متلازمة القلب المكسور: أضرار مرعبة للحزن على قلبك

قد يمر أي شخص بأحداث محزنة تؤثر على الصحة النفسية بشكل كبير، لكن في بعض الأحيان قد يؤثر الحزن الشديد على عضلة القلب ويسبب أضرارًا جسدية حقيقية. تسمى هذه الحالة بمتلازمة القلب المنكسر، والتي قد تسبب أعراضًا تتطلب الرعاية الطبية. إليك في هذا المقال كل ما تود معرفته حول متلازمة القلب المكسور.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا

ما هي متلازمة القلب المكسور؟ 

متلازمة القلب المنكسر (بالإنجليزية: Broken Heart Syndrome) هي اعتلال وضعف في عضلة القلب ناتج عن التعرض لتوتر عاطفي أو جسدي عالي، وتسمى أيضًا باعتلال تاكوتسوبو، أو اعتلال عضلة القلب الإجهادي. تصاب بعض عضلات القلب بالضعف الشديد في هذه الحالة، مما يعطل عمل العضلات المصابة ويدفع عضلات القلب الأخرى السليمة للعمل أكثر.

تسبب عضلات القلب المصابة تعطل عملية ضخ الدم إلى الجسم، مما يؤثر على أعضاء الجسم الأخرى بشكل كبير وقد يسبب لها الضرر، إذ تعتمد خلايا الجسم جميعها على الأكسجين الذي يحمله الدم إليها بانتظام.

اقرأ أيضًا: توترك مش طبيعي؟ الكورتيزول قد يكون السبب!

أسباب متلازمة القلب المكسور

لم يضع العلماء أيديهم على السبب الرئيسي لاعتلال القلب الإجهادي بعد، أي يعتبر السبب غير معروف بشكل كامل، لكن يعتقد أن الأحداث الصادمة والمحزنة بشدة مثل الطلاق، أو الحوادث، أو خسارة الوظيفة قد تسببها. يفرز الجسم هرمونات التوتر عند التعرض لتوتر جسدي أو عاطفي عالي، وقد تتعارض هذه الهرمونات مع عمل القلب مؤقتًا.

عادةً ما يستطيع المصابون تحديد السبب الذي أدى إلى أصابتهم بالتوتر الحاد، لكن توجد حالات قليلة لم تستطع تحديد السبب الذي أدى إلى توترهم، وإصابتهم بمتلازمة القلب المنكسر في نهاية المطاف.

من محفزات التوتر العاطفية التي قد تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة القلب المكسور:

• الحداد على وفاة شخص مقرب، أو خسارة عاطفية كبيرة مثل خسارة المنزل، أو النقود، أو الحيوان الأليف.
• تلقي الأخبار المفرحة، مثل الحفلات المفاجئة أو ربح اليانصيب.
• تلقي الأخبار السيئة.
• الأحداث الصادمة، مثل التعرض للحوادث أو الكوارث الطبيعية مثل الزلازل.
• الخوف الشديد، الذي ينتج عن العديد من الأحداث مثل التحدث أمام جمهور أو التعرض لسطو مسلح.
• الغضب الشديد.

أيضًا، توجد محفزات جسدية للتوتر والتي تؤدي إلى إصابة المرء باعتلال عضلة القلب الإجهادي، مثل:

• الألم الشديد.
• القيام بنشاط بدني مجهد للغاية.
• المشاكل الصحية، مثل الإصابة بنوبة ربو، أو صعوبة التنفس، أو سكتة دماغية، أو حمى شديدة، أو انخفاض حاد في مستوى السكر في الدم، أو خسارة كمية كبيرة من الدم، أو الخضوع لجراحة.

اقرأ أيضًا: لماذا تحدث النوبات القلبية أكثر في يوم الإثنين؟

عوامل خطر الإصابة بالقلب المكسور

يوجد بعض الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالقلب المنكسر، وذلك حسب عوامل الخطر التالية:

• النساء، إذ تعتبر الإناث أكثر عرضة للإصابة من الذكور.
• العمر، ويزيد الخطر تحديدًا بعد سن الخمسين.
• الإصابة بنوبات تشنجية أو سكتة دماغية.
• الإصابة باضطراب عقلي أو نفسي، مثل اضطراب القلق العام أو الاكتئاب.

أعراض متلازمة القلب المكسور

تتضمن معظم الأعراض ألمًا حادًا في الصدر وصعوبة التنفس، ويذكر أن النساء أكثر عرضة للإصابة بألم الصدر نتيجة زيادة إفراز هرمونات التوتر في الجسم. قد تتشابه الأعراض مع أعراض النوبة القلبية، لذا ينصح بطلب الرعاية الطبية فور الشعور بهذه الأعراض:

• الدوخة.
• التعرق.
• الإغماء.
• عدم انتظام ضربات القلب.
• انخفاض ضغط الدم.

الفرق بين متلازمة القلب المكسور والنوبة القلبية

قد لا يتمكن المصاب من معرفة الفرق، لأن أعراض الحالتين متشابهة إلى حد كبير. يمكن الفرق بين الجلطة القلبية ومتلازمة القلب المنكسر، في أن الحالة الثانية ليست ناتجة عن انسداد شرايين القلب كالحالة الأولى، ويمكن للضرر الناتج عنها عن يشفى بشكل كامل وبسرعة. من الفروقات الأخرى التي تميز القلب المنكسر:

• تحاليل الدم: إذ لا تظهر علامات تضرر عضلة القلب في فحوصات الدم في حالة القلب المكسور.
• صورة الشرايين التاجية: لا يظهر أي انسداد في الشرايين التاجية في صور الأشعة.
• ظهور حركة غير طبيعية في البطين الأيسر في الفحوصات.
• التماثل للشفاء بسرعة، خلال أيام أو أسابيع قليلة، مقارنةً بالجلطة القلبية التي تستغرق وقتًا أطول.

اقرأ أيضًا: ما هي العادات اليومية لتجنب الأزمة القلبية؟

مضاعفات متلازمة القلب المكسور

تعتبر مضاعفات متلازمة القلب المنكسر نادرة، لكنها قد تكون خطيرة. تتضمن المضاعفات:

• الوذمة الرئوية (تراكم سوائل في الرئة).
• تمزق البطين الأيسر في القلب.
• انسداد مجرى الدم في البطين الأيسر.
• فشل عضلة القلب.
• جلطة دموية في جدار البطين الأيسر.
• هبوط ضغط الدم.
• اضطراب نظم القلب.
• الصدمة القلبية (بالإنجليزية: Cardiogenic shock).
• إحصار القلب (بالإنجليزية: Heart block).
• الوفاة.

تشخيص متلازمة القلب المكسور

يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري كامل للمريض، مع مراجعة التاريخ المرضي. قد يتطلب تشخيص الحالة إجراء الفحوصات التالية:

• فحص دم لكشف إنزيم معني يكشف عن تلف عضلة القلب.
• تخطيط كهربية القلب.
• تصوير الشرايين التاجية.
• تخطيط صدى القلب.
• تصوير الرئتين بالأشعة السينية.
• تصوير القلب بالرنين المغناطيسي.

علاج متلازمة القلب المكسور

قد يعطى المصاب بمتلازمة القلب المنكسر العلاج المستخدم للجلطة القلبية، وقد يحتاج أيضًا للبقاء في المستشفى لفترة من الزمن. قد تتغير الخطة العلاجية بعد التأكد من أن المصاب يعاني من القلب المنكسر وليس الجلطة القلبية، ويهدف العلاج إلى تقليل الضغط على القلب والوقاية من حدوثه مرة أخرى. تتضمن العلاجات:

• مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
• حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين.
• حاصرات مستقبلات بيتا.
• مدرات البول.

الوقاية من متلازمة القلب المكسور

لا توجد حتى الآن طرق معروفة للوقاية من اعتلال عضلة القلب الإجهادي، إلا أن تعلم تقنيات السيطرة على التوتر والقلق قد تساعد بشكل كبير. قد تساعد تقنيات الاسترخاء التالية على السيطرة على التوتر والقلق:

• ممارسة اليوجا، والتأمل، والتدوين.
• أخذ حمام دافئ.
• إشعال شمعة معطرة.
• ممارسة تمارين التنفس.

أيضًا، قد يساعد اتباع نظام حياة صحي على زيادة القدرة على السيطرة على التوتر الجسدي أو العاطفي، ويمكن للنصائح التالية أن تساعد في تحسين هذه القدرة:

• تناول أطعمة مغذية وصحية، مثل التي يعتمد عليها النظام الغذائي المتوسطي.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
• الحصول على 7-9 ساعات من النوم كل ليلة.
• قضاء الوقت مع الآخرين.
• إجراء الفحوصات الدورية.
• تجنب التدخين ومنتجات التبغ بأنواعها.

اقرأ أيضًا: زيوت عطرية تساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر

الخاتمة:

قد تسبب متلازمة القلب المكسور مضاعفات خطيرة على الحياة، والتي قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات. ينصح بطلب الرعاية الطبية فور الشعور بألم في الصدر وصعوبة في التنفس، إذ تتطلب هذه الحالة العلاج الفوري كحال الجلطة القلبية.