يمكن أن يصيب الألم أي جزء من أجزاء جسم الإنسان بما في ذلك منطقة الظهر، حيث تعد هذه المنطقة من المناطق بالغة الأهمية لما لها من دور أساسي تقوم به. في الواقع بعتبر ألم أسفل الظهر من الآلام الشائعة للغاية، ومن الشائع أن يلجأ المصاب للطبيب للتغلب على هذا الألم. فما هو الم اسفل الظهر؟ وما هي أسباب هذا الألم؟ وما هي علاجاته؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هو الم اسفل الظهر؟
ألم أسفل الظهر (بالإنجليزية: Lower Back Pain) هو من الحالات المرضية شائعة الحدوث، حيث يعاني 4 من بين كل 5 أشخاص من ألم في أسفل الظهر في مرحلة من مراحل حياتهم، وقد يعود سبب الم اسفل الظهر إلى العديد من الاضطرابات المرضية المتعلقة بالعظام، أو العضلات، أو المفاصل، أو الأعضاء الداخلية الأخرى.
تعد آلام أسفل منطقة الظهر من الأسباب التي تؤدي إلى زيارة الطبيب بشكل كبير، وتتراوح بين الآلام الخفيفة والشديدة، كما أن هذه الآلام قد تجعل من الصعب في كثير من الأحيان ممارسة الأنشطة الحياتية بشكل طبيعي.
أسباب ألم أسفل الظهر
قد تسبب العديد من الاضطرابات المرضية أو الإصابات إلى الم الظهر من الاسفل، الذي قد يؤثر سلبًا على جودة الحياة وقد يصل إلى حد عدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية. بجميع الأحوال تتضمن اسباب الم اسفل الظهر ما يلي.
الشد العضلي
من الممكن أن تصاب العضلات والأربطة التي توجد في منطقة الظهر بالشد، أو يمكن أن تصاب بالتمزق نتيجة ممارسة أنشطة بدنية شاقة، أو النشاط الزائد، هذا يؤدي إلى الإصابة بألم أسفل منطقة الظهر، وتيبس فيها، بالإضافة إلى حدوث تقلصات عضلية.
إصابة أقراص الظهر
تعد الأقراص التي توجد في منطقة الظهر أكثر عرضة للإصابة، حيث تزداد احتمالية إصابة هذه الأقراص كلما تقدم الشخص في العمر، إذ يمكن أن يتمزق الجزء الخارجي من القرص أو ينفتق، مما يؤدي إلى حدوث ألم في أسفل الظهر.
الانزلاق الغضروفي
يحدث الانزلاق الغضروفي أو ما يعرف بالقرص الممزق أو المنزلق، حيث يندفع الغضروف المحيط بالقرص باتجاه جذور الأعصاب أو الحبل الشوكي، مما يؤدي إلى تمدد الوسائد الموجودة بين فقرات العمود الفقري خارج وضعها الطبيعي.
تضيق العمود الفقري
يمكن أن يحدث الم اسفل الظهر نتيجة حدوث تضيق في العمود الفقري، إذ إن حدوث تضيق في العمود الفقري يؤدي إلى الضغط على النخاع الشوكي، والأعصاب الشوكية، بالتالي حدوث ألم أسفل منطقة الظهر، كما يمكن أن يحدث تضيق العمود الفقري نتيجة تنكس الأقراص بين الفقرات، ذلك نتيجة ضغط الجذور العصبية، أو النخاع الشوكي من خلال النتوءات العظمية، أو الأنسجة الرخوة بما فيها الأقراص.
علاوة على ذلك يؤدي الضغط على الأعصاب إلى الإحساس بخدر، وتشنجات، والألم، كما يمكن أن تظهر هذه الأعراض في أي مكان من الجسم، حيث يلاحظ العديد من المصابين بتضيق في العمود الفقري أن الأعراض تزداد سوءً عند المشي أو الوقوف.
انحناء العمود الفقري
يمكن أن تؤدي انحناءات العمود الفقري غير الطبيعية بما فيها الحداب، والقعس، ومرض الجنف، إلى التسبب بألم في منطقة أسفل الظهر، كما يتم تشخيص هذه الحالات لأول مرة عند ولادة الشخص في الغالب خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة، كما يتسبب انحناء العمود الفقري بالألم والضغط على الأوتار، والعضلات، والأربطة، وتتضمن أسباب ألم منطقة أسفل الظهر ما يلي:
- الألم الليفي العضلي، الذي يعد من الآلام طويلة الأمد، حيث يؤدي إلى ألم في المفاصل، والعضلات، والأوتار.
- داء الفقار، الذي يعد من الاضطرابات التنكسية التي تؤدي إلى حدوث خلل في بنية العمود الفقري ووظيفته.
- التهاب المفاصل.
- أمراض بطانة الرحم.
- الحمل.
- أمراض الكلى والمثانة.
- تكيس المبايض.
- الأورام الليفية الرحمية.
- السرطان.
أسباب الم اسفل الظهر يمين
قد يصاب المرء بألم أسفل الظهر من الجهة اليمنى فقط، وقد يعود ذلك للأسباب التالية، إضافةً للأسباب المذكورة:
- التهابات الكلى.
- حصوات الكلى.
- مشاكل الكبد.
- التهاب الزائدة الدودية.
- التهاب الحويصلة الصفراوية.
- التهابات المسالك البولية.
أسباب الم اسفل الظهر يسار
من الممكن أيضًا أن يصيب الألم الجهة اليسرى فقط من أسفل الظهل، وقد يعود السبب إلى ما يلي:
- عرق النسا.
- التهاب المفصل العجزي الحرقفي.
- التهابات أو حصوات الكلى.
- التهاب البنكرياس.
- التهاب القولون التقرحي.
أسباب ألم أسفل الظهر عند النساء
تعاني النساء من الم اسفل الظهر لأسباب إضافية متعلقة بطبيعة جسمهن، وقد تتضمن آلام أسفل الظهر عند النساء ما يلي:
- متلازمة ما قبل الحيض الاكتئابي (بالإنجليزية: Premenstrual dysmorphic disorder).
- متلازمة ما قبل الطمث.
- بطانة الرحم المهاجرة (انتباذ بطانة الرحم).
- الحمل.
اقرأ أيضًا: أسباب الم اسفل الظهر للحامل وكيفية علاجه
تشخيص ألم أسفل الظهر
في بداية الأمر يجري الطبيب فحصًا بدنيًا للشخص لتقييم قدرته على الجلوس، والمشي، والوقوف، كما يطرح الطبيب بعض الأسئلة على الشخص لمعرفة كيفية تعامله مع الأعراض التي تظهر، حيث تفيد هذه التقييمات في تحديد مصدر الألم، وما إذا كان الشخص مصابًا بالتقلصات العضلية أم لا، بالإضافة إلى استبعاد الحالات المرضية الأخرى. قد يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات التالية لتشخيص الم اسفل الظهر:
فحوصات التصوير
يجري الطبيب تصويرًا بالأشعة السينية التي توضح اتساق العظام في الجسم، كما أنها تحدد ما إذا كان الشخص مصابًا بالتهاب المفاصل أو كسر في العظام، مع ذلك فإن التصوير بالأشعة السينية وحده لا يوضح جميع المشاكل التي توجد في العمود الفقري، أو العضلات أو الأعصاب.
بالإضافة إلى ذلك يجري الطبيب التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي المحوسب، ذلك بهدف إظهار صور واضحة لمشاكل العظام أو الأنسجة، أو انفتاق الأقراص، أو مشاكل الأعصاب والأنسجة الضامة والأوعية الدموية.
تحليل الدم
قد تستدعي بعض حالات الم أسفل الظهر إلى خضوع الشخص إلى تحليل الدم، ذلك لأن تحليل الدم يكشف عن الإصابة بعدوى أو حالة مرضية أخرى تؤدي إلى حدوث ألم في أسفل الظهر.
فحص العظام
في بعض الحالات النادرة قد يلجأ الطبيب إلى إجراء فحص للعظام، ذلك بهدف التحقق من أورام العظام، أو الكسور الانضغاطية التي تسببها هشاشة العظام.
الفحوصات العصبية
تتضمن الفحوصات العصبية تخطيط كهربائية العضل، الذي يقيس النبضات الكهربائية التي يتم إصدارها من الأعصاب، واستجابات العضلات، كما تكمن أهمية الفحوصات العصبية في كونها تؤكد وجود ضغط عصبي ناتج عن انفتاق القرص، أو تضيق في القناة الشوكية.
علاج الم أسفل الظهر
في الغالب يزول الم اسفل الظهر خلال عدة أشهر عند القيام ببعض التدابير المنزلية، مع ذلك فإن الألم يختلف من شخص لآخر، عدا عن كون ألم الظهر من الحالات المرضية المعقدة التي قد تستمر لفترات طويلة. بجميع الأحوال تتضمن علاجات أسفل الظهر الآتي:
العلاجات الدوائية
يعتمد نوع العلاجات الدوائية التي يصفها الطبيب على نوع ألم الظهر لدى المصاب، حيث تتضمن العلاجات الدوائية ما يلي:
- الأدوية المسكنة والمرخية: من الممكن أن يصف الطبيب الأدوية المسكنة للألم التي تباع دون وصفة طبية، بالتحديد من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بما فيها أدوية الأيبوبروفين، وأدوية نابروكسين الصوديوم التي تخفف من الألم بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك قد يصف الطبيب بعض الأدوية عندما لا تتحسن حالة المريض، إلا أن هذه الأدوية قد تسبب بعض الآثار الجانبية بما فيها النعاس والدوخة.
- الأدوية الموضعية: تتضمن الأدوية العلاجية لألم أسفل الظهر الأدوية المسكنة للألم الموضعية، التي تكون على شكل كريمات، ومراهم، ولصقات جلدية.
- مضادات الاكتئاب: يشار إلى أن بعض أنواع مضادات الاكتئاب بالتحديد دواء دلوكستين، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة بما فيها أدوية الأميربتالين، قد تساعد في الم اسفل الظهر الناتج عن بعض الحالات المرضية، مثل الفيبروميالجيا.
العلاجات الجراحية
من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى العلاجات الجراحية لعلاج الم اسفل الظهر، بالإضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى التي تتضمن الآتي:
- حقن الكورتيزون: عندما لا تجدي العلاجات الدوائية المسكنة للألم، أو عندما ينتشر الألم إلى الساق، فإنّ الطبيب يلجأ إلى حقن الكورتيزون الذي يعد من الأدوية القوية المضادة للالتهاب، بالإضافة إلى ذلك تقلل حقن الكورتيزون من الألم لمدة شهر أو شهرين.
- بضع العصب: تتضمن علاجات الم اسفل الظهر من خلال بضع العصب بالترددات الراديوية، حيث يتم إدخال إبرة دقيقة من خلال الجلد بحيث يكون طرفها قريبًا بشكل كبير من المنطقة المصابة بالألم، بعد ذلك يتم تمرير موجات راديو من خلال الإبرة لإتلاف الأعصاب القريبة.
- الجراحة: عندما يكون الألم متواصلاً ومتكررًا سواءً في منطقة الظهر أو الساقين، أو عند حدوث ضعف في العضلات نتيجة الضغط على الأعصاب، فإن الطبيب يلجأ إلى الجراحة، حيث يتم تخصيص هذه الجراحات لعلاج الألم الناتج عن الإصابات الهيكلية بما فيها وجود تضيق في القناة الشوكية، أو انفتاق القرص الفقري.
العلاج الطبيعي
من الممكن أن يعلم أخصائي العلاج الطبيعي بعض أنواع التدريبات التي تزيد من مرونة الجسم، كما تفيد في تقوية العضلات بالتحديد عضلات منطقة الظهر والبطن، بالإضافة إلى تحسين المظهر الخارجي للجسم. علاوة على ذلك يفيد العلاج الطبيعي للظهر في الحد من الإصابة بالألم مرة أخرى، كما يمكن أن يلجأ بعض الأشخاص إلى العلاج بالإبر الصينية لآلام الظهر.
اقرأ أيضًا: 7 من مشاكل العظام تنتج من الإفراط في استخدام اللابتوب والموبايل
الخاتمة:
قد يعود الم اسفل الظهر إلى العديد من الأسباب، مثل الشد العضلي، او انزلاق الغضروف. لا بد من التأكيد على مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض يشير إلى وجود إصابة في منطقة أسفل الظهر، ذلك لإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة العوامل المسببة لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة.