التوحد عند البالغين: سماته وطرق تشخيصه

يصادف اليوم العالمي للتوحد اليوم الثامن عشر من شهر أبريل أو نيسان، ويتم التركيز في هذا اليوم على التوعية بأعراض التوحد وطرق التعامل مع المصابين به. لكن، يمكن أن يتواجد بعض الأشخاص الذين لم يتم تشخيصهم منذ الطفولة، وبذلك يصل المرء لمرحلة البلوغ وما بعدها وهو يعاني من التوحد غير المكتشف في الطفولة. تسمى هذه الحالة باضطراب التوحد عند البالغين، والتي قد تظهر علاماتها بشكل واضح عند المصاب به. تعرف في هذا المقال على أعراض التوحد عند الكبار وعلاماته، كيفية تشخيصه والتعامل معه.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا

ما هو التوحد عند البالغين؟ 

اضطراب طيف التوحد عند الكبار (بالإنجليزية: Autism in adults) هو اضطراب يؤثر على طريقة تفكير ومشاعر المصاب، والتي عادةً ما تكون مختلفة لديه عن الأشخاص الطبيعيين. يسمى هذا النوع أيضًا بالتوحد الوظيفي العالي. قد يلاحظ المصاب اختلافًا في سلوكه وأنماط تفكيره، خاصةً فيما يتعلق بلغة الجسد، والمهارات الاجتماعية، والاهتمامات، والتفضيلا بشكل عام، على الرغم من أنه لم يتلقى تشخصيًا طبيًا منذ الطفولة لمرض التوحد.

قد يكون تلقي تشخيص التوحد في سن البلوغ مسببًا للتوتر الشديد، فقد يعاني المصاب من القلق أو النكران لهذا الواقع، من ناحية أخرى ممن الممكن أو يوفر التشخيص بعض الراحة، وذلك بسبب تحديد المشكلة ومعرفة كيفية التعامل معها لاحقًا.

اقرأ أيضًا: ما العلاقة بين اللقاحات والتوحد؟

أعراض التوحد عند البالغين

قد تتضمن علامات التوحد غير المشخصة مشاكل عديدة مثل صعوبات التواصل الاجتماعي وعدم التأقلم مع التغيير. نذكر فيما يلي أهم هذه العلامات.

صعوبات التواصل الاجتماعي

قد يجد المصاب بالتوحد صعوبة في التواصل الاجتماعي مع الآخرين، كما يجب صعوبة في فهم مشاعرهم. قد تتضمن الصعوبات الاجتماعية عند المصابين بالتوحد ما يلي:

• صعوبة إجراء محادثة.
• صعوبة إنشاء صداقات والحفاظ عليها.
• عدم الشعور بالراحة أثناء التواصل البصري.
• صعوبة فهم السخرية أو العبارات المجازية.
• عدم تلحين الكلام عند التحدث.
• صعوبة فهم تعابير الوجه أو لغة الجسد.
• صعوبة قراءة مشاعر الآخرين.
• صعوبة السيطرة على المشاعر والتعامل معها.
• القلق الاجتماعي.

الاهتمامات والنشاطات المحددة

تتمركز حياة البالغ المصاب بالتوحد حول اهتمامات ونشاطات محددة يوليها تركيزه الكامل، وقد يتحدث عن اهتماماته لوقت طويل للغاية وبشكل متكرر. تتذمن السمات ما يلي:

• الاهتمام بمواضيع محددة فقط دون غيرها.
• تفضيل النشاطات التي يمكن القيام بها دون الحاجة لأشخاص آخرين.
• امتلاك قدرات خاصة في بعض الحقول، مثل الرياضيات.
• التميز في بعض النشاطات، مثل الرياضيات، أو الفنون، أو العلوم، أو الموسيقى.
• القدرة العالية على التعلم بصريًا وسماعيًا.
• القدرة على تعلم الأشياء بالتفاصيل الدقيقة.
• القدرة على تذكر المعلومات لوقت طويل للغاية.

السلوكيات المتكررة أو الصارمة

قد تتضمن سمات التوحد عند الراشدين عدم مرونة التفكير أو السلوكيات، مما يدفعهم لممارسة بعض الأفعال مرارًا وتكرارًا، مثل:

• إصدار الأصوات بشكل لاإرادي، مثل تنظيف الحلق بشكل متكرر.
• اتباع روتين يومي معين وعدم التأقلم مع التغيير بسهولة.
• الحاجة الملحة لترتيب الأشياء بنظام معين.

الاستجابة للمؤثرات الحسية

عادةً ما يعاني المصاب البالغ بالتوحد من فرط الحساسية للمؤشرات الحسية مثل الأصوات أو الروائح التي لا تزعج الأشخاص الآخرين.

أعراض التوحد عند البالغين الإناث

قد تختلف أعراض التوحد بين الجنسين، إذ ظهر أن الإناث يتأقلمن مع المرض بشكل أفضل في المواقف الاجتماعية من الرجال، وأنهن قادرات على تطوير مهارات التواصل لديهن وإخفاء الأعراض، وذلك يعني أنهن يعملن على تغيير السلوك ليتلاءم مع المواقف الاجتماعية.

قد تتمكن الإناث أيضًا من تطوير مهارات الحياة والتواصل، والعيش بطريقة مستقلة وطبيعية، مما يجعل التشخيص صعبًا. كما تكون الإناث المصابات بالتوحد أهدأ، وأقل ميلًا لممارسة السلوكيات المتكررة، وإخفاء المشاعر.

اقرأ أيضًا: يوم التوحد العالمي 2 إبريل..دليلك الشامل حول طيف التوحد

تشخيص التوحد عند البالغين

قد يكون تشخيص التوحد عند الكبار صعبًا في بعض الأحيان، ويعود ذلك للعديد من الأسباب، إذ يطور المصاب العديد من الطرق للتأقلم من الأعراض أو إخفائها، أو قد لا يتجرأ على اللجوء للطبيب للحصول على تشخيص مناسب. أيضًا، تكون الأعراض عند البالغين أخف، مما يصعب اكتشافها من قبل الطبيب.

عمومًا يشبه اختبار التوحد للبالغين ، والانتباه للمشاكل التي قد يعانون منها مثل مشاكل التواصل الاجتماعي، والسلوكيات المتكررة، ومشاكل فرط الحساسية للمؤثرات الحسية.

التعايش مع التوحد عند البالغين

يمكن القيام بالعديد من الأمور التي تساعد على التعايش مع أعراض التوحد وتحسين مهارات التواصل، من هذه الأمور:

• الأخذ بعين الاعتبار إعلام المحبين والمحيطين بالإصابة بالتوحد.
• ملاحظة الأمور والمحفزات الحسية التي تسبب فرط الحساسية والانزعاج، وذلك لتسهيل التعامل معها.
• التواصل مع أشخاص آخرين مصابين بالاضطراب، إذ تساعد هذه الخطوة على دعم البالغين المصابين بالتوحد.
• التحكم بالقلق والاكتئاب، وذلك بممارسة الرياضة والتواصل مع شخص مقرب، وممارسة تمارني الاسترخاء.
• تنظيم الحياة بشكل أفضل، وذلك باستخدام قوائك أو أجندات يومية.

الخاتمة:

قد يصعب تشخيص التوحد عند البالغين للعديد من الأسباب، مثل قدرتهم على إخفاء مشاعرهم أو الأعراض التي يعانون منها، إضافةص إلى قدرة بعضهم على تطوير مهارات تساعدهم على تجاوز صعوبات التواصل الاجتماعي والانخراط في المجتمع. لكن قد يسبب الاضطراب العديد من المشاكل للمصاب، وقد يساعده التشخيص على تخطي هذه المشاكل بطريقة أفضل.