بين الخيال والواقع: هل يمكن حقًا زرع أو محو الذكريات البشرية؟

1

x77eq3
بين الخيال والواقع: هل يمكن حقًا زرع أو محو الذكريات البشرية؟

فهرس الصفحة

أثارت حكاية “ديجافو” في مسلسل ما تراه ليس كما يبدو جدلًا واسعًا حول فكرة زرع أو محو الذكريات البشرية، بعد أن تناولت نقل ذكريات كاملة من دماغ شخص متوفى إلى آخر حي وتحويل هويته. الحكاية أطلقت موجة من التساؤلات بين المشاهدين: هل يمكن للعلم تحقيق ما تصوره السينما، أم أن الأمر يظل في حدود الخيال؟

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

تجارب زرع أو محو الذكريات البشرية

الذاكرة ليست تسجيلًا ثابتًا مثل الكاميرا، بل عملية معقدة وديناميكية تتغير مع مرور الوقت. أبحاث حديثة، مثل دراسة جامعة MIT في الولايات المتحدة، أظهرت إمكانية زرع ذكرى زائفة لدى الفئران باستخدام تقنية متقدمة تعرف باسم الأوبتوجينيتكس. النتيجة: تصرف الفأر وكأنه مر بتجربة لم تحدث على الإطلاق.

أما عند البشر، فالأمر أقل تعقيدًا لكنه أكثر حساسية. يمكن للدماغ أن يخزن ذكريات خاطئة عبر تكرار قصة غير حقيقية أو الإيحاء بتجارب لم تحدث. هذه الظاهرة تُعرف باسم الذاكرة الزائفة، وتؤكد هشاشة العقل البشري أمام التلاعب الذهني، وتوضح أن فكرة زرع الذكريات ليست مجرد خيال، لكنها بعيدة عن الكمال الذي تصور الأفلام.

اقرأ أيضًا: صورتك الآن مع صورتك في الطفولة: ترند جديد يوقظ طفلك الداخلي!

تجارب زرع أو محو الذكريات البشرية

محو الذكريات البشرية المؤلمة

تُظهر الأبحاث أن الذكرى تصبح هشة لفترة قصيرة عند استرجاعها، ما يتيح إدخال تعديلات عليها في ما يُعرف باسم إعادة التثبيت (بالإنجليزية: Reconsolidation). بعض الدراسات اعتمدت على أدوية مثل بروبرانولول لتخفيف الأثر العاطفي للصدمة، لكن النتائج لا تزال محدودة، ولا يمكن اعتمادها كعلاج روتيني.

في الوقت نفسه، لا توجد طريقة علمية وآمنة لمحو ذكرى كاملة لدى البشر. أقصى ما تمكن العلماء من تحقيقه هو إضعاف شدة الذكرى أو تعديل تفاصيلها، دون القدرة على محوها بشكل كامل. أما ما يتمكن منه العلم في الفئران من استهداف خلايا محددة داخل الدماغ، فهو صعب جدًا تطبيقه على الإنسان المعقد دون آثار جانبية أو مخاطر أخلاقية.

اقرأ أيضًا: هيودول: الدمية الذكية لرعاية المسنين وتقليل الوحدة في كوريا الجنوبية

الذكريات البشرية المؤلمة

حدود العلم والأخلاقيات

حتى مع التقدم السريع في علوم الأعصاب وفهم آليات الذاكرة، يظل السؤال الأخلاقي حاضرًا بقوة: هل من المقبول، علميًا وأخلاقيًا، تغيير هوية الإنسان أو التلاعب بتجاربه الحياتية؟ فكرة مسح الذكريات أو زرع ذكريات جديدة تفتح أبوابًا كبيرة أمام النقاش، فهي تتعلق بجوهر شخصية الفرد وتجربته الإنسانية، وهو ما يجعل أي تدخل خطيرًا جدًا.

الأخلاقيات العلمية تمنع إلى حد كبير إجراء تجارب على البشر تشبه ما نراه في الأفلام، مثل نقل ذكريات كاملة من شخص لآخر أو زرع تجربة حسية وعاطفية كاملة. هذه القيود ليست مجرد قوانين، بل حماية لصحة العقل والهوية الإنسانية، لأن أي خطأ قد يؤدي إلى آثار نفسية وعاطفية دائمة، أو تغيير جوهري في سلوك الإنسان.

الخيال الدرامي، كما تجسد في حكاية «ديجافو»، يستفيد من هذه الإمكانية العلمية لإثارة التشويق وجذب المشاهد، لكنه يبالغ في تبسيط وتعزيز الفكرة بما يخالف الواقع العلمي. العلم الحالي يفرض قيودًا صارمة: يمكن تعديل بعض التفاصيل أو إضعاف أثر الذكريات المؤلمة، لكن القدرة على مسح أو زرع الذكريات بشكل كامل تبقى بعيدة جدًا عن الواقع.

هذا التباين بين الخيال العلمي والواقع يوضح أن العلم يمكن أن يفتح آفاقًا مذهلة، لكن المسؤولية الأخلاقية تحكم حدود ما يمكن فعله على البشر، لضمان الحفاظ على هويتهم وتجاربهم الشخصية، وتجنب أي تدخل يهدد النفس البشرية أو الاستقرار النفسي للأفراد.

اقرأ أيضًا: ماذا لو أعاد لك الذكاء الاصطناعي صوت من رحل عنك؟ نعم لقد صار ممكنًا!

التباين بين الخيال العلمي والواقع يوضح أن العلم يمكن أن يفتح آفاقًا مذهلة، لكن المسؤولية الأخلاقية تحكم حدود ما يمكن فعله

 بين الخيال والواقع

العلم اليوم يتيح تعديل أو إضعاف الذكريات، لكنه لا يصل إلى مسح ذكريات كاملة أو زرع هوية جديدة. ما نراه في الدراما يبقى خيالًا علميًا ممتعًا، بينما الواقع يفرض حدودًا دقيقة: يمكن للباحثين إضعاف أثر الذكريات المؤلمة أو تعديل تفاصيلها، لكن زرع أو محو الذكريات البشرية بالكامل لا يزال حلمًا بعيدًا، مع تحديات أخلاقية وتقنية هائلة.

يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيصل العلم يومًا إلى مرحلة يمكن فيها التلاعب بالذاكرة البشرية كما تصور السينما، أم أن الذاكرة ستبقى آخر حصن لهويتنا وتجاربنا الحياتية؟

الأسئلة الشائعة عن زرع أو محو الذكريات البشرية

  • حتى الآن، يمكن فقط زرع ذكريات زائفة بشكل محدود عبر الإيحاء أو التكرار، والعمليات الدقيقة على البشر غير ممكنة

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!

فيديوهات ذات صلة

مقاومة الإنسولين محمد السعيد 2

x9o3gcg

الدكتور محمد السعيد: ما أسباب الخمول بعد الأكل؟

مواضيع ذات صلة

مشاركة