يقوم الجسم بإفراز العديد من الهرمونات والنواقل العصبية، والتي تعمل على تنظيم العديد من الوظائف الفسيولوجية، وتوجد بعض الهرمونات التي تسمى بهرمونات السعادة، ويعتبر الإندروفين أحد أهم هذه الهرمونات.
فما هو الإندورفين؟ وما وظيفته في الجسم؟ وكيف يمكن زيادة نسبة الاندورفين في الجسم؟ تعرف على المزيد في هذا المقال.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هو الاندورفين؟
الاندورفينات (بالإنجليزية: Endorphins) هي هرمونات ونواقل عصبية يفرزها الجسم عندما يتعرض للتوتر أو عند الشعور بالألم، ويعمل الاندورفين على تقليل الشعور بالألم وتحسين المزاج بشكل كبير. يتم إفراز الاندورفينات بواسطة الغدة النخامية وغدة تحت المهاد بشكل رئيسي، لكن يمكن أن يتم إفرازه من أعضاء أخرى أيضًا.
يرتبط إفراز الإندورفينات بالعديد من النشاطات التي تعطي شعورًا بالمتعة، مثل المشاعر المرتبطة بالضحك، والحب، وممارسة العلاقة الحميمة. كما يمكن أن يرتبط إفراز الإندورفينات بتناول بعض الأطعمة، مما يفسر الشعور بتحسن المزاج عند تناول هذه الأطعمة.
من الجدير بالذكر أن مجموعة أدوية المورفينات تعمل بطريقة مشابهة لعمل الإندورفينات في الجسم، وتستخدم هذه الأدوية مؤقتًا لعلاج الآلام المبرحة، مثل آلام بعد العمليات الجراحية، قد قد تستخدم أيضًا لعلاج السعال المزمن، والإسهال. تعطي هذه الأدوية أيضًا الشعور بالنشوة. من الأدوية التي تنتمي لمجموعة المورفينات:
- أوكسيكودون.
- هيدروكودون.
- كودايين.
- المورفين.
- فينتانيل.
متى يفرز الاندورفين في الجسم؟
يتم إفراز الاندورفين الطبيعي في الجسم في حالة الشعور بالتوتر أو بالألم، إذ تعمل هذه النواقل العصبية كمسكنات ألم طبيعية، وتعمل على تحسين المزاج وإعطاء شعور جيد للمرء. على سبيل المثال يفرز الجسم الاندورفين في الحالات التي تسبب الألم الشديد مثل التواء الكاحل، أو في الحالات التي يشعر فيها المرء بالمتعة مثل ممارسة التمارين الرياضية، أو ممارسة العلاقة الجنسية.
فوائد الاندورفين للمزاج والصحة
يوفر الاندورفين هرمون السعادة العديد من الفوائد للصحة الجسدية والصحة العقلية، من أهم فوائده ما يلي:
- تقليل الألم والشعور بالانزعاج، وهو يلعب دورًا فعالًا في تقليل آلام الولادة الطبيعية.
- إعطاء الشعور بالنشوة والمتعة.
- تحسين أعراض الاكتئاب، والتوتر، والقلق.
- تقليل الالتهاب في الجسم.
- تحسين المزاج.
- تحسين الصورة الذاتية وزيادة الثقة بالنفس.
- المساعدة على التحكم بالشهية وفقدان الوزن.
أمراض مرتبطة بنقص الاندورفينات
من الممكن أن يقل إفراز الاندورفينات عن الطبيعي في الجسم، مما قد يسبب زيادة خطر الإصابة بالعديد من الاضطرابات. من أعراض نقص هرمون الاندروفين:
- الشعور بالآلام في الجسم.
- الاكتئاب والقلق.
- اضطراب المزاج.
- الإدمان.
- اضطرابات النوم.
- السلوكيات القهرية.
يذكر أنه توجد بعض الأمراض والاضطرابات الصحية التي تنتج عن نقص الاندورفينات في الجسم، من هذه الاضطرابات:
- الفيبروميالجيا: تسبب الفيبروميالجيا الألم المزمن في جميع أنحاء الجسم.
- الميل لإيذاء النفس: يلجأ بعض الأشخاص لإيذاء النفس للتعامل مع التوتر، إذ تسبب هذه السلوكيات إفراز الاندورفينات.
- إدمان ممارسة التمارين الرياضية: يدمن بعض الأشخاص ممارسة التمارين الرياضية للوصول إلى نشوة العدّاء (بالإنجليزية: Runner’s high)، مما يدفعهم لممارسة الرياضة لعدة ساعات يوميًا.
اقرأ أيضًا: 8 نصائح لحرق السعرات الحرارية بالمشي
طرق رفع مستويات الاندورفين
تساعد مستويات الاندورفين الطبيعية على تحسين صحة الجسم بشكل عام، كما أنها تعطي الشعور الجيد، وتحسن المزاج. لحسن الحظ، يمكن زيادة هرمون الإندورفين باتباع طرق سهلة، مثل:
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
من المعروف أنه يوجد ارتباط وثيق بين هرمون الإندروفين والرياضة، إذ إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام له تأثير إيجابي على أعراض الاكتئاب والقلق، إذ قد تساعد ممارسة التمارين الهوائية متوسطة إلى مرتفعة الشدة في زيادة إفراز العديد من هرمونات السعادة، مثل الإندورفين والدوبامين. من الأمثلة على التمارين متوسطة الشدة المشي السريع، أو قيادة الدراجة.
تناول بعض الأطعمة
قد تساعد بعض الأطعمة على تحسين المزاج بشكل كبير، من هذه الأطعمة الشوكولاته الداكنة التي تحتوي عل 70% من الكاكاو على الأقل، إذ تساعد على رفع مستويات الدوبامين والإندورفين. كما يمكن للأطعمة الحارة أن ترفع مستويات الإندورفينات.
الضحك
من الممكن أن يساعد الضحك على تحسين أعراض الاكتئاب والقلق، وتحسين جودة النوم، وذلك لفعاليته في زيادة إفراز الإندورفينات والعديد من المواد الكيميائية الأخرى في الجسم، مثل السيروتونين والدوبامين، ويقلل من مستويات هرمونات التوتر. يمكن مشاهدة برنامج أو مسلسل كوميدي، أو قضاء وقت ممتع مع الأصدقاء لزيادة إفراز الإندورفينات.
الاستماع للموسيقى
يساعد الاستماع للموسيقى على تحسين الصحة بشكل عام، إذ لا تقتصر الموسيقى على التسلية وحسب، بل تساعد على تخفيف الألم، وذلك بزيادة عتبة الألم عبر إفراز الإندورفينات في الجسم. من المثير للاهتمام أيضًا أن الاستماع للموسيقى يساعد المرء على ممارسة التمارين الرياضية لفترات أطول، ولذلك لفعاليته في تخفيف الألم الناتج عن التمرين.
العلاج بالوخز بالإبر
من المعروف أن الوخز بالإبر يساعد على تخفيف الألم وعلاج العديد من الاضطرابات، وعلى الرغم من أن سبب فعاليته في تقليل الألم غير معروف تمامًا، إلا أن وخز بالإبر الدقيقة يسبب إفراز العديد من المواد الكيميائية في الجسم، وذلك يتضمن الاندورفينات.
الخاتمة:
تلعب الإندورفينات دورًا هامًا في تحسين المزاج وتقليل أعراض الاكتئاب والقلق، كما أنها تساعد على تقليل الشعور بالألم وتعطي شعورًا جيدًا. ينصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والاستماع للموسيقى، وتناول الشوكولاته الداكنة لزيادة مستويات الإندورفين الطبيعي في الجسم.