يعيش المرء العديد من المشاعر التي قد تكون إيجابية أو سلبية في بعض الأحيان، لكن المشاعر السلبية غير مرغوبة ويعتبر المرور بها صعبًا، مثل مشاعر الغضب، والخجل، والخوف، والحزن، مما يؤدي ببعض الأشخاص إلى كتمها وإخفائها. من الممكن أن يسبب كتم المشاعر العديد من الآثار السلبية على صحة الإنسان النفسية والجسدية أيضًا، فما هي هذه الآثار؟ إليك التفاصيل في هذا المقال.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
لماذا يحدث كتم المشاعر؟
قد يقوم المرء بكتم مشاعره نتيجة عوامل متعددة تتداخل بين النفسية والاجتماعية والثقافية. يلجأ الأفراد في كثير من الأحيان إلى كتم مشاعرهم خوفًا من الحكم السلبي أو الرفض من الآخرين، خاصة إذا كانت هذه المشاعر تعتبر غير مقبولة اجتماعيًا أو تتعارض مع توقعات المحيطين بهم. كما أن التربية تلعب دورًا كبيرًا في ذلك؛ حيث يمكن أن ينشأ الشخص في بيئة تشجع على قمع المشاعر وتعزز فكرة أن التعبير عنها ضعف أو عدم نضج.
من جانب آخر، قد يكون كتم المشاعر آلية دفاعية يستخدمها الإنسان لحماية نفسه من الألم العاطفي، أو تجنب مواجهة مواقف صعبة. قد يجد البعض أنفسهم مضطرين لكبح مشاعرهم في مواجهة ظروف تستدعي حضورهم العاطفي لدعم الآخرين. على سبيل المثال، قد يواجه الشخص انفصالاً مؤلمًا، وفي الوقت ذاته يتلقى خبر وفاة والد أحد أصدقائه المقربين. في مثل هذه الحالة، قد يختار إخفاء مشاعره الخاصة ليتمكن من تقديم الدعم النفسي والمعنوي لصديقه خلال هذه المرحلة الصعبة.
اقرأ أيضًا: فن التخلي: كيف تحرر نفسك من الماضي؟
آثار كتم المشاعر على الصحة
قد يسبب إخفاء المشاعر وكتمها بشكل كامل العديد من الأضرار الصحية والجسدية. نذكر هذه الأضرار فيما يلي.
آثار كتم المشاعر على الصحة النفسية
يمكن أن يكون لكتم المشاعر آثار سلبية كبيرة على الصحة النفسية، حيث يؤدي إلى تراكم الضغوط النفسية والعاطفية داخل الإنسان، مما يزيد من الشعور بالقلق والتوتر. عندما لا يتم التعبير عن المشاعر بشكل صحي، قد يتحول ذلك إلى حالة من الاكتئاب أو الإحباط المستمر، مما يؤثر على جودة الحياة اليومية والحياة الاجتماعية.
كما قد يسبب أيضًا بعض المشاكل في العلاقات الاجتماعية، مثل:
- صعوبة التحدث عن الرغبات والاحتياجات.
- صعوبة التعامل مع الخلافات مع الآخرين.
- صعوبة الشعور بالارتباط والحميمية مع الآخرين.
اقرأ أيضًا: المساج.. هل يؤثر على صحتك النفسية؟
آثار كتم المشاعر على الصحة الجسدية
يمكن أن يؤدي كتم المشاعر وعدم التعبير عنها إلى آثار سلبية على الصحة الجسدية، حيث يرتبط القمع العاطفي بزيادة مستويات التوتر والقلق، مما يؤثر على وظائف الجسم بشكل مباشر. عندما يتم كبت المشاعر لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطراب في النظام العصبي، مما يساهم في ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
بالإضافة إلى ذلك، قد يظهر تأثير كتم المشاعر في شكل آلام جسدية مثل الصداع المزمن وآلام العضلات، نتيجة للتوتر المتراكم. كما أن عدم التعبير عن المشاعر يمكن أن يؤثر على الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. لذلك، يُعتبر التعبير الصحي عن المشاعر واللجوء إلى وسائل علاج الضغوط النفسية أمرًا ضروريًا للحفاظ على التوازن الجسدي والعاطفي.
طرق صحية للتعبير عن المشاعر
يساعد التعبير عن المشاعر بطريقة صحية ضروريًا للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية في الوقت نفسه، وقد يساعد التحدث مع طبيب نفسي متخصص على التعرف على الطرق الصحية لذلك. يساعد الطبيب النفسي على التعرف على الأسباب المحتملة لكتم المشاعر، ويعرّف المرء على طريقة التعامل مع الأسباب ثم التعامل مع مشاعره بطريقة صحيحة.
قد يساعد الطبيب النفسي على توفير مساحة آمنة ليستطيع المرء القيام بما يلي:
- تحديد مشاعره وفهمها.
- زيادة الشعور بالراحة والأمان عند التحدث عن المشاعر.
- تعلم طرق صحية للسيطرة على المشاعر والتعامل معها.
من الممكن ان يسبب كبت المشاعر بعض المشاكل في العلاقات العاطفية أيضًا، وقد يكون الشعور بعدم الراحة عند اختبار مشاعر سلبية دليلًا على أن المرء يكتم مشاعره. يمكن أيضًا التدرب على التعبير عن المشاعر بطريقة صحية في المنزل، وذلك باتباع الخطوات التالية عند الشعور بمشاعر إيجابية أو مشاعر سلبية:
- قول ما يشعر به المرء بصوتٍ عالٍ.
- قول كلمة “أنا” للمساعدة على تحديد المشاعر على أنها مشاعر شخصية، مثلًا يمكن قول (أنا حزين)، أو (أنا غاضب).
- التدرب على البوح بالمشاعر بصوتٍ عالٍ مع صديق مقرب، خاصةً عند المرور بخلاف معين.
ينصح بعدم مهاجمة الطرف الآخر عند حدوث خلاف أو شجار، أو إلقاء اللوم عليه، بل ينصح بالتعبير عن المشاعر بطريقة صحيحة ثم الاستماع إلى زجهة نظره ورأيه، لحل الخلاف دون زيادة المشكلة سوءًا.
اقرأ أيضًا: متلازمة القلب المكسور: أضرار مرعبة للحزن على قلبك
الخاتمة:
من الممكن أن يسبب كتم المشاعر العديد من الأعراض النفسية مثل زيادة التوتر والقلق، والاكتئاب، إضافةً إلى العديد من الأعراض الجسدية الحقيقية مثل ارتفاع ضغط الدم، وآلام العضلات، والإجهاد والتعب المزمن دون سبب واضح. ينصح بالتدرب على التعبير عن المشاعر بطريقة صحية في المنزل بصوتٍ عالٍ، كما ينصح أيضًا بالتحدث مع طبيب نفسي لتعلم كيفية التعامل مع المشاعر بطريقة صحية دون التأثير على الصحة الجسدية أو النفسية.