أجريت لأول مرة عملية جراحية للحويصلة المرارية بواسطة روبوت دون أي تدخل بشري، وتعتبر هذه العملية الجراحية الروبوتية الأولى من نوعها ثورة هائلة في مجال العمليات الجراحية بشكل عام، إذ عادةً ما يتم التحكم بالروبوت عن بعد أثناء الجراحة، وتم تدريب هذا الروبوت على إجراء الجراحة عن باستخدام الذكاء الاصطناعي. تعرف على تفاصيل العملية الجراحية الروبوتية الأولى من نوعها.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
كيف يعمل نظام الروبوت؟
كما ذكرنا سابقًا، عادةً ما يتم التحكم بالروبوتات التي تجري العملية الجراحية عن بعد من قبل الأطباء والمهندسين، لكن هذا الروبوت يستخدم نظامًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات والاستجابة وفقًا لها أثناء إجراء العملية، خاصةً أثناء حدوث مضاعفات غير متوقعة، وذلك حسب تصريحات أكسيل كريغر من جامعة جون هوبكنز في بالتيمور، وهو الذي أشرف على البحث.
يعتمد النظام الذي يستخدمه الروبوت على مبدأ “السير في أي طريق، في أي ظرف، والاستجابة لأي شي يواجهه بذكاء”، ويساعد هذا النظام على تمكين الروبوت من التعامل مع العمليات الجراحية التي تحدث في الواقع، والتي تتطلب استجابة فورية من الجراح عند حدوث شيء غير متوقع، بدلًا من القيام بأشياء محددة للغاية قد تحتاج تدخل الجراحين فيما بعد.
اقرأ أيضًا: وداعًا للأطباء… طفل يولد بذكاء اصطناعي!
كيف أجريت العملية الجراحية الروبوتية؟
بدايةً تم تدريب الروبوت الذي أطلق عليه اسم (بالإنجليزية: The SRT-H robot)، على العملية الجراحية عن طريق الذكاء الاصطناعي، باستخدام تقنية التعليم بالتقليد الموجه باللغة (بالإنجليزية: Language-guided imitation learning)، باستخدام فيديوهات لجراحين يقومون باستئصال الحويصلة الصفراوية من جثث خنازير. تمت بعدها تجربة الروبوت على ثمانية مجموعات من الحويصلة الصفراوية والكبد التي تمت إزالتها من الحيوانات مسبقًا.
تتطلب عملية فصل الحويصلة الصفراوية عن الكبد عدة دقائق، كما تحتاج عدة خطوات تستخدم أدوات مختلفة، إذ تتضمن مهارات الإمساك، وتطبيق المشابك الجراحية، ثم القطع، إضافةً للقدرة على الاستجابة السريعة والتكيف مع مجريات الجراحة.
وقد نجحت العملية الجراحية الروبوتية نجاحًا باهرًا، إذ تعتبر عملية استئصال المرارة عملية دقيقة ومعقدة، وتحتاج 17 خطوة للقايم بها بشكل صحيح. تمكن الروبوت من التعرف على القنوات والأوعية الدموية والإمساك بها بدقة، ومن ثم تثبيت المشابك الجراحية بشكل صحيح، وقص الأجزاء بالمقص بفعالية. يذكر أيضًا ان القائمين على البحث أضافوا عوامل غير متوقعة في بعض الأنسجة، مثل صبغات شبيهة بالدم غيرت شكل الحويصلة الصفراوية والأنسجة المحيطة بها. مع ذلك، نجح الروبوت في التعرف عليها والتعامل معها بشكل ناجح.
تتميز أعضاء الخنزير وأوعيته الدموية بالتنوع الكبير في الشكل والتشريح، بشكل مشابه للتنوع والاختلاف لدى البشر. على الرغم من ذلك، يتطلب الأمر المزيد من الوقت لبدء قيام الروبوت بعمل جراح، رغم نجاحه بنسبة 100% في إزالة المرارة من كبد الخنزير.
هل يمكن للروبوت القيام بمهام جراحية أخرى؟
إضافةً لإجراء العملية الجراحية الروبوتية بشكل ناجح، نجح فريق أكسيل كريغر السنة الماضية في تطوير برنامج لتدريب الروبوتات على إجراء ثلاثة مهمات جراحية أساسية، وهي التلاعب بالإبرة، ورفع أنسجة المريض، وتخييط الجرح. استغرقت كل خطوة من هذه الخطوات عدة ثوانٍ فقط.
اقرأ أيضًا: علاج مبتكر تم اكتشافه حديثًا: الخلايا الجذعية لعلاج باركنسون
الخاتمة:
نجحت العملية الجراحية الروبوتية الأولى من نوعها أثناء بحث أجري في جامعة جون هوبكنر في بالتيمور، وقد تمت برمجة الروبوت بنظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما ساعده على القيام بالجراحة دون مساعدة بشرية بشكل كامل. تعتبر هذه النتائج ثورية في مجال الجراحة، إلا أنها ستستغرق بعض الوقت إلى أن تصبح قابلة للطبيق.