العنف هو شكل من أشكال العدوان التي تشمل الاعتداء والاغتصاب والقتل وغيرها من الأمور التي تسبب الأذى والضرر للشخص المتعرض له، وهو سلوك مرافق للتطور الإنساني ونشأ معه منذ القدم.
يحارب المجتمع العدوانية ويعمل على الحد منه بمختلف الطرق، فيما يلي أسباب العنف الشائعة وآثاره المختلفة على الفرد والمجتمع.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
أسباب العنف
يحدث العنف بسبب عدم القدرة على التحكم بالمشاعر العاطفية، وهو وسيلة خاطئة للتعبير عن الحزن أو الإحباط والغضب، لكن في حالات أخرى يكون هذا السلوك الخاطىء للشخص بهدف التلاعب والتحكم بالأشخاص للحصول على ما يريده منهم، حيث لا يوجد عامل واحد مسؤول عن السلوك العنيف، بل هي مجموعة من العوامل، منها:
- اليأس: يلجأ بعض الأشخاص إلى هذا السلوك كوسيلة للانتقام، عندما يتعرضون للقمع أو التمييز ضدهم، أو في حالة معاناتهم من العزلة الاجتماعية والشعور بأنهم غير متحكمين في حياتهم.
- تأثير الأقران والوجود في مجموعة: عندما يكون الشخص ضمن جماعة يكون أكثر قابلية للقيام بأحداث عنف وهو ما يعرف بروح الغوغائية.
- الكراهية والغيرة: وهي من أهم الأسباب للعدوانية، فحادثة القتل الأولى في التاريخ الإنساني كانت قتل قابيل لأخيه هابيل بداعي الحسد والغيرة.
- تعاطي الكحول والمخدرات: الشخص الواقع تحت تأثير الكحول والمخدرات، يكون أكثر عرضة للعدوانية وذلك لعدم قدرته على السيطرة على مراكز التحكم في الدماغ.
- غياب القانون: تعزز أنظمة العدالة الضعيفة والمتراخية سلوكيات التعدي على الآخرين وممتلاكاتهم بسبب عدم وجود رادع قانوني لمنعه.
- عوامل وراثية وجينية: بعض الناس أكثر قابلية لممارسة السلوك العنيف في التعامل بسبب جيناتهم.
- عدم توازن مستويات الهرمونات: مثل ارتفاع مستوى هرمون التستسرون في الدماغ.
- الأمراض العقلية: مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، والاضطراب ثنائي القطب، واضطراب العناد الشارد (ODD)، واضطراب ما بعد الصدمة وغيرها.
- خصائص في الشخصية مثل عدم القدرة على التعاطف مع الآخرين، وانخفاض في قيمة الذات.
- عجز عن معالجة المعلومات بشكلها الحقيقي: مثل الميل إلى النظر إلى تصرفات الآخرين الطبيعية على أنها عدائية والرد عليها بالمثل.
- الإحساس بعدم الحصول على الاهتمام والاحترام من الآخرين: حيث يعتقد الشخص العنيف أن هذا السلوك العدواني تجاه الأشخاص طريقة فعالة لكسب احترامهم.
- الفقر: تشير دراسات عديدة إلى وجود علاقة بين الفقر والعنف، فالأشخاص المعرضين للحرمان والفقر أكثر قابلية للعدوانية مع الآخرين.
- الوصول السهل إلى الأسلحة: هذا الأمر ينتشر في بعض المجتمعات التي تكثر فيها الحروب أو العصبية القبلية والتي تشتهر بالتهريب أيضًا.
أسباب العنف عند الشباب على وجه الخصوص
يوجد مجموعة من العوامل بالإضافة إلى الأسباب السابقة التي تؤدي إلى العدوانية عند الشباب والمراهقين، منها:
تأثير الإعلام
يؤدي العرض المفرط للمشاهد العنيفة على وسائل الإعلام يما في ذلك جمبع أنواع الشاشات، التلفزيون والانترنت وألعاب الفيديو إلى التأثير على الأشخاص وخاصة المراهقين وجعلهم يتصرفون بعدوانية.
البيئة المحيطة
تلعب البيئة المحيطة دورًا كبيرًا في غرس العدوانية والسماح بها، خاصة في الأحياء والأماكن التي يضعف فيها القانون؛ مما يؤدي إلى جر الكثير من الشباب للعنف.
العنف الأسري وإساءة معاملة الأطفال
الأشخاص الذين يتعرضون أو يشاهدون العنف في المنزل أكثر عرضة للعدوانية في الكبر، كما يسبب العنف ضد الأطفال وما يتعرضون له من قسوة أو إهمال أو رفض في المنزل؛ إلى انتهاج هذا السلوك الخاطىء.
شاهد أيضًا: 10 أشياء يراقبها طفلك دون أن تعلمي
الأحداث الصادمة
تسبب الأحداث الصادمة مثل فقد شخص عزيز أو التعرض للإساءة؛ أن يقوم البعض بممارسة السلوك العنيف ضد الأشخاص كرد فعل على هذه الأحداث.
أضرار العنف
للعنف آثارًا سلبية على الأفراد المتعرضين له، وقد تكون أضرار فورية أو طويلة الأمد، فيما يلي بعض الأضرار النفسية والجسدية التي يسببها هذا السلوك على الضحية:
- تعاطي المخدرات والكحول.
- ضعف المهارات والأداء الاجتماعي.
- العزلة الاجتماعية والتهميش.
- الإصابات الفورية مثل الكسور والنزيف، والحالات الجسدية طويلة المدى مثل اضطرابات الجهاز الهضمي والجهاز العصبي والألم المزمن.
- انخفاض أو فقدان فرص المشاركة التعليمية أو الوظيفية والاجتماعية.
- أضرار عقلية ونفسية مثل، اضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب الشخصية الحدية، والاكتئاب والقلق، واضطرابات الشخصية والسلوك المتنوعة.
- قد يشعر ضحايا العنف بالخضوع وعدم القدرة على الابتعاد عن مصدر الاعتداء؛ مما يسبب لهم المزيد من الضرر والأذى.
- انخفاض الدخل والإنتاجية بسبب الغياب المتكرر عن العمل.
- الحرمان من التعليم والغياب عن المدرس بالنسبة للأطفال.
- ارتفاع النفقات على مستوى الفرد والأسرة وميزانيات القطاع العام على الخدمات الطبية والقضائية والاجتماعية.
- زيادة خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية، لأن ضحايا العنف يحاولون التكيف مع تجاربهم المؤلمة من خلال تبني سلوكيات خطيرة مثل استخدام التبغ والكحول والمخدرات، وكذلك الانخراط في الجنس غير الآمن.
- مشاكل الصحة الجنسية والإنجابية، يسبب العنف ضد النساء بالإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا مثل فيروس نقص المناعة البشرية، والعجز الجنسي، الحمل غير المرغوب فيه، والإجهاض غير الآمن.
- الموت أو أضرار جسيمة مثل التشوهات وخسارة أحد أعضاء الجسم.
الأضرار على الشخص العنيف
من يمارسون السلوك العدواني هم أكثر عرضة لخسارة وظائفهم وعائلاتهم؛ مما يسبب سوءً في الحالة المادية والاجتماعية لديهم، وخسارة سنوات من عمرهم في السجن، أو الإدمان أو الانخراط في الأعمال التخريبية.
أضرار العنف المنزلي
العنف المنزلي هو أحد أشكال العنف والذي يسبب آثارًا سلبية كبيرة خاصة على الأطفال والنساء، وهو يؤدي إلى تفكك الأسرة؛ مما ينعكس على المجتمع ككل، ومن هذه الأضرار:
أضرار جسدية
تشمل الكدمات في الوجه وحول العيون والرقبة، وآلام في الجسم وتعب مزمن، كذلك الإصابة بالكسور وأضرار عصبية مثل الرجفان والاهتزاز وضيق في التنفس.
أضرار نفسية
أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والكوابيس، والقلق الشديد، بالإضافة إلى الاكتئاب وتدني احترام الذات ومحاولات وأفكار انتحارية.
أضرار عاطفية وسلوكية
مثل اليأس، والشعور بعدم الاستحقاق والثقة، غياب الحافز والخوف من المستقبل، مشاكل في النوم والإصابة باضطراب الأكل القهري.
أضرار العنف ضد الأطفال
أضرار نفسية مثل الاكتئاب والقلق، والخوف والكذب المرضي، الاندفاع وقلة التعاطف، أو الغياب عن المدرسة والانخراط في الأعمال التخريبية.
طرق وحلول للحد من العنف
للحد من العنف في المجتمع لا بد من اتباع مجموعة من الخطوات المتكاملة على المستوى الفردي والأسري والمجتمعي، ومنها:
التوعية والتثقيف
- نشر ثقافة التسامح والحوار بدل العدوانية.
- إدخال برامج تعليمية تعزز قيم الاحترام والتعاون في المدارس والجامعات.
طرق الحد من العنف الأسري
- مراقبة سلوك الأطفال والمراهقين وتقديم الدعم النفسي لهم.
- تعليم الطفل وسائل الدفاع عن نفسه ضد العنف والتنمر.
- تربية الأبناء على الحوار وحل المشكلات دون لجوء للعنف.
القوانين والعدالة
- تطبيق القوانين بصرامة ضد أشكال العنف المختلفة (الأسري، والمدرسي، والمجتمعي).
- توفير حماية خاصة للفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال.
الدعم النفسي والاجتماعي
- توفير مراكز إرشاد نفسي لمساعدة الأفراد الذين يعانون من الغضب أو الصدمات.
- تقديم برامج إعادة تأهيل للمعتدين والضحايا.
شاهد أيضًا: العلاج المعرفي السلوكي للقلق واضطرابات ما بعد الصدمة
الإعلام والقدوة
- توجيه الإعلام لنشر قيم إيجابية بدلًا من المشاهد العنيفة.
- إبراز القدوات والشخصيات التي تدعو للتسامح والسلام.
معالجة الأسباب الجذرية
- تقليل الفقر والبطالة التي قد تدفع إلى السلوكيات العنيفة.
- محاربة المخدرات والكحول باعتبارها من مسببات السلوك العدائي.
شاهد أيضًا: مخاطر صادمة للعبة روبلوكس على الصحة النفسية للأطفال
يمكن أن يواجه الناجون من العنف آثارًا مستمرة وقاسية بعد تعرضهم للإساءة الجسدية أو العقلية أو العاطفية، فقد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يتكيف الناجي مع العيش في بيئة آمنة، خاصة إذا كانت ممارسات العنف ضده شديدة ولفترة زمنية طويلة.
للعنف أشكال عديدة وقد يحدث في جميع الأماكن بما في ذلك المنازل والمدارس وأماكن العمل وحتى في الشوارع والحدائق؛ لذلك لا بد من اتخاذ إجراءات للحد من ظاهرة العنف والقضاء عليها.