يعتبر التواء الكاحل عرضًا شائعًا للغاية، وينتج عادةً عن التعرض لإصابات جسدية مثل السقوط، أو الإصابات الرياضية المعروفة. لكن قد يكون هذا العرض ناتجًا عن الإصابة باضطرابات مرضية في بعض الأحيان، فهل يعتبر مؤشرًا خطيرًا؟ إليك أهم أسباب تورم الكاحل في هذا المقال.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
أسباب تورم الكاحل
من الممكن أن يعود تورم الكاحل إلى العديد من الأسباب الطبية. نذكر أكثر هذه الأسباب شيوعًا تاليًا.
احتباس السوائل
ينتج احتباس السوائل في الأنسجة المحيطة بالكاحلين عندما يختل توازن الصوديوم والماء أو عند الجلوس طويلًا، وتتجمع السوائل تدريجيًا في الجزء السفلي من الساقين بفعل الجاذبية، ما يؤدي إلى ثقل، وانتفاخ، وصعوبة في ارتداء الحذاء.
الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة
يؤدي العمل المكتبي أو الوقوف المستمر إلى إبطاء تدفق الدم من الأطراف السفلية نحو القلب. وتزداد السوائل المتجمعة مع مرور الوقت، فينتفخ الكاحل ويظهر إحساس بالشد أو التعب في الساقين.
اقرأ أيضًا: أسباب غير متوقعة لألم الساقين عند النوم
إصابات الكاحل
من أسباب تورم الكاحل أيضًا التعرض لإصابات فيه، إذ تؤدي التواءات الكاحل والرضوض إلى حدوث التهاب موضعي، فتتمدد الأوعية الدموية ويزداد تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، ما يسبب تورمًا واضحًا وألمًا يزداد عند الحركة أو تحميل الوزن.
السمنة
تعتبر السمنة من أسباب تورم الكاحل الشائعة، إذ تزيد السمنة من الضغط على الأوردة في الساقين والكاحلين، مما يعيق رجوع الدم نحو القلب ويؤدي إلى تجمع السوائل في الأطراف السفلية. ينتج عن ذلك تورّم الكاحلين والقدمين مع شعور بالثقل والإرهاق عند الحركة. كما تساهم زيادة الدهون في الجسم في إضعاف صمامات الأوردة، ما يفاقم احتباس السوائل. الحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام يساعدان على تقليل خطر تورّم الكاحلين المرتبط بالسمنة.
دوالي الساقين
تضعف الدوالي صمامات الأوردة الموجودة في الساقين، فلا يعود الدم بكفاءة نحو القلب. ويتجمع الدم في الأطراف السفلية، مسببًا انتفاخًا، وحرارة خفيفة، وتغيرًا بسيطًا في لون الجلد، لذلك تعتبر دوالي الساقين أحد أسباب تورم الكاحل الشائعة.
الالتهابات
تؤدي الالتهابات الموضعية أو الجهازية في القدم أو الكاحل، إلى استجابة التهابية يزداد فيها تدفق الدم والسوائل إلى المنطقة المصابة. ينتج عن ذلك تورم الكاحلين، احمرار، وألم قد يزداد عند الحركة أو لمس المنطقة. كما يمكن أن تتفاقم الحالة إذا صاحبها عدوى بكتيرية أو فطرية. التعامل المبكر مع الالتهابات عبر العلاج الطبي المناسب يقلل من احتباس السوائل ويخفف التورم بشكل ملحوظ.
الحمل
يسبب الحمل زيادة حجم الدم والسوائل في الجسم، بالإضافة إلى ضغط الرحم على الأوردة في الحوض والساقين، مما يؤدي إلى احتباس السوائل وتورم الكاحلين والقدمين، خصوصًا في الثلث الثالث من الحمل. يزداد التورم مع الوقوف أو الحركة الطويلة ويقل عند الراحة ورفع الساقين. من الممكن أن يساعد الحفاظ على نشاط بدني معتدل، ارتداء جوارب ضغط، وشرب السوائل بانتظام في التخفيف من تورم الكاحلين خلال فترة الحمل.
اقرأ أيضًا: آلام الساق الشائعة أثناء الحمل
قصور القلب
يؤدي قصور القلب إلى ضعف قدرة العضلة القلبية على ضخ الدم بكفاءة، مما يسبب تراكم السوائل في الأنسجة، خصوصًا في الساقين والكاحلين. يظهر التورم عادة تدريجيًا ويزداد في المساء أو بعد الوقوف الطويل، وقد يصاحبه تعب أو ضيق في التنفس. يساعد اتباع خطة علاجية طبية، مراقبة الوزن، ورفع الساقين عند الراحة على تقليل احتباس السوائل والتخفيف من تورم الكاحلين الناتج عن قصور القلب.
أمراض الكلى
تؤدي أمراض الكلى المزمنة إلى انخفاض قدرة الكلى على تصفية السوائل والأملاح من الجسم بشكل طبيعي. يتسبب ذلك في تراكم السوائل في الأنسجة، خصوصًا حول الكاحلين والقدمين، ما يظهر على شكل تورم وانتفاخ. كما قد يصاحب التورم احتباس الصوديوم وزيادة الوزن تدريجيًا. تساعد المحافظة على وظائف الكلى من خلال العلاج الطبي المنتظم واتباع نظام غذائي قليل الملح على الحد من تورم الكاحلين المرتبط بالكلى.
أمراض الكبد
يسبب تلف الكبد أو تليفه انخفاض إنتاج البروتينات المهمة، مثل الألبومين، التي تحافظ على السوائل داخل الأوعية الدموية. يؤدي نقص هذه البروتينات إلى تسرب السوائل إلى الأنسجة، فيتراكم السائل حول الكاحلين والقدمين ويظهر التورم بوضوح. كما يزيد تليف الكبد من ضغط الأوردة البابية، ما يفاقم احتباس السوائل في الأطراف السفلية. الحفاظ على صحة الكبد واتباع خطة علاجية طبية يقلل من احتمالية تورم الكاحلين المرتبط بالكبد.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يجب مراجعة الطبيب فورًا عند ظهور تورم الكاحل المصحوب بأي من العلامات التالية:
- التورم المفاجئ أو السريع في ساق واحدة فقط.
- ألم شديد أو احمرار وارتفاع حرارة المنطقة المصابة.
- صعوبة في التنفّس أو ضيق النفس.
- زيادة مفاجئة في الوزن بدون سبب واضح.
- تورم مستمر لا يزول بالراحة أو رفع الساقين.
قد تشير هذه العلامات إلى حالات خطيرة مثل تجلط الأوردة العميقة، أو فشل القلب، أو مشاكل في الكلى والكبد، وتتطلب تقييمًا طبيًا عاجلًا لتجنب المضاعفات وتحديد أسباب تورم الكاحل لعلاجها بالشكل المناسب.
اقرأ أيضًا: علامات احتباس السوائل في الجسم.. انتبه لهذه الأعراض قبل فوات الأوان!
الخاتمة:
قد تعود أسباب تورم الكاحل إلى العديد من العوامل البسيطة أو الخطيرة، إذ قد يكون السبب التعرض لإصابة، أو الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة، أو قد يكون خطيرًا مثل الإصابة بأمراض القلب أو الكبد أو الكلى. ينصح بمراجعة الطبيب فور ظهور أعراض مصاحبة للتورم لتحديد السبب وعلاجه.
