تعمل الهرمونات بنظام دقيق للغاية لتنظيم العمليات الأساسية في أجسادنا مثل عمليات الهضم والاستقلاب وتنظيم ضربات القلب وغيرها من العمليات الحيوية المختلفة، ومع ذلك توجد وظيفة أخرى مميزة للهرمونات، فبعض تلك الهرمونات يساعد على تعديل المزاج وزيادة الشعور بالسعادة، وهي تسمى هرمونات السعادة، فما هو هرمون السعادة؟ وكيف يمكن رفع معدله في الجسم؟ .
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
هرمونات السعادة
الهرمونات مواد كيميائية تفزرها غدد معينة في جسم الإنسان وتدعى بالغدد الصماء، تسمّى هذه الهرمونات أيضًا بالنواقل العصبية؛ إذ تنتقل هذه الهرمونات عبر مجرى الدم إلى مناطق مختلفة من جسم الإنسان وتساعد في الكثير من العمليات الحيوية.
يصنف تحت اسم هرمون السعادة عدّة هرمونات تعمل على تعديل الحالة المزاجية وزيادة المشاعر الإيجابية معًا وبطرق مختلفة عن بعضها البعض:
السيروتونين
يعتبر هرمون السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin) أحد أهم الهرمونات التي ترتبط بمفهوم السعادة، إذ يساعد سيرتونين في تعديل الحالة المزاجية والحالة العاطفية للأشخاص، كما أنه ينظم عادات النوم والاستيقاظ، بالإضافة إلى تدخّل هرمون السيرتونين في وظائف الذاكرة والقدرة على التعلّم والحفظ.
الأوكسيتوسين
يُصنّف هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) بكونه هرمون السعادة والحب، فهو يعزّر مشاعر الترابط والثقة والتعاطف في العلاقات بين الأشخاص، كما أنه أحد الهرمونات الضرورية التي تعزّر الروابط القوية بين الأم وطفلها.
الدوبامين
يُعرف هرمون السعادة الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine) بكونه هرمون المتعة، ويرتبط دوبامين هرمون السعادة بالجانب التحفيزي والمعرفي للإنسان، إذ يدخل الدوبامين في نظام المكافأة في الدماغ؛ أي ترتفع مستوياته في الجسم عند تحقيق إنجاز أو أداء مهمة ما؛ لذا فإنه يرتبط بأحاسيس ممتعة وتحفيزية لإنجاز المزيد من المهام.
الإندورفين
يُصنّف الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphins) كأحد النواقل العصبية المساعدة على تسكين الألم، كما يملك هرمون اندورفين دورًا مهمًا في تعزيز شعور المتعة؛ خاصّة بعض ممارسة بعض النشاطات مثل النشاطات الرياضية، إذ إنه يقلل من الإحساس بالألم أثناء ممارسة الأنشطة والعمل، ويزيد شعور المتعة، ممّا يحفز مواصلة العمل بالرغم من الشعور بالتعب أو الإجهاد.
هرمون السعادة والرياضة
يرتبط هرمون السعادة ارتباطًا وثيقًا بممارسة النشاطات الرياضية مثل الركض والسباحة وغيرها، ويعتبر الاندروفين هرمون السعادة أحد أهم الهرمونات المساعدة على تقليل الألم أثناء النشاط الرياضي وتعزيز الشعور بالمتعة.
كما يملك هرمون الدوبامين أيضًا دورًا في زيادة شعور المتعة بعد إنجاز التمرين الرياضي وبذلك يرتبط هذان الهرمونان في عملية تعزيز المشاعر الجيدة بعد القيام بالتمارين الرياضية المنتظمة.
كيف ترفع هرمون السعادة بطرق طبيعية؟
توجد العديد من الأنشطة التي يمكنك ممارستها، والأطعمة التي يمكنك تناول المزيد منها لعلاج هرمون السعادة أي لرفع معدله، ومن تلك الطرق المميزة المساعدة على تنشيط هرمون السعادة التالي:
- التعرّض لأشعة الشمس في الهواء الطلق: يمكن أن يزيد التعرّض لأشعة الشمس يوميًا مدة 10 دقائق إلى زيادة مستويات الإندورفين والسيروتونين في الجسم.
- ممارسة التمارين الرياضية: يمكن أن يساعد النشاط الرياضي المنتظم على زيادة مستويات عدّة هرمونات معًا، مثل الإندورفين وكذلك الدوبامين والسيروتونين ممّا يجعل التمرين الرياضي خيارًا ممتازًا لزيادة هرموناتك السعيدة.
- الضحك: يُقال أنّ الضحك أفضل دواء يمكنك أن تحصل عليه بالمجّان! ويساعد الضحك على تخفيف مشاعر القلق والتوتر وتحسين الحالة المزاجية المنخفضة عن طريق قدرته على رفع مستويات هرموني الإندورفين والدوبامين.
- تناول أطعمة تساعد على تحسين المزاج: يمكن لتناول بعض الأطعمة الصحيّة أن يساعد في تعديل حالتك المزاجية، وزيادة مستويات هرمونات السعادة، وتشمل بعض هذه الأطعمة الزبادي، والفاصولياء وفول الصويا، والبيض والجبنة، والشوكولا الداكنة، والأسماك مثل السلمون، واللحوم غير الدهنيّة.
- التأمل والاسترخاء: ربطت العديد من الدراسات دور ممارسة التأمل في زيادة إنتاج الدوبامين، كما يمكن أن يساعد التأمل في زيادة إنتاج الإندورفين في جسمك.
- النوم بعمق: يؤثر عدم حصولك على قسط كاف من النوم العميق في الليل على اختلال توازن الهرمونات في جسمك، خاصّة هرمون الدوبامين؛ لذلك احرص على تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ وتقليل تناول المشروبات الغنية بالكافيين قبل وقت النوم.
ما هي أعراض نقص هرمون السعادة؟
يتسبّب نقص هرمونات السعادة في جسمك في العديد من الاضطرابات النفسية والجسدية وقد تلاحظ العلامات التالية:
- الكآبة.
- القلق.
- التوتر.
- عدم الحصول على نوم كافٍ.
- الآلام الجسدية.
- تقلبّات المزاج.
- الإدمان.
- السلوكيات المندفعة والعدوان.
تشارك بعض هرمونات الجسم في عزف سيمفونية السعادة في جسدك، يرتفع هرمون السعادة بعد ممارسة بعض الأنشطة كالخروج مع الأصدقاء أو العناق أو تناول الأطعمة المعدّلة للمزاج وممارسة التمارين الرياضية؛ لذا احرص على جعل هذه الأمور روتينًا حاضرًا للقيام بها خلال يومك المزدحم بالأعمال.