تحذير طبي: شرب القهوة قد يُفسد مفعول دوائك!

1

x77eq3
تحذير طبي: شرب القهوة قد يُفسد مفعول دوائك!

فهرس الصفحة

بالنسبة لكثيرين، يبدأ اليوم برشفة قهوةٍ دافئة تمنحهم التركيز والطاقة. لكن ما لا يعلمه البعض، أن هذا الروتين اليومي قد يتسبب بتفاعلات خطيرة مع أدوية يتناولونها، مما يؤثر على فعاليتها أو يُفاقم آثارها الجانبية.

دراسة حديثة قادتها خبيرة الصيدلة البريطانية ديبا كامدا من جامعة كينغستون، سلطت الضوء على هذه المخاطر، وأكدت أن الكافيين الموجود في القهوة ليس بريئًا دائمًا، خصوصًا إذا تزامن مع أدوية معينة تُصرف بوصفة طبية أو حتى دون وصفة.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

شرب القهوة مع الأدوية

الكافيين، المكون الأساسي في القهوة، ليس مجرد مادة تمنحك اليقظة والنشاط، بل هو منبه قوي يؤثر مباشرة على الجهاز العصبي المركزي. لكنه في المقابل قد يكون طرفًا غير مرغوب فيه حين يتعلق الأمر بالأدوية، حيث إن شرب القهوة مع الأدوية قادر على تغيير امتصاص العديد من المركبات الدوائية، سواء بتقليله أو بتعطيل طريقة استفادة الجسم منها، وهو ما يُعرف علميًا بالتفاعل الدوائي الغذائي.

ففي الجهاز الهضمي، قد يسرّع الكافيين من حركة الأمعاء، ما يقلل من الوقت المتاح لامتصاص الدواء بشكل فعال. وفي حالات أخرى، قد يزيد من نفاذية جدار الأمعاء لبعض الأدوية، مما يؤدي إلى امتصاص مفرط يضاعف الأثر الجانبي للدواء ويعرض المريض لمضاعفات غير متوقعة، مثل تسارع ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، القلق، أو اضطرابات النوم.

ويجدر بالذكر أن القهوة ليست المصدر الوحيد للكافيين. فالشاي بجميع أنواعه (خاصة الأخضر والأسود)، والمشروبات الغازية الداكنة، والشوكولاتة، ومشروبات الطاقة، تحتوي جميعها على نسب متفاوتة من الكافيين، مما يزيد من تعقيد المعادلة الدوائية لدى المرضى الذين يعتمدون على علاج طويل الأمد أو يتناولون أدوية حساسة.

الأطباء والصيادلة يحذرون من هذا التفاعل “الصامت”، الذي قد لا يظهر بشكل مباشر، لكن تأثيره يتراكم تدريجيًا ليُضعف مفعول العلاج، أو يجعل المريض أكثر عرضة للآثار الجانبية، خاصة لدى الفئات الحساسة كمرضى القلب، الغدة الدرقية، أو من يعانون من اضطرابات في الجهاز العصبي أو الكبد.

لذا من الضروري ألا يُنظر إلى فنجان القهوة اليومي كعادة بريئة تمامًا، بل كعامل قد يتطلب إعادة تقييم وفقًا لنوع الدواء، توقيت تناوله، واستجابة الجسم الفردية.

شرب القهوة مع الأدوية

تفاعلات ناتجة عن شرب القهوة مع الأدوية

تفاعل الكافيين مع بعض الأدوية قد يُغيّر من فعاليتها أو يُفاقم آثارها الجانبية، مما يجعل من الضروري الانتباه إلى توقيت تناول القهوة عند استخدام الأدوية التالية:

أدوية الغدة الدرقية (ليفوثيروكسين)

يُعد ليفوثيروكسين من الأدوية الحيوية التي تُستخدم لعلاج قصور الغدة الدرقية، ويعتمد امتصاصه على وجود بيئة معدية فارغة من الطعام والمشروبات. لكن شرب القهوة بعد تناوله مباشرة يُقلل امتصاص الدواء بشكل ملحوظ، ما يؤدي إلى تذبذب مستويات الهرمون في الدم. هذا التداخل قد يُبقي المريض في حالة خمول أو اضطراب رغم التزامه بالدواء، غير أن ذلك يتسبب في انخفاض الامتصاص بنسبة تصل إلى 50% عند تناول القهوة بعد الدواء مباشرة، يمكن تلخيص الأمر كالتالي:

  • المشكلة: شرب القهوة بعد تناول ليفوثيروكسين مباشرة يقلل من امتصاصه بنسبة تصل إلى 50%.

  • النصيحة: انتظر 60 دقيقة على الأقل بعد تناول الدواء قبل شرب القهوة.

مضادات الاكتئاب من نوع SSRI (مثل سيرترالين وسيتالوبرام)

تُستخدم هذه الأدوية لتنظيم مستويات السيروتونين في الدماغ، وهي حساسة لتأثير الكافيين، شرب القهوة قد يعيق امتصاصها في الجهاز الهضمي، ما يضعف فاعلية العلاج ويجعل المريض عرضة لعودة الأعراض مثل الحزن، القلق، أو التهيج. كما قد تزيد الأعراض الجانبية مثل الأرق أو التوتر عند استهلاك الكافيين بكميات زائدة، ويمكن تلخيص الأمر كالتالي:

  • المشكلة: الكافيين قد يعيق امتصاص هذه الأدوية، مما يضعف تأثيرها المضاد للاكتئاب.

  • النصيحة: راقب أي تراجع في فعالية العلاج أو تزايد الأعراض الجانبية.

أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (مثل الأمفيتامينات)

تمتلك هذه الأدوية تأثيرًا منبهًا طبيعيًا على الدماغ، والكافيين يزيد هذا التأثير بشكل قد يُسبب فرط تحفيز للجهاز العصبي. لذلك فإن الجمع بين القهوة وهذه الأدوية قد يؤدي إلى الأرق، التوتر المفرط، وحتى اضطراب ضربات القلب، ويمكن تلخيص الأمر كالتالي:

  • المشكلة: الكافيين يُضاعف التأثير المنبه لتلك الأدوية، ما قد يسبب أرقًا وقلقًا مفرطًا.

  • النصيحة: قلل استهلاك القهوة أو اختر قهوة منزوعة الكافيين.

أدوية البرد والإنفلونزا التي تحتوي على السودوإيفيدرين

السودوإيفيدرين مادة منشطة تُستخدم لتخفيف احتقان الأنف، لكنها تُسبب تسارع نبضات القلب عند بعض الأشخاص. عند جمعها مع الكافيين، يزداد هذا التأثير المنبه، ما قد يؤدي إلى أرق، قلق، أو حتى خفقان القلب، ويمكن تلخيص الأمر كالتالي:

  • المشكلة: قد تؤدي إلى تسارع ضربات القلب، القلق، والأرق عند تزامنها مع الكافيين.

  • النصيحة: تجنب الكافيين أثناء فترة استخدام هذه الأدوية.

أدوية القلب وتنظيم ضغط الدم

بعض أدوية القلب، خاصة التي تُنظّم ضرباته أو تخفّض ضغط الدم، تتأثر بوجود الكافيين في الجسم. القهوة قد تُقلل فاعليتها أو تُحدث تذبذبًا في ضغط الدم، مما يُضعف التحكم في الحالة المرضية، ويمكن تلخيص الأمر كالتالي:

  • المشكلة: القهوة قد تُضعف تأثير بعض الأدوية الخافضة للضغط أو المنظِّمة لضربات القلب.

  • النصيحة: استشر طبيبك إذا لاحظت عدم فعالية دوائك المعتاد.

أدوية الربو مثل “ثيوفيلين”

ثيوفيلين من الأدوية التي تُساعد على توسيع الشعب الهوائية، لكنه يشترك مع الكافيين في البنية والتأثير المنبه. عند تناوله مع القهوة، قد يتضاعف التأثير، مما يؤدي إلى رجفة اليدين، تسارع النبض، أو الشعور بالتوتر، ويمكن تلخيص الأمر كالتالي:

  • المشكلة: الكافيين يُعزز تأثير الدواء المنبه مما يزيد من خطر الاضطراب القلبي أو العصبي.

  • النصيحة: راقب أعراض مثل رجفة اليد أو تسارع النبض.

أدوية هشاشة العظام (مثل أليندرونات)

هذه الأدوية تحتاج إلى امتصاص دقيق في الجهاز الهضمي لتعمل بفاعلية. تناول القهوة أو الطعام بعد تناول الدواء مباشرة يعرقل امتصاصه، مما يُفقده جزءًا كبيرًا من فعاليته ويُقلل من قدرته على تقوية العظام، ويمكن تلخيص الأمر كالتالي:

  • المشكلة: يمنع امتصاص الدواء عند تناول القهوة أو الطعام بعده مباشرة.

  • النصيحة: امتنع عن تناول أي مشروب أو طعام لمدة 30 إلى 60 دقيقة بعد أخذ الدواء

هل يتفاعل الجميع بنفس الطريقة؟

لا. استجابة الجسم للكافيين تختلف من شخص لآخر، فالبعض لا تظهر عليه الأعراض إلا بعد شرب ثلاثة أكواب، بينما قد يعاني آخرون من الأرق أو تسارع القلب بعد كوب واحد فقط. هذه الفروقات تعود لعوامل جينية، وحالة الكبد، ومدة استخدام الدواء.

نصائح لتجنب التفاعل بين القهوة والأدوية

لا شك أن القهوة من المشروبات المحببة للكثيرين، لكن قج يتحول شرب القهوة إلى خطر صحي عند تفاعلها مع بعض الأدوية. إليك أهم النصائح العملية لتجنب هذه المشكلة:

  • انتظر 30–60 دقيقة، بعد تناول الأدوية الحساسة قبل شرب القهوة.

  • راقب الأعراض، مثل الأرق، الصداع، القلق، واضطراب ضربات القلب.

  • استشر طبيبك أو الصيدلاني، بشأن الأدوية التي تتناولها وتأثير الكافيين المحتمل.

  • اختر قهوة منزوعة الكافيين، إذا كنت تعتمد على علاجات طويلة المدى أو حساسة.

  • لا تستهِن بالمشروبات الأخرى، خصوصًا تلك التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي الأخضر أو مشروبات الطاقة.

الخلاصة:

لا يمكن إنكار متعة شرب القهوة، لكن هذه المتعة قد تتحول إلى خطر حقيقي عندما تتعارض مع صحتك الدوائية. تذكر أن التفاعل بين الكافيين والأدوية ليس مجرد نظرية، بل حقيقة علمية تؤكدها الأبحاث والتجارب السريرية؛ لذلك استمتع بقهوتك بذكاء، وحافظ على مسافة آمنة بينها وبين أدويتك. فالصحة أغلى ما نملك، والوقاية هنا لا تتطلب أكثر من القليل من المعرفة والانتباه.

الأسئلة الشائعة عن شرب القهوة مع الأدوية

  • هل شرب القهوة يؤثر على فعالية أدوية الغدة الدرقية؟

    نعم، شرب القهوة مباشرة بعد دواء ليفوثيروكسين يقلل امتصاصه بنسبة تصل إلى 50%.

  • هل يمكن تناول مضادات الاكتئاب مع القهوة؟

    الكافيين قد يُضعف امتصاص مضادات الاكتئاب من نوع SSRI ويزيد الأعراض الجانبية.

  • ما تأثير القهوة على أدوية اضطراب فرط الحركة؟

    القهوة تعزز التأثير المنبه للأمفيتامينات وقد تسبب أرقًا وقلقًا مفرطًا.

  • هل تؤثر القهوة على أدوية القلب والضغط؟

    نعم، الكافيين قد يُضعف مفعول أدوية الضغط أو يُسبب تذبذبًا في معدل ضربات القلب.

  • متى يجب شرب القهوة بعد تناول أدوية هشاشة العظام؟

    يُنصح بالانتظار 30 إلى 60 دقيقة بعد تناول أليندرونات قبل شرب القهوة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!

فيديوهات ذات صلة

x9k91eo

الدكتور عبدالله عمر يوضح: كيف تحافظ على بشرتك وتتفادى أخطاء العناية الشائعة

مواضيع ذات صلة

مشاركة