الاضطرابات المرضية، مثل داء باركنسون، أو داء أديسون. أيضًا، من الممكن أن تسبب بعض الأدوية انخفاض الضغط كعرض جانبي، مثل حاصرات مستقبلات بيتا.
انخفاض السكر في الدم
من المحتمل أن تكون الدوخة عند الاستيقاظ ناتجة عن هبوط مستويات السكر في الدم. تعرف هذه الحالة بـ “الهبوط الحاد في السكر” وتحدث عندما تنخفض مستويات السكر في الدم بشكل كبير، مما يؤدي إلى نقص الطاقة اللازمة للدماغ للقيام بوظائفه بشكل صحيح. غالبًا ما تصيب هذه الحالة مرضى السكري الذي يستخدمون الإنسولين، إذ قد تسبب الجرعات الزائدة انخفاض السكر بشكل كبير. من الممكن أن ينتج هبوط السكر عن أدوية السكري الأخرى أيضًا.
ينصح بمراجعة الطبيب لتعديل جرعات الإنسولين في حال تكرار الإصابة بالدوخة، والتعب المفرط، والشعور بالغثيان بعد تناول الوجبات، لغاية تعديل جرعة الإنسولين.
التهاب التيه (قوقعة الأذن)
التهاب التيه أو قوقعة الأذن هو التهاب فيروسي أو بكتيري في الأذن الداخلية، التي تتحكم بالتوازن ووضعية الجسم، مما يسبب الدوخة والشعور بالدوار. قد يسبب هذا الالتهاب صعوبة الوقوف أو الحفاظ على وضعية الجسم، خاصةً عند الاستيقاظ من النوم ومحاولة مغادرة السرير. قد يسبب التهاب التيه أعراضًا أخرى، مثل:
- ألم الأذن.
- الصداع.
- طنين الأذن.
- ازدواجية الرؤية.
- الغثيان والتقيؤ.
علاج التهاب التيه
يمكن علاج الدوخة المفاجئة عند الاستيقاظ الناتجة عن التهاب قوقعة الأذن الفيروسي، بأخذ قسط كافٍ من الراحة مع شرب الكثير من السوائل، وقد يحتاج المريض لأدوية لعلاج الدوخة في حال كانت الأعراض شديدة. كما يتم وصف مضاد حيوي للعلاج في حال كان الالتهاب بكتيريًا.
اقرأ أيضًا: 7 طرق طبيعية لعلاج طنين الأذن
الأدوية
من الممكن أن تكون الدوخة المفاجئة عند الاستيقاظ عرضًا جانبيًا لبعض الأدوية، وقد تتضمن الأدوية ما يلي:
- المضادات الحيوية.
- مدرات البول.
- مضادات الحساسية.
- أدوية علاج البروستاتا.
- مسكنات الألم الأفيونية.
- الأدوية المهدئة.
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات الذهان.
- الأدوية المثبطة للمناعة.
- الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (بالإنجليزية: Antiretroviral medications).
قد يساعد الطبيب في تقليل الأعراض الجانبية الناتجة عن استخدام الأدوية إما بتعديل الجرعة الموصوفة، أو بتغيير الدواء للمريض.
انقطاع النفس النومي
انقطاع التنفس أثناء النوم (بالإنجليزية: Sleep apnea) هو من الحالات التي قد تسبب الدوخة المفائجة عند الاستيقاظ من النوم. يؤثر انقطاع التنفس المتكرر على مستويات الأكسجين في الدم، مما يؤثر أيضًا على وظائف الدماغ. قد تتضمن أعراض انقطاع النفس النومي الأخرى ما يلي:
- الشخير بصوت مرتفع أثناء النوم.
- الحاجة للتبول بشكل متكرر ليلًا.
- جفاف الفم والصداع في الصباح.
- مشاكل في الذاكرة والتركيز.
- الشعور بالإجهاد الشديد خلال اليوم.
من الممكن أن تسبب هذه الحالة زيادة خطر الإصابة بالعديد من الاضطرابات المزمنة مثل أمراض القلب، ومرض السكري، والربو.
فشل عضلة القلب
فشل عضلة القلب هو عدم قدرتها على ضخ الدم بالشكل المناسب. ينخفض ضغط الدم عند الوقوف، ولا تقوى عضلة القلب على موازنة الضغط بسرعة عندما تكون ضعيفة، مما يسبب الدوخة المفاجئة عند الاستيقاظ ومغادرة السرير. عادةً توصف الكثير من الأدوية للسيطرة على هذه الحالة مثل خافضات ضغط الدم ومدرات البول، لكن هذه الأدوية تسبب أيضًا الدوخة كعرض جانبي.
اقرأ أيضًا: الإبر الصينية لعلاج طنين الأذن فوائدها وأمانها
الخاتمة:
من الممكن أن تكون الدوخة المفاجئة عند الاستيقاظ ناتجة عن العديد من الاضطرابات، والتي يكون بعضها بسيطًا مثل الإصابة بالجفاف، أو خطيرًا مثل فشل عضلة القلب أو انقطاع النفس النومي. ينصح بمراجعة الطبيب للخضوع للفحص الطبي المناسب وتحديد السبب.