لم يعد الأمر مجرد عادة يومية بسيطة، بل تحذير صحي عالمي: مخاطر ترك زجاجة الماء في السيارة قد تتجاوز العطش لتصل إلى أمراض خطيرة. فالأبحاث العلمية تكشف أن الزجاجات البلاستيكية عند تعرضها للحرارة تطلق مواد سامة تتسرب إلى الماء، وهو ما يشكل تهديدًا للصحة العامة لا يمكن تجاهله.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
كيف تبدأ مخاطر ترك زجاجة الماء في السيارة؟
تزداد مخاطر ترك زجاجة الماء في السيارة مع ارتفاع درجات الحرارة داخل المركبة، حيث تتحول البيئة المغلقة إلى عامل ضغط خطير على البلاستيك. وتشير بيانات مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية (CDC) إلى أن حرارة السيارة قد تصل إلى 109 فهرنهايت خلال 20 دقيقة فقط، وهو ما يؤدي إلى تسرب مركبات كيميائية سامة إلى المياه. من أبرز هذه المواد:
-
الأنتيمون: معدن ثقيل سام يسبب الغثيان، الصداع واضطرابات النوم، وقد يؤدي مع التعرض الطويل إلى أضرار في الجهاز التنفسي والهضمي.
-
البيسفينول (BPA): مادة كيميائية خطيرة ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، أمراض القلب، ومشاكل الخصوبة.
اقرأ أيضًا: شرب الماء بعد الرابعة قد يكون أكبر خطأ في يومك: حقيقة لم يخبرك بها أحد!
ما هي مخاطر ترك زجاجة الماء في السيارة؟
تبدو زجاجة الماء في السيارة شيئًا بسيطًا لا يستحق التفكير، لكن الحقيقة العلمية تقول العكس؛ إذ تتحول بفعل الحرارة إلى مصدر خطير للسموم الكيميائية. تكشف الأبحاث أن مخاطر ترك زجاجة الماء في السيارة لا تقتصر على تغير طعم الماء أو رائحته، بل تمتد إلى مشكلات صحية خطيرة قد ترافق الإنسان لسنوات. ومن أبرز هذه المخاطر:
-
تسرب المعادن الثقيلة: مثل الأنتيمون، الذي يمكن أن يؤدي إلى أعراض فورية كالغثيان، القيء، الصداع، والدوخة، بينما يسبب على المدى الطويل التهابات رئوية وقرح معدية.
-
انتقال مادة البيسفينول (BPA): وهي مادة شائعة في البلاستيك ارتبطت في الدراسات بارتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان، أمراض القلب، ضعف الخصوبة، وحتى التوحد لدى الأطفال.
-
الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية: تسربت منها مئات الآلاف في لتر واحد من المياه المعبأة، وهذه الجسيمات قادرة على اختراق جدران الخلايا والوصول إلى الدماغ، ما يزيد من خطورة تأثيرها على الجهاز العصبي.
-
التعرض للفثالات: وهي مركبات تضاف لزيادة مرونة البلاستيك، لكنها ترتبط باضطرابات هرمونية، مشاكل في النمو، وتأثيرات سلبية على المناعة، وقد أُرجعت إليها مئات آلاف الوفيات المبكرة سنويًا.
-
التأثير التراكمي: شرب هذه المياه بشكل متكرر يضاعف الخطر، فحتى الجرعات الصغيرة من المواد السامة يمكن أن تتراكم في الجسم وتؤدي إلى أمراض مزمنة يصعب علاجها.
اقرأ أيضًا: أيهما أفضل: شرب الماء البارد أم الساخن؟
الأدلة العلمية وراء مخاطر ترك زجاجة الماء في السيارة
تشير الدراسات الحديثة إلى أن مخاطر ترك زجاجة الماء في السيارة لم تعد مجرد افتراضات، بل حقائق مثبتة بالأدلة العلمية. فقد ربطت أبحاث متعددة بين الحرارة والبلاستيك والجسيمات الدقيقة التي تلوث المياه وتصل إلى جسم الإنسان، وجاءت أبرز النتائج كالتالي:
-
دراسة من جامعة نانجينغ الصينية أثبتت أن تسخين زجاجات البلاستيك المصنوعة من PET يؤدي إلى تسرب مادتي الأنتيمون والبيسفينول إلى المياه.
-
تحاليل حديثة وجدت ما يقارب 370 ألف جسيم بلاستيكي دقيق في لتر واحد من المياه المعبأة، وهذه الجسيمات قادرة على اختراق الدم والدماغ.
-
الجسيمات النانوية تحتوي على الفثالات، وهي مواد خطرة على الهرمونات والنمو، وترتبط بمشاكل في المناعة والخصوبة.
-
دراسات أمريكية أرجعت أكثر من 100,000 وفاة مبكرة سنويًا إلى التعرض للفثالات في المنتجات البلاستيكية.
-
خبراء من مبادرة Deep Science Ventures البريطانية حذروا من أن تجاهل هذه النتائج قد يقود إلى أزمة صحية وبيئية يصعب السيطرة عليها، حيث تمتد الأضرار إلى المياه والتربة والكائنات الحية.
اقرأ أيضًا: فوائد شرب الماء من الرأس حتى القدم… وما هي الكمية التي تحتاجها؟
كيف تتجنب مخاطر ترك زجاجة الماء في السيارة؟
لتفادي مخاطر ترك زجاجة الماء في السيارة يمكن اعتماد بدائل صحية وآمنة تضمن حصولك على الماء النظيف دون تعريضه للحرارة. أهم الخطوات التي ينصح بها الخبراء هي:
-
حمل زجاجة شخصية معك دائمًا من الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ، فهي أكثر أمانًا ولا تتفاعل مع الحرارة.
-
تخزين المياه في حقيبتك أو مكان مظلل بدلًا من تركها داخل السيارة، حيث تبقى الحرارة معتدلة.
-
استخدام حافظات حرارية تحافظ على برودة الماء لساعات طويلة حتى في الأيام الحارة.
-
تعبئة الزجاجة بكميات مناسبة لشربها خلال اليوم دون الحاجة لتركها لفترات طويلة.
-
الاعتماد على مياه مصفّاة أو معبأة بجودة مضمونة لضمان تقليل التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة.
الخلاصة
أصبحت الأدلة العلمية قاطعة: مخاطر ترك زجاجة الماء في السيارة ليست مجرد إشاعة، بل تهديد حقيقي للصحة العامة. ترك زجاجة صغيرة في مقعدك الخلفي قد يعني تعريض نفسك لمواد كيميائية خطيرة وجسيمات بلاستيكية دقيقة تهدد الحياة. الوعي والبدائل الصحية هما الطريق لتجنب هذه الكارثة الصامتة.