من الممكن أن يستفيد المرضى المصابون بداء باركنسون من علاج ثوري جديد يتضمن زراعة الخلايا الجذعية، والذي تمت دراسة مدى أمانه على المرضى في دراستين صغيرتين تم نشرهما مؤخرًا. يسبب داء باركنسون العديد من الأعراض المزعجة نتيجة تلف الأعصاب الدوبامينية، والذي يسبب نقص مستويات الدوبامين. تعرف في هذا المقال على دور الخلايا الجذعية لعلاج باركنسون والنتائج التي توصلت إليها الدراستان.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
دور الخلايا الجذعية لعلاج باركنسون
كانت الدراسات تجرى حول تأثير الخلايا الجذعية في السيطرة على أعراض داء باركنسون وعلاجه، وظهر أن الخلايا الجذعية تساعد على استعادة الأعصاب الدوبامينية التالفة لدى المرضى، مما قد يمنع تدهور حالتهم أو استعادة الوظائف الطبيعية لأجسادهم. يسبب باركنسون العديد من الصعوبات الحركية مثل الرعشة، والتي كان يعتقد أن الخلايا الجذعية قد تساعد في السيطرة عليها أو تعالجها بشكل كامل.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة: فرط النعاس عند كبار السن علامة على الإصابة بالخرف
الدراسات التي تم نشرها حديثًا
تم نشر دراستين صغيرتين ركزتا على مدى أمان الخلايا الجذعية لعلاج باركنسون، وقد لاحظ فريقا البحث أن زراعة الخلايا الجذعية في دماغ المريض ساعد على تحفيز إنتاج الدوبامين، مما قلل من الرعشة بشكل كبير. يذكر أن الخلايا الجذعية هي خلايا غير ناضجة وغير متمايزة، والتي تنمو لتتمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا، مثل الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين.
تضمنت إحدى الدراسات 12 مريضًا بداء باركنسون في الولايات المتحدة وكندا، تم إعطاؤهم إما جرعات قليلة أو عالية من الخلايا الجذعية، وقد تم استخراج هذه الخلايا من الخلايا الجذعية الجنينية، وقام العلماء بتوجيهها لتتمايز إلى خلايا عصبية منتجة لهرمون الدوبامين. تم حقن الخلايا في جزء معين في كل طرف من طرفي الدماغ، ويتحكم هذا الجزء في الحركة.
تم تصوير الدماغ بالتصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني بعد مرور 18 شهرًا، وقد أظهرت الصور أن الخلايا الجذعية تفرز الدوبامين. يذكر أن المجموعة التي أعطيت جرعة عالية استفادت أكثر من المجموعة التي أعطيت جرعة قليلة.
أجريت الدراسة الثانية في اليابان على 7 مرضى بداء باركنسون، وثم حقن الخلايا الجذعية أيضًا في طرفي الدماغ اللذان يتحكمان بالحركة، ولم يظهر أي مريض من الدراستين أية أعراض جانبية خطيرة.
اقرأ أيضًا: هل توجد علاقة بين بكتيريا الأمعاء وباركنسون؟
الخاتمة:
أظهرت الدراستان الصغيرتان اللتان تم إجراؤهما على مدى أمان الخلايا الجذعية لعلاج باركنسون أن هذا العلاج فعال وآمن، ولم يسبب أية أعراض جانبية خطيرة لدى المرضى الذين شاركوا في الدراستين. لكن يذكر أن الدراستان صغيرتان للغاية، ويتطلب الأمر إجراء المزيد من الأبحاث حول فعالية هذا العلاج وأمانه قبل الموافقة عليه من قبل منظمة الغذاء والدواء. على الرغم من ذلك، يعتبر هذا الإنجاز تقدمًا مذهلًا في مجال علاج داء باركنسون.