فاكهة البطيخ من أكثر الفاكهة الصيفية التي يقبل عليها الكثيرون، فهي كثيرًا ما تستخدم في العصائر والنكهات، هذا بالإضافة إلى متعة تناول ثمرتها الطازجة اللذيذة والمنعشة، لكن هل تعلم أن البعض يعانون من حساسية البطيخ؟ وبالرغم من ندرة هذا النوع من الحساسية، إلا أننا لا نستطيع غض الطرف عنه.
من خلال سطور مقالنا نوضح بعض الحقائق حول التحسس من البطيخ، والأعراض التي تظهر على المصاب، كما نتطرق إلى طرق العلاج والوقاية من حساسية فاكهة البطيخ.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هي حساسية البطيخ؟
تتشابه أعراض حساسية البطيخ مع أعراض الحساسية الناشئة عن تناول مواد غذائية أخرى، وقد يبدأ ظهورها منذ الطفولة، لكن من الممكن ظهورها أيضًا بعد تناولك للبطيخ لسنوات عديدة دون حدوث أي مشاكل عند أكله.
تنتشر حساسية الأطفال من البطيخ بنسبة 4-6%، بينما يقدر انتشارها بين البالغين بنسبة 4% فقط، ونلفت الانتباه أن معظم الحساسية تجاه الطعام تنشأ أثناء مرحلة الطفولة.
ملاحظة: قد يبدو لك الأمر بسيطًا، لكن للأسف من يعانون من هذه الحساسية بدرجة شديدة هم معرضون لرد فعل تحسسي شديد قد يهدد حياتهم بالفعل.
أعراض الحساسية من البطيخ
تظهر الأعراض في غضون دقائق من تناول الحبحب، وقد تزداد المدة بين تناوله وظهور أعراض الحساسية منه إلى بضع ساعات، قد تكون أعراض الحساسية الناتجة عن تناول البطيخ خفيفة أو متوسطة، وقد تكون حساسية شديدة وذات أعراض خطيرة، ونوضح الفرق بين الأعراض في الحالتين كما يلي:
أعراض التحسس من البطيخ الخفيفة
- حكة واحمرار في الجلد.
- سيلان العين والأنف.
- حرقان أو تنميل في الشفاه أو اللسان أو الحلق.
- إسهال.
- سعال جاف.
- غثيان وقيء.
أعراض التحسس من البطيخ الشديدة
الحساسية المفرطة (بالإنجليزية: Anaphylaxis) من البطيخ قد تهدد الحياة، ومن أعراضها نوضح التالي:
- ضيق في التنفس.
- صفير من الصدر.
- تورم اللسان.
- صعوبة في البلع.
- تورم الشفتين.
- غثيان وقيء.
- انخفاض في ضغط الدم.
- ألم في البطن.
- دوخة وإعياء.
ملاحظة: إذا كنت تعاني من حساسية البطيخ، أو أي حساسية غذائية أخرى، فننصحك بتوفير حقنة مضادة للحساسية في منزلك أو حقيبة يدك، لإنقاذ الموقف سريعًا، حتى يتسنى لك زيارة الطبيب.
شكل الحساسية من البطيخ
يشبه هذا النوع من التحسس أي نوع من حساسية أنواع الطعام التي يعاني منها الشخص، مثل: الفراولة أو المكسرات، فبعد تناول البطيخ بدقائق أو ساعات وفي حالة معاناة الشخص من حساسية البطيخ- يبدأ الحكة والاحمرار في الظهور على الجلد، ويرافق الحكة الأعراض السابق ذكرها في الفقرة السابقة، وتتوقف شدة الأعراض على درجة حساسية الشخص من البطيخ.
حساسية الأطفال من البطيخ
يحب الأطفال تناول الفاكهة، فهو طعام سهل ولذيذ، ويمكنهم الاعتماد على أنفسهم في تناوله، والبطيخ فاكهة شهية ومغرية للكثير من الأطفال، لكن من الضروري لكل أم أن تجرب كمية صغيرة من أي فاكهة أو طعام مع ابنها حديث العهد بالأكل -سواء البطيخ أو غيره- فقد يكون الطفل مصابًا بحساسية تجاه طعام معين، وهنا لا يجب أن تخاطر الأم بصحة الطفل، فبعض أنواع الحساسية قد يسبب صدمة شديدة تودي بحياة الصغير.
يعاني بعض الأطفال من الحساسية تجاه البطيخ، وتظهر عليهم علامات الحساسية مثل البالغين، فيعاني الطفل المتحسس من البطيخ من الحكة واحمرار الجلد، والحرقان في الشفاه والحلق، وقد يعاني أيضًا تقلصات في البطن وإسهال.
تتوقف الأعراض -والتي يمكن أن تكون شديدة- على درجة رد الفعل التحسسي من البطيخ لدى الطفل، فإذا كان الطفل يتحسس من البطيخ بشدة، فتجده يعاني ضيقًا في التنفس وأزيز أو صفير من الصدر، وقيء، ودوخة، وقد يصيبه الإسهال أيضًا.
ملاحظة: يجب أن توفر الأم في منزلها علاجًا سريعًا لحساسية طفلها تجاه البطيخ، ومن الممكن أن يكون العلاج شرابًا مضادًا للهيستامين، والذي يمكن شراؤه من الصيدلية دون وصفة طبية.
العلاج من الحساسية تجاه البطيخ
يعد تجنب أي طعام يسبب الحساسية هو الخطوة الأولى لعلاج هذه الحساسية، فإذا الشخص يعاني من حساسية الفراولة، فيجب أن يتجنب تناول الفراولة وهذا أمر بديهي، وفي حالتنا هذه، ونحن نتحدث عن الحساسية من البطيخ، فمن المنطقي أن تكون الخطوة الأولى في العلاج هو تجنب تناوله.
تحدث أحيانًا حوادث عرضية ويتناول الشخص طعامًا أو منتجًا يحتوي على البطيخ في مكوناته دون أن يدري، في هذه الحالة سيكون العلاج متوقفًا على درجة تحسس الشخص من البطيخ، فإذا كانت الحساسية خفيفة أو متوسطة فكل ما عليه هو تناول دواء مضاد للهيستامين والذي لا يحتاج عادة إلى وصفة طبية، ويمكن شراؤه من الصيدليات بسهولة، كما يمكن تناول أحد الكورتيكوستيرويدات بدون وصفة طبية أيضًا.
أما إذا كانت درجة التحسس شديدة وخطيرة، فيجب حقن الشخص المصاب بحقنة إبينيفرين ذاتية الحقن، وأثناء ذلك يجب التوجه للمستشفى على وجه السرعة، ونفصل أنواع علاج الحساسية من البطيخ كالتالي:
مضادات الهيستامين
تعتبر مضادات الهيستامين من الأدوية التي لا تحتاج إلى روشتة أو وصفة طبية، فقط ننصحك باختيار الأنواع التي لا تسبب النعاس إذا كنت تقود مركبة أو لديك أنشطة تحتاج إلى التركيز، ومن أمثلة مضادات الهيستامين دواء كلاريتين (بالإنجليزية: Claritine)، وهو متواجد على شكل أقراص للكبار ودواء شراب للصغار أو كبار السن، تفيد مضادات الهيستامين في تخفيف أعراض حساسية البطيخ الخفيفة، مثل: الحكة والعطس وسيلان الأنف.
ملاحظة: يمكن أيضًا تناول مضادات الهيستامين الطبيعية، بل يمكن البلجوء لها من البداية قبل تجربة مضادات الهيستامين الدوائية وخصوصًإذا كانت أعراض الحساسية خفيفة أو متوسطة.
الكورتيكوستيرويدات
تعتبر الكورتيكوستيرويدات أيضًا من الأدوية المفضلة لتهدئة أعراض حساسية البطيخ، وهي تصرف بدون تذكرة طبية أيضًا، ويهدف العلاج بها إلى التخفيف من التورم والالتهاب الحادث بسبب حساسية البطيخ.
حقن إبينيفرين
في حالة كانت ردود الفعل التحسسية شديدة، فيجب الإسراع بحقن المصاب بحقنة إبينيفرين ذاتية الحقن، ومن أمثلتها (EpiPen).
أهم النصائح للوقاية من حساسية البطيخ
هناك عدد من الإرشادات والنصائح قد تحمي من ظهور أعراض رد الفعل التحسسي من البطيخ، نذكر منها التالي:
- دقق في مكونات الطعام الذي تتناوله خارج المنزل، فقد يحتوي على البطيخ بشكل من الأشكال، دون أن تدري.
- اقرأ الملصق على المنتج لتتعرف على مكوناته قبل تناوله.
- اسأل البائع أو مقدم الطعام عن مكونات المنتج قبل تناوله.
- تجنب الفاكهة المشابهة للبطيخ، والتي قد تسبب لك نفس رد الفعل التحسسي تجاه البطيخ، مثل الشمام والكانتلوب.

يفيد تناول الفاكهة صحة الجسم، وهذا مما لا شك فيه، لكن من المهم التعامل مع بعض أنواعها بحذر، فقد تكون ممن يتحسس لبعضها، ولا تعجب فقد تظهر أعراض الحساسية عليك فجأة تجاه نوع من الفاكهة كنت تتناوله بأمان منذ الصغر، ومن أمثلة ما وضحنا في مقالنا حساسية البطيخ.