ملخص المقال بالذكاء الاصطناعيلوحظ في الأشهر الأخيرة انتشار الانفلونزا الخارقة حول العالم، وهو مصطلح يستخدم لوصف سلالة متغيرة من فيروس الإنفلونزا تتميز بقدرة أعلى على الانتقال وسرعة التشكل الجيني. مع عودة الحياة الطبيعية بعد جائحة كوفيد-19 وعودة السفر الدولي، ظهرت حالات من الإنفلونزا تتسبب في أعراض أكثر حدة لدى بعض الفئات، ما دفع العلماء والجهات الصحية إلى متابعة الوضع عن كثب. تعرف على التفاصيل في الخبر التالي.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
انتشار الانفلونزا الخارقة حول العالم
شهدت الأشهر الأخيرة انتشار الانفلونزا الخارقة حول العالم مع بداية موسم البرد في نصف الكرة الشمالي، حيث لوّحت البيانات الوبائية بارتفاع نشاط فيروس الإنفلونزا، وخصوصًا السلالة الفرعية (بالإنجليزية: A(H3N2) subclade K) التي انتشرت في العديد من الدول. وقد رصدت هذه السلالة لأول مرة في أستراليا ونيوزيلندا منذ أغسطس 2025، وانتشرت سريعًا لاحقًا ليتم اكتشافها في أكثر من 30 دولة حول العالم — ما أثار اهتمام المنظمات الصحية الدولية لمتابعة تطوّرها وتأثيرها على أنماط انتشار المرض.
وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن نشاط الإنفلونزا الموسمية ارتفع منذ أكتوبر 2025 في مختلف المناطق، خصوصًا في أوروبا وآسيا وأجزاء من الأمريكتين، مع تنوّع في السلالات السائدة وازدياد نسبة فيروس السلالة الجديدة H3N2 بين العينات التي تم تحليلها. وعلى الرغم من أن السلالة الفرعية K ظاهرة في العديد من البلدان، إلا أن المنظمة لم تسجّل حتى الآن زيادة واضحة في حدة المرض على مستوى العالم مقارنة بالمواسم السابقة، لكنّ ارتفاع حالات الإصابة في وقت مبكر من الموسم يُعد علامة على سرعة انتشارها.
وتتابع منظمات الصحة العامة — بما في ذلك شبكة ترصد الإنفلونزا التابعة لمنظمة الصحة العالمية — انتشار الفيروسات الموسمية وتطوراتها الجينية، وتدعو إلى اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة مثل التطعيم والممارسات الصحية الجيدة للحد من انتقال العدوى، لا سيما بين الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.
اقرأ أيضًا: كيف نحمي أنفسنا من السلالة الجديدة للإنفلونزا؟ دليلك الشامل للوقاية
الفرق بين الانفلونزا الخارقة والإنفلونزا الموسمية العادية
رغم أن انتشار الانفلونزا الخارقة حول العالم يشير إلى نشاط موسمي قوي لفيروس الإنفلونزا، فإن هذا المصطلح لا يعني بالضرورة ظهور فيروس جديد مختلف تمامًا عن الإنفلونزا التقليدية. في الأساس، كلا الحالتين تنشآن من فيروسات الإنفلونزا نفسها، لكن الفروقات تكمن في خصائص الانتشار، والتبدلات الجينية، والاستجابات المناعية للجسم.
في الإنفلونزا الموسمية العادية، يتعامل الجهاز المناعي لدى كثير من الناس مع سلالات مألوفة نسبيًا من الفيروس، وقد تكون هناك مناعة جزئية لدى من تلقوا التطعيم السنوي أو أصيبوا سابقًا بأنفلونزا مشابهة. وتظهر الأعراض عادة بشكل معتدل إلى متوسط لدى الفئات الصحية، وتكون الاستشفاء والمضاعفات أقل شيوعًا نسبيًا.
أما ما يوصف بـ “الانفلونزا الخارقة”، فيقصد به سلالة أو سلالة فرعية أكثر قدرة على الانتشار والتكيّف، مثل السلالة الفرعية A(H3N2) subclade K التي لوحظ نشاطها في عدة دول مؤخرًا. هذا النوع قد ينتشر بسرعة أكبر ضمن المجتمع، ويُظهر تغيّرات جينية قد تقلّل بشكل طفيف المناعة الموجودة لدى بعض الأفراد. ومع ذلك، لا يعني ذلك أنه أشد خطورة في كل الحالات، لكن ارتفاع معدل الانتشار يمكن أن يؤدي إلى زيادة أعداد الحالات الشديدة ببساطة لأنه يصيب عددًا أكبر من الناس في فترة قصيرة.
يظهر الفرق أيضًا في الاستجابة المناعية والتوقعات المناخية والوبائية؛ ففي الإنفلونزا الموسمية، تساهم التطعيمات السنوية في تقليل عدد الإصابات الشديدة والوفيات، بينما قد يكون تحديث اللقاحات أو تعديلها ضروريًا لمواكبة التغيّرات في الفيروس في موجات انتشار الانفلونزا الخارقة حول العالم بشكل سريع.
اقرأ أيضًا: أعراض السلالة الجديدة من الإنفلونزا… كيف تميّزيها عن الزكام العادي؟
الخاتمة:
يبدو أن ما يعرف بانتشار الانفلونزا الخارقة حول العالم لا يعني ظهور مرض جديد بقدر ما يشير إلى سلالات من الإنفلونزا تملك قدرة أعلى على الانتشار. ومع أن معظم الحالات تبقى خفيفة إلى متوسطة، فإن الحرص على النظافة، والتطعيم السنوي، والانتباه للأعراض المبكرة يظل أفضل وسيلة لحماية أنفسنا وأفراد عائلتنا — خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
