الاستيقاظ بمزاج سيء هو تجربة يمر بها الكثير منا. لا نرغب بالنهوض من السرير ونتمنى العودة إلى النوم مرة أخرى بدلاً من مواجهة الحياة والأشغال التي فيها. هذا الأمر يؤثر على إنتاجيتنا وسلوكنا خلال النهار، مما يجعل من الضروري معرفة الأسباب وراء هذا المزاج السيء وكيفية التعامل معه بشكل صحيح. تعرف في هذا المقال على أهم أسباب الاستيقاظ بمزاج سيء وطرق التغلب عليه.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
أعراض الاستيقاظ بمزاج سيء
تختلف علامات الاستيقاظ بمزاج سيء من شخص إلى آخر، ومن يوم إلى آخر، ولكن تتمثل أبرز هذه المظاهر فيما يلي: [1] [2]
- عدم امتلاك الطاقة لبدء يوم.
- الشعور بالإنزعاج والإحباط.
- صعوبة في الاستيقاظ والنهوض من السرير في الصباح.
- صعوبة أداء المهام البسيطة، مثل الاستحمام أو إعداد القهوة.
- نقص الانتباه أو نقص التركيز.
- نقص الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة سابقاً
- الشعور بالفراغ.
- تغييرات في الشهية (عادةً تناول المزيد أو أقل من المعتاد).
- النوم المفرط (النوم لفترة أطول من المعتاد).
اقرأ أيضًا: ما هي المراحل الخمس للحزن وكيف يمكن التغلب عليها
أسباب الاستيقاظ بمزاج سيء
هنالك العديد من الأسباب التي تؤثر في هذا المزاج الصباحي، مع اختلافها من شخص إلى آخر، ومن أهمها:
إيقاع الساعة البيولوجية
يعمل جسم الإنسان وفق إيقاع ساعة بيولوجية (بالإنجليزية: Circadian rhythm) على مدار اليوم، فسطوع ضوء الشمس يسبب إفراز هرمون الكورتيزول الذي يمنحنا نشاط لبدء النهار، وفي الليل يتحفز إفراز هرمون الميلاتونين الذي يخبرنا أن وقت الراحة والنوم قد حان.
لذا قد يكون المزاج السيء في الصباح ناتجًا عن خلل في إيقاع هذه الساعة، مما يؤدي إلى فوضى في إفراز الهرمونات ومن ثم خلل في تعامل الجسم معها، بالإضافة إلى أن مستوى الإنترلوكين-6 (بالإنجليزية: Interleukin-6) قد يكون مرتفعًا، وهو أحد علامات أو مؤشرات الالتهاب، والذي قد يتسبب بإخلال إيقاع الساعة البيولوجية. [2] [3]
قلة النوم وانخفاض جودته
أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بمزاج سيء عند الاستيقاظ هو قلة النوم أو انخفاض جودته. فالنوم الجيد ضروري لاستعادة الطاقة وتجديد النشاط. عندما لا يحصل الجسم على الكمية الكافية من النوم أو عندما يكون النوم متقطعًا، فإن ذلك يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق عند الاستيقاظ. [1] [3]
الضغوط النفسية
قد يعود سبب الاستيقاظ بمزاج سيء إلى الضغوط النفسية والتوتر، فهي من العوامل الرئيسية التي تؤثر على المزاج، وقد تتراكم الأفكار السلبية والمشاكل اليومية وتؤدي إلى الشعور بالقلق والاكتئاب. عندما يستيقظ الشخص وهو يحمل هذه الضغوط، فإنه غالبًا ما يشعر بالإنزعاج وعدم الرغبة في بدء اليوم. [1] [3]
كيفية التغلب على الاستيقاظ بمزاج سيء
يمكن لتغيير بعض الأمور الصغيرة في نظام النوم أن يساعد على التغلب على اضطراب المزاج عند الاستيقاظ، وهي عادات بسيطة التطبيق يمكن اتباعها بسهولة، مثل: [2] [3]
- الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم.
- تناول الوجبات في أوقات منتظمة.
- الامتناع عن أخذ قيلولات طويلة.
- إنشاء بيئة تعزز النوم ومريحة عند الاستيقاظ (غرفة مرتبة مظلمة هادئة).
- تجنب المواد التي يمكن أن تمنع النوم الجيد، مثل الكافيين والتبغ.
- ممارسة الرياضة بانتظام (لكن تجنب التمارين الشاقة لمدة 4 ساعات على الأقل قبل موعد النوم).
- تناول أطعمة تساعد على التغلب على الاطتئاب وتحسن المزاج.
علاج الاستيقاظ بمزاج سيء
يعتبر الاستيقاظ بمزاج سيء أحد الاضطرابات النفسية، ويسمى أيضًا بالاكتئاب الصباحي. من الممكن أن يكون هذا الاضطراب شديدًا في بعض الحالات ويتطلب علاجً طبيًا متخصصًا في حال لم تنفع التغييرات على نمط الحياة وجدول النوم. نذكر تاليًا بعض الطرق الطبية لعلاج الاكتئاب الصباحي.
العلاج النفسي
يتضمن العلاج النفسي أو العلاج بالكلام (بالإنجليزية: Talk therapy) العديد من الطرق الفعالة التي تساعد على تقليل أعراض الاستيقاظ بمزاج سيء، وتحسين قدرة المصاب على التغلب على هذه الأعراض. من هذه الطرق العلاج السلوكي المعرفي. [2] [3]
العلاج بالأدوية
لا يستجيب مصابوة الاكتئاب الصباحي للعلاج بأدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، التي تستعمل عادةً لعلاج الاكتئاب، لكنهم قد يستجيبون للعلاج بأدوية مثبطات استرداد السيروتونين والنورإبنفرين (بالإنجليزية: Serotonin–norepinephrine reuptake inhibitors)، مثل فينلافاكسين، ودولوكستين. [2] [3]
العلاج الضوئي
يعتمد العلاج الضوئي أو العلاج بالضوء على تعريض المريض لضوء ساطع لتغيير كيميائية الدماغ، والهرمونات والنواقل العصبية التي يفرزها، مما يساعد على تحسين المزاج. يستخد العلاج الضوئي عادةً لعلاج الاكتئاب الموسيمي، لكنه قد يفيد أيضًا في التغلب على المزاج السيء عند الاستيقاظ. [2] [3]
العلاج بالصدمات الكهربائية
يتم اللجوء للعلاج بالصدمات الكهربائية في حال كانت أعراض الاكتئاب الصباحي شديدة ومقاومة لطرق العلاج السابق ذكرها، وعادةً ما يناقش الطبيب هذا الخيار مع المريض قبل إجرائه. يتم تخدير المريض تخديرًا كاملًا أثناء العلاج بالصدمات الكهربائية، ويتم إرسال العديد من الإشارات الكهربائية إلى الدماغ لتحفيز إفراز بعض النواقل العصبية، وتحقيق أفضل النتائج بأقل الأضرار المحتملة.
يذكر أن كل إجراء علاجي يمتلك فوائد ومخاطر، وذلك ينطبق على العلاج بالصدمات الكهربائية، إذ قد يسبب هذا الإجراء العديد من الأعراض الجانبية بعد الاستيقاظ من التخدير، مثل التشوش الذهني، والصداع، والغثيان، لكن هذه الأعراض تزول بعد فترة وجيزة. من الممكن أن تزيد الصدمات الكهربائية خطر الإصابة باضطراب نظم القلب. [2] [3]
الخاتمة:
يمكن أن يكون الاستيقاظ صباحًا بمزاج سيء نتيجة لمجموعة متنوعة من العوامل. لكن من خلال فهم هذه الأسباب وتطبيق بعض الاستراتيجيات الفعالة، يمكن للأفراد تحسين مزاجهم عند الاستيقاظ وبدء يومهم بشكل إيجابي. تذكر أن كل يوم هو فرصة جديدة للتغيير والتحسين، وأن اتخاذ خطوات صغيرة نحو تحسين نمط حياتك يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية كبيرة على المدى الطويل.