من الشائع أن يتم الإفراط في استهلاك القهوة، فهي المصدر الأكثر شيوعًا للكافيين الذي يعطي دفعة من النشاط والحيوية لبدء اليوم. لكن، يعتبر الإفراط في استهلاك القهوة ضارًا للصحة والجسم، وقد يسبب العديد من الآثار الجانبية. فما هو تأثير القهوة على الكلى؟ وهل يعتبر تأثيرها سلبيًا إم إيجابيًا؟ إليك الإجابة بالتفصيل في هذا المقال.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هو تأثير القهوة على الكلى؟
القهوة من أكثر المشروبات استهلاكًا في العالم، ولها تأثيرات متباينة على صحة الكلى، حسب الأبحاث الحديثة. وفقًا للجمعية الوطنية للكلى (بالإنجليزية: National Kidney Foundation)، يعتبر تناول أقل من ثلاثة أكواب يوميًا من القهوة عادةً آمنًا للأشخاص الأصحاء أو ممن لديهم أمراض الكلى، خاصة إذا كانت القهوة سوداء دون إضافات مثل الحليب أو الكريمة، لأنها تحتوي على بوتاسيوم منخفض.
من جهة أخرى، بعض الدراسات تربط الاستهلاك المرتفع من القهوة (ثلاثة أكواب أو أكثر يوميًا) بزيادة خطر ضعف وظائف الكلى في بعض الأشخاص. هذا الخطر يكون أعلى لدى من لديهم متغير جيني يجعلهم “يعالجون الكافيين ببطء” (مثل متغير CYP1A2)، الأمر الذي قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية مثل ارتفاع ضغط الدم أو وجود بروتين في البول (ألبومينوريا).
اقرأ أيضًا: كيف تتجنب التداخلات الضارة بين الأدوية والقهوة؟
مع ذلك، هناك أيضًا دراسات تشير إلى أن تأثير القهوة على الكلى قد يكون إيجابيًا في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، وجد تحليل لأكثر من 500 ألف شخص أن استهلاك القهوة مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض كلوي مزمن، وكذلك انخفاض في البروتين البولي، إذا كان الاستهلاك معتدلًا.
وهناك بيانات من دراسة ARIC تشير إلى أن تناول القهوة (1-3 أكواب يوميًا) يرتبط بتراجع أقل في وظائف الكلى مع مرور الوقت وانخفاض في مخاطر الإصابة بإصابة كلوية حادة. من المهم أيضًا مراعاة المكونات المضافة للقهوة: فحين تضاف الحليب أو الكريم أو محليات، قد يرتفع محتوى البوتاسيوم والفوسفور، مما قد يشكل عبئًا إضافيًا على الكلى خاصة لمن لديهم أمراض كلوية مسبقًا.
في المجمل، يتفاوت تأثير القهوة على الكلى حسب الكمية التي يتم اسهلاكها، إذ يمكن أن تكون مفيدة في بعض الحالات، إذا تم استهلاكها باعتدال وبوعي. ولكن يجب على الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي أو مشاكل ضغط الدم أو أمراض كلوية مراعاة الكمية واستشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية لمعرفة الكمية الآمنة لهم.
اقرأ أيضًا: هل توجد فوائد لشرب القهوة قبل التمرين؟
تأثير القهوة على مرضى الكلى
يحتاج مرضى الكلى إلى التعامل مع القهوة بحذر أكبر مقارنة بالأشخاص الأصحاء وقد يكون تأثير القهوة على الكلى لديهم سلبيًا، لأن الكافيين وبعض الإضافات قد يضغطان على الكلى أو يرفعان مستويات بعض المعادن في الدم. قد يسبب الكافيين ارتفاعًا مؤقتًا في ضغط الدم، والذي قد يؤثر على المرضى الذين يعانون من قصور كلوي أو ارتفاع ضغط مزمن بشكل سلبي. كما أن إضافة الحليب، أو الكريمة أو النكهات المحلاة قد ترفع من مستويات البوتاسيوم والفوسفور، وهما عنصران يجب على مرضى الكلى عادةً التحكم بكميتهما بدقة.
بالنسبة للكمية المسموح بها، ينصح عادةً بحد أقصى كوب إلى كوبين يوميًا لمرضى الكلى، على أن تكون القهوة سوداء أو قليلة الإضافات قدر الإمكان. المرضى في المراحل المتقدمة من القصور الكلوي أو ممن لديهم ارتفاع في البوتاسيوم قد يحتاجون إلى تقليل الكمية أكثر أو تجنب القهوة تمامًا. من الأفضل دائمًا تقييم الحالة مع الطبيب أو اختصاصي التغذية لتحديد الكمية المناسبة حسب مرحلة المرض، ونمط التغذية، ووجود أمراض مرافقة كارتفاع الضغط أو السكري.
اقرأ أيضًا: معلومة صادمة عن شرب القهوة بعد الاستيقاظ فورًا
هل القهوة تسبب حصوات الكلى؟
لا تعد القهوة من المشروبات التي تزيد خطر تكون حصوات الكلى لدى أغلب الأشخاص، بل قد تساعد في بعض الحالات على تقليل احتمالية الإصابة بها. السبب يعود إلى أن القهوة تساهم في زيادة إنتاج البول، مما يساعد الجسم على التخلص من الأملاح والمعادن التي قد تتجمع وتكون الحصوات.
ومع ذلك، فإن الإفراط في شرب القهوة قد يؤدي إلى الجفاف، وهو أحد أهم العوامل التي ترفع خطر تشكل الحصوات. لذلك، يمكن القول إن القهوة لا تسبب حصوات الكلى طالما تم استهلاكها باعتدال، مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم للحفاظ على الترطيب ومنع تراكم الأملاح في الكلى.
نصائح لتجنب التأثير السلبي على الكلى
يمكن للقهوة أن تكون جزءًا من نمط حياة صحي إذا تم استهلاكها باعتدال وبطريقة مدروسة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى أو لديهم تاريخ عائلي لمشاكل الكلى. لتقليل التأثيرات غير المرغوبة، ينصح باتباع النصائح التالية:
- الالتزام بالكمية المناسبة: يفضل ألا يتجاوز الاستهلاك اليومي كوبين من القهوة، مع تقليل الكمية لمرضى الكلى أو عند وجود ارتفاع في ضغط الدم.
- اختيار القهوة السوداء: تجنب الإضافات العالية بالبوتاسيوم والفسفور، مثل الكريمة الثقيلة أو الحليب الكامل، لأنها قد تزيد العبء على الكلى.
- شرب الماء طوال اليوم: يساعد الترطيب الجيد على دعم عمل الكلى وتخفيف تأثير الكافيين المدر للبول.
- تجنّب القهوة على معدة فارغة: هذا يقلل من تهيج الجهاز الهضمي ويمنع أي ضغط إضافي غير مباشر على الكلى.
- الابتعاد عن القهوة سريعة الذوبان الغنية بالصوديوم: بعض الأنواع تحتوي على نسب عالية من الصوديوم أو الإضافات الصناعية التي قد تضر بالكلى.
- مراقبة الضغط ومستوى السوائل في الجسم: لأن الكافيين قد يسبب ارتفاعًا مؤقتًا في الضغط، من الأفضل متابعة القراءات بانتظام لدى الأشخاص المعرضين لمشاكل الكلى.
- استبدال بعض الأكواب بخيارات أخف: مثل القهوة الخالية من الكافيين، أو المشروبات العشبية التي تكون أقل تأثيرًا على الكلى والجسم.
اقرأ أيضًا: تحذير طبي: شرب القهوة قد يُفسد مفعول دوائك!
الخاتمة:
من الممكن أن يكون تأثير القهوة على الكلى إيجابيًا أو سلبيًا حسب الكمية التي يتم استهلاكها، إذ تعتبر القهوة مفيدة للكلى في حال تن استهلاكها باعتدال، بينما قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى في حال الإفراط في تناولها. ينصح بشرب كوبين أو ثلاثة أكواب من القهوة على الأكثر يوميًا، كما ينصح بتجنب الإضافات التي قد تزيد الحمل على الكلى.
