الصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

1

x77eq3
الصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

فهرس الصفحة

على الرغم من الجهود المكثفة التي توجهها كثير من المنظمات والحكومات لعلاج المشاكل الصحية لذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن تلبية الاحتياجات النفسية لهؤلاء الأطفال قد لا تحتل نفس المساحة من الاهتمام؛ نتعرف على كيفية الاهتمام بالصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وبعض المعوقات التي تقلل من الرعاية النفسية لهؤلاء الأطفال.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

مفهوم الصحة النفسية

تعرف منظمة الصحة العالمية مفهوم الصحة النفسية (بالإنجليزية: Mental Health) باعتباره حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، فهي حالة من الرفاهية النفسية التي يتمكن فيها الفرد من التعلم والعمل، والتعامل مع ضغوط الحياة المحتملة، والمساهمة في المجتمع بشكل إيجابي؛ مما ينعكس في نهاية الأمر على تنمية المجتمع وتحسين الحالة الاجتماعية.

هناك العديد من العوامل التي تؤثر سلبًا على الصحة النفسية لأفراد المجتمع عمومًا، تتضمن هذه العوامل: العنف الذي يتعرض له الأطفال في مرحلة الطفولة، والفقر، والحرمان البيئي، كما تساهم العوامل الوراثية في بعض الأحيان في زيادة فرص انتقال الاضطرابات النفسية من الآباء إلى الأبناء.

تعريف ذوي الاحتياجات الخاصة

يعتبر مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة مصطلحًا شاملًا يضم مجموعة واسعة من التشخيصات، وتختلف طبيعة هذه التشخيصات من المشاكل البسيطة التي يمكن التعايش معها أو تجاوزها، إلى بعض المشكلات العميقة التي تمثل تحديًا أمام الطفل أو أسرته؛ ونظرًا لتعامل عدد كبير من الأسر مع بعض أنواع الإعاقة باعتبارها مأساة حقيقية لا يوجد لها حل، فالقاسم المشترك بين أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هو احتياجهم لنمط مختلف من الرعاية الصحية أو التعليمية أو النفسية.

تتضمن المشاكل التي يتعرض إليها ذوي الاحتياجات الخاصة:

  1. المشكلات الصحية: تتضمن المشكلات الطبية التي يعاني منها ذوي الاحتياجات الخاصة عددًا كبيرًا من الأمراض المزمنة؛ مثل: العيوب الخلقية في القلب، ومرض السرطان، ومرض الشلل الدماغي، والتقزم، والسمنة المفرطة، ومرض السكري.
  2. المشكلات السلوكية: قد لا يستجيب الأطفال الذين يعانون من مشكلات سلوكية إلى الطرق التقليدية في التعليم، ومن أشهر هذه المشكلات: اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ومتلازمة توريت، واختلال التكامل الحسي.
  3. إعاقات النمو: تؤثر الإعاقات على طبيعة الرعاية التي يحتاجها الطفل، أو طريقة التعليم، ومن أشهر أنواع الإعاقات: متلازمة داون، ومرض التوحد، والإعاقات الذهنية.
  4. مشكلات التعليم: يعاني الأطفال الذين لديهم صعوبات في التعليم من مشاكل كثيرة تؤثر على تحصيلهم الدراسي، الأمر الذي يفرض أهمية وضع استراتيجيات تعليمية مختلفة تتماشى مع احتياجات هذه الفئة من الأطفال.
  5. المشكلات النفسية: قد يعاني الأطفال من بعض المشكلات النفسية؛ مثل: القلق، والاكتئاب، دون أن يجد الآباء تفسيرًا لذلك؛ يحتاج هؤلاء الأطفال إلى الاعتناء بالصحة النفسية والجسدية في ذات الوقت، على أن تكون هذه العناية من نوع خاص حتى يتخطوا هذه المشاكل النفسية.

المشاكل التي يتعرض إليها ذوي الاحتياجات الخاصة

الصحة النفسية والعقلية لذوي الاحتياجات الخاصة

لا شك أن الإعاقات النفسية والذهنية والجسدية التي تحدثنا عنها تؤثر سلبيًا على الحالة النفسية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يعاني هؤلاء الأطفال من ضغوط نفسية متكررة، وهو ما أشارت إليه إحدى الإحصائيات التي أجريت عام 2018، حيث رصدت الإحصائية معاناة حوالي 17.4 مليون شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة من الاضطرابات النفسية، وكانت هذه النسبة أكثر بمقدار أربعة أضعاف من الأشخاص الذين لا يعانون من أي إعاقات.

بالإضافة إلى مشاكل الإعاقة وما تسببه من ضغط نفسي على هؤلاء الأطفال، هناك بعض العوامل الأخرى التي تؤثر على الصحة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة، وتزيد من احتمال تعرضهم إلى اضطرابات نفسية، ومن أهم هذه العوامل:

  1. افتقار الأطفال إلى الوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة بسبب ارتفاع التكاليف.
  2. عدم توفر المؤسسات التي تقدم الرعاية الصحية والنفسية لذوي الاحتياجات الخاصة في بعض المجتمعات الفقيرة.
  3. تعرض ذوي الاحتياجات الخاصة إلى سوء المعاملة والإهمال أكثر من غيرهم؛ مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية أكثر من الأطفال الأصحاء.

شاهد أيضًا: مؤسسة كلمات تحتفي بيوم برايل العالمي 2025

الرعاية النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة

وعلى الرغم من التحديات الكثيرة التي يواجهها الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن هناك بعض الطرق التي تحقق لهم التوازن النفسي، وتضمن الحفاظ على صحتهم النفسية في أفضل حالاتها. ومن طرق الاهتمام بالصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة نذكر التالي:

الاستشارات الطبية

تعد الاستشارات الطبية من أهم العوامل التي تساهم في دعم الصحة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تساعد العلاجات الدوائية والعلاج النفسي عن طريق الكلام في تخطي كثير من الاضطرابات النفسية التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال.

تواصل أفراد الأسرة مع الطفل

يساعد احتواء أفراد الأسرة للطفل على تجاوز الكثير من مخاوفه بشأن مرضه، أو على الأقل التعبير عنها بمنتهى الحرية؛ لذا ينبغي أن يتحدث الوالدان باستمرار مع الطفل عن طبيعة مرضه، مع الحرص على منحه وقتًا يوميًا للتعبير عن أفكاره، ومساعدته على استعادة ثقته بنفسه.

نمط الحياة الصحي

لا شك أن الحفاظ على نظام غذائي متوازن من أهم الأمور التي تساهم في دعم الصحة النفسية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فهي تقلل من احتمال إصابتهم بالتوتر والقلق، كما تساعد التمارين الرياضية على الحفاظ على استقرارهم النفسي بشكل كبير، وتقلل من احتمال تعرضهم إلى كثير من الاضطرابات النفسية.

التواصل الاجتماعي مع الآخرين

تساهم مشاعر الوحدة والانعزال التي يعيشها بعض الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في تعرضهم إلى مشكلات نفسية؛ لهذا السبب ينبغي أن يساعد الوالدان الطفل على تخطي هذه المشكلة من خلال الاندماج مع دائرة من الأصدقاء المقربين الذين يمنحون الطفل الحب والاهتمام؛ لأن ذلك من أهم الأمور التي تساعد على دعم الصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

مؤسسات الرعاية النفسية

ظهرت في السنوات الأخيرة مؤسسات تهدف إلى دعم الصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، تهدف هذه المؤسسات إلى تقديم الدعم النفسي لهؤلاء الأطفال، من خلال اكتشاف مواهبهم، وتنمية خبراتهم بشكل يساعدهم على الاندماج مع باقي أفراد المجتمع دون شعورهم باختلاف أو نقص، حيث توفر لهم الانخراط في نشاطات لذوي الاحتياجات الخاصة.

الرعاية النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة

شاهد أيضًا: تأثير الصحة النفسية على التحصيل الدراسي

معوقات دعم الصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

هناك العديد من العوامل التي تعوق دعم الصحة النفسية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، من أهم هذه المعوقات:

  1. التقليل من قدر هؤلاء الأطفال، والتعامل معهم على أنهم فئة أقل من الأطفال الأصحاء.
  2. تركيز الأطباء على توفير الرعاية الجسدية للأطفال، ومنحهم العلاجات المناسبة لمشكلاتهم الصحية، وعدم الاهتمام بالجانب النفسي لهؤلاء الأطفال.
  3. صعوبة تشخيص بعض الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأطفال الذين يفتقدون التواصل اللفظي؛ مثل: ضعاف السمع، والأطفال المعاقين ذهنيًا.
  4. التكلفة المرتفعة لخدمات تدعم الصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وعدم تحمل العديد من الجهات الحكومية هذه التكلفة؛ نظرًا لاهتمامهم بالصحة الجسدية فقط.
  5. افتقار العديد من المناطق الريفية إلى وجود أطباء متخصصين في الرعاية النفسية.
  6. الافتقار إلى وجود آلية لدعم الصحة النفسية لأسر ذوي الاحتياجات الخاصة.

معوقات دعم الصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

شاهد أيضًا: اضطراب عسر القراءة أو الديسليكسيا..هل سمعت عن هذا الاضطراب من قبل؟

لا ينبغي أن يقل الاهتمام بالصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة عن صحتهم الجسدية، وعلاج مشكلاتهم الصحية؛ لأن إهمال الجانب النفسي يعرض هؤلاء الأطفال لكثير من الاضطرابات النفسية التي تضيف عبئًا جديدًا عليهم، إلى جانب مشكلتهم الأساسية التي يعانون منها.

الأسئلة الشائعة عن الصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

  • كيف يمكن مراعاة الصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؟

    توفير الاستشارات النفسية والطبية لهم في جميع أنحاء البلاد.
    دعم الأهل والبيئة المحيطة بالنصائح والتجيهوالتوجيهاتة ليتمموا دورهم في دعم الطفل المصاب من الناحية النفسية.
    توفير الأنشطة الترفيهية والجادة لاحتواء هؤلاء الأطفال.
    تكثيف عدد المؤسسات المجانية والاستثمارية العاملة في مجال رعايتهم الطبية والنفسية.

  • ما هي المعوقات التي تحول دون دعم الصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

    المعوقات التي تحول حول دعم الصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة: النظرة الدونية والإهمال التي يتم معاملة هؤلاء الأطفال به، وعلو التكلفة المادية على الأهل لدوام الاستثمار في دور الرعاية المختصة بالتعامل معهم، وقلة عدد المؤسسات الخيرية المخصصة لهم، وافتقار المناطق الريفية لمثل تلك الخدمات.

  • ما هي بعض الاستراتيجيات التعليمية المختلفة التي يمكن استخدامها للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعليم؟

    استراتيجيات التعليم المختلفة للأطفال ذوي صعوبات التعلم تشمل التعلم المعدّل والتدريس التفاعلي وتوفير الدعم الإضافي واستخدام التكنولوجيا وتقديم المهام المتنوعة والتقييم الشامل والتعاون مع الأهل وإنشاء بيئة محفزة للتعلم.

  • كيف أحسن من نفسية الطفل؟

    يمكن تحسين نفسية الطفل من خلال:

    1- العناق.
    2- التشجيع والكلمات الإيجابية.
    3- إظهار مشاعر الحب له.
    4- اللعب معه.
    5- الاستماع إلى حديثه.
    6- تجنب العنف معه.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!

فيديوهات ذات صلة

مواضيع ذات صلة

مشاركة