تعد إصابات الدماغ عند حديثي الولادة من المشاكل الصحية الحساسة، التي قد تترك آثارًا طويلة الأمد على النمو العصبي والحركي للطفل. تتنوع هذه الإصابات بين نقص التروية، أو النزيف داخل المخ، أو الأضرار الناتجة عن الولادة الصعبة، وغالبًا ما يكون كشف إصابات الدماغ عند حديثي الولادة في المراحل الأولى تحديًا كبيرًا للأطباء.
لا يكفي الاعتماد التقليدي على الملاحظة السريرية والتصوير الشعاعي وحده في بعض الحالات المبكرة؛ ما دفع الأبحاث للتطوير المستمر في تقنيات التصوير الطبي لتمكين اكتشاف أدق وأسرع وغير التدخلي.
في هذا الإطار، كشفت مؤخرًا فرق بحثية متقدمة بالتعاون بين مستشفيات وجامعات عالمية عن تقنية تصوير دماغي متطورة وفريدة من نوعها لكشف إصابات الدماغ عند حديثي الولادة، ما يمثل تقدمًا علميًا ملموسًا يوفر إمكانيات مهمة للتدخل المبكر وتحسين النتائج الصحية للأطفال المعرضين للخطر. تعرف على هذه التقنية في المقال التالي.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
تقنية تصوير دماغ حديثي الولادة
تستند التقنية الجديدة إلى استخدام أجهزة تصوير فائقة الحساسية، تتيح الحصول على صور دقيقة لوظائف الدماغ وحالته في مراحل مبكرة من الحياة، مع تقليل الحاجة للتخدير أو الإجراءات الغازية التي كانت جزءًا من رحلات التشخيص السابقة. وفقًا للبيانات الحديثة، تعد هذه التقنية الأولى من نوعها على مستوى العالم التي يتم تطبيقها بشكل ميداني في وحدات رعاية حديثي الولادة، وقد بدأ استخدامها بالفعل في بعض مراكز الرعاية المتقدمة.
وتتميّز هذه التقنية بقدرتها على كشف تغيراتٍ دقيقة في نشاط الدماغ لا يمكن رؤيتها عبر الطرق التقليدية، مما يمنح الأطباء فرصة أكبر لكشف إصابات الدماغ عند حديثي الولادة، قبل أن تتضح الأعراض السريرية الظاهرة. هذا يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على سرعة التدخل العلاجي، ويسمح بتخصيص البرامج التأهيلية أو العلاجية وفق احتياجات كل طفل.
اقرأ أيضًا: فوائد الرضاعة الطبيعية: غذاء، حب، وحماية مدى الحياة

لماذا هذه التقنية مهمة؟
يقول خبراء طب الأطفال وأطباء الأعصاب، إن كشف إصابات الدماغ عند حديثي الولادة مبكرًا يقلل كثيرًا من المضاعفات المحتملة، ويقلل من مخاطر التأخر العصبي أو الحركي. في السابق، كان الأطباء يعتمدون على مزيج من الفحوصات السريرية، وتصوير الرنين المغناطيسي والتصوير بالموجات فوق الصوتية التي قد لا تلتقط التغيرات الدقيقة في الأسابيع الأولى من الحياة. أما التقنية الحديثة فتوفر رؤية أوضح لوظائف الدماغ نفسها، ليس مجرد البنى التشريحية، مما يساعد على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة مع فريق الرعاية الصحية.
كما يمكن أن تستخدم هذه التقنية في المتابعة الدورية للأطفال الذين ولدوا بوزن منخفض، أو تعرضوا لعوامل خطر قبل الولادة أو خلالها، ما يمنح العائلات كمية إضافية من الاطمئنان والتخطيط العلاجي المبكر.
الخبرة السريرية وتطبيقات المستقبل
جرى تطوير التقنية بالتعاون مع أطباء مختصين في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، وقد أثبتت التجارب الأولية على عدد محدود من الحالات قدرتها على التمييز بين الحالات الطبيعية، وتلك التي قد تحتاج لتدخلات طبية مبكرة. ويأمل الباحثون أن يتم توسيع نطاق الاستخدام في المستشفيات حول العالم خلال السنوات القادمة، مع مساندة الدراسات السريرية الداعمة، التي تسعى لتأكيد فعالية أداة كشف إصابات الدماغ عند حديثي الولادة على مجموعات أوسع من المرضى.
اقرأ أيضًا: هزازات الأطفال: دليلك لاختيار الأفضل

الخاتمة:
تمثل التقنية الحديثة لكشف إصابات الدماغ عند حديثي الولادة، أملًا جديدًا في تحسين جودة الرعاية الصحية لحديثي الولادة، من خلال تمكين الأطباء من رؤية أنماط نشاط الدماغ بدقة أعلى وفي وقت أبكر، مما يمكن أن يكون له أثر كبير على مسيرة العلاج والتأهيل للأطفال المعرضين لمخاطر إصابات دماغية مبكرة.