يشكّل الغذاء جزءًا أساسيًا من صحة الإنسان، إذ لا يقتصر دوره على تزويد الجسم بالعناصر الغذائية والطاقة فحسب، بل يتعدى ذلك ليؤثر بشكل مباشر على وظائف الجسم الحيوية، بما في ذلك صحة القلب، الدماغ، والجهاز المناعي. ومن بين هذه الوظائف، تبرز الصحة الجنسية كعنصر حساس يعكس توازن الجسم الداخلي والتغذية السليمة.
وفي دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة بكين بالصين، تم الكشف عن علاقة غير متوقعة بين نوع شائع من الخضار وزيادة خطر ضعف الانتصاب لدى الرجال، رغم أن هذا الخضار معروف بفوائده الصحية العديدة مثل تعزيز المناعة وتحسين الرؤية. هذه النتائج تفتح بابًا جديدًا لفهم تأثير المكونات الغذائية على الصحة الجنسية، وتسلط الضوء على أهمية الاعتدال حتى في استهلاك الأطعمة المفيد.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
زيادة خطر ضعف الانتصاب
يشير مصطلح زيادة خطر ضعف الانتصاب إلى وجود عوامل أو ممارسات معينة قد ترفع احتمال تعرض الرجل لمشكلة صعوبة حدوث أو الحفاظ على الانتصاب. هذه العوامل قد تشمل النظام الغذائي، الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، نمط الحياة غير الصحي، أو حتى الإفراط في تناول أطعمة معينة. بمعنى آخر، هذه العوامل لا تسبب المشكلة مباشرة دائمًا، لكنها تزيد من احتمالية حدوثها مقارنة بالشخص الذي لا يتعرض لهذه العوامل.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الإفراط في تناول بعض الأطعمة الغنية بالكاروتينات، مثل الجزر والبطاطا الحلوة والقرع، قد يؤدي إلى زيادة خطر ضعف الانتصاب لدى الرجال. ويرجح الباحثون أن الكميات الكبيرة من هذه المركبات الطبيعية تسبب تلفًا في بطانة الأوعية الدموية، ما يقلل من إفراز “أكسيد النيتريك” الضروري لتدفق الدم إلى العضو الذكري، وبالتالي يعيق القدرة على حدوث الانتصاب بشكل طبيعي ومستمر.
طعام يعمل على زيادة خطر ضعف الانتصاب
الجزر غني بمركبات طبيعية تعرف باسم الكاروتينات، تتحول في الجسم إلى فيتامين A، وتشتهر بخصائصها المضادة للأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف. إلا أن الدراسة أشارت إلى أن المستويات العالية من الكاروتينات قد ترتبط بزيادة خطر ضعف الانتصاب بنسبة تصل إلى 60%.
شاهد أيضًا: أسماء أدوية ضغط لا تؤثر على الانتصاب
الآلية المحتملة وراء زيادة خطر ضعف الانتصاب
-
الإفراط في الكاروتينات قد يؤدي إلى تلف بطانة الأوعية الدموية.
-
تلف الأوعية يقلل من إفراز “أكسيد النيتريك”، وهو ضروري لتدفق الدم إلى العضو الذكري.
-
ضعف تدفق الدم يساهم مباشرة في صعوبة حدوث الانتصاب واستمراره.
خضراوات وفواكه أخرى تحمل نفس المركبات
الكاروتينات موجودة أيضًا في العديد من الخضراوات والفواكه، مثل:
-
البطاطا الحلوة.
-
القرع العسلي واليقطين.
-
المشمش والمانغو.
وبالتالي، الإفراط في تناول هذه الأطعمة قد يؤدي أيضًا إلى زيادة خطر ضعف الانتصاب عند الرجال.
شاهد أيضًا: مقويات الانتصاب لمرضى السكر: الدليل الكامل للعلاج الآمن والفعّال
أهمية الاعتدال في النظام الغذائي
الباحثون شددوا على أن الاعتدال في استهلاك الأطعمة الغنية بالكاروتينات أمر أساسي للحفاظ على الصحة الجنسية، ودعوا إلى دراسات أوسع لفهم الآليات البيولوجية وراء هذا الرابط وتحديد كمية الكاروتينات اليومية الآمنة.
العادات اليومية التي تساعد على تقليل الخطر
اتباع عادات يومية صحية يساهم بشكل كبير في الحد من زيادة خطر ضعف الانتصاب:
-
ممارسة الرياضة بانتظام مثل المشي السريع أو تمارين القلب.
-
النوم الكافي والمستمر للحفاظ على التوازن الهرموني.
-
تقليل التوتر النفسي عبر تقنيات التأمل والتنفس العميق.
-
شرب كمية كافية من الماء لتعزيز الدورة الدموية.
-
الابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية.
-
تناول وجبات متوازنة غنية بالخضراوات والفواكه الطازجة والبروتينات الصحية.
-
الحد من استهلاك الأطعمة المعالجة والمقلية والسكريات المكررة.
-
ممارسة تمارين الحوض لتعزيز قوة العضلات الداعمة للانتصاب.
-
الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على الأوعية الدموية.
-
مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة الصحة العامة ومستوى الهرمونات.
شاهد أيضًا: فوائد فيتامين E للجنس: توازن هرموني وانتصاب أقوى دون أدوية
أهمية الفحص الطبي والمتابعة
المتابعة الطبية المنتظمة تساعد على الاكتشاف المبكر لأي مشكلة قد تزيد من زيادة خطر ضعف الانتصاب:
-
قياس ضغط الدم ومستوى السكر في الدم بانتظام.
-
استشارة الطبيب عند ملاحظة أي صعوبة في الانتصاب.
-
مراجعة النظام الغذائي مع أخصائي تغذية لتحديد الكميات المناسبة من الأطعمة الغنية بالكاروتينات.
-
إجراء فحوصات للأوعية الدموية عند الحاجة.
خلاصة
رغم الفوائد الصحية للجزر والخضراوات الغنية بالكاروتينات، تشير الدراسات الحديثة إلى أن الإفراط فيها قد يساهم في زيادة خطر ضعف الانتصاب لدى الرجال. الالتزام بالاعتدال في الغذاء، ممارسة الرياضة، تجنب التدخين والكحول، والمتابعة الطبية الدورية يظل الحل الأمثل للحفاظ على الصحة الجنسية والجسمية معًا.