قد تبدو إذابة الطعام المجمد بالماء الساخن فكرة ذكية لتسريع العملية وتوفير الوقت، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا عمّا يظنه كثيرون. فمع تزايد التحذيرات من خبراء التغذية وسلامة الغذاء، بات واضحًا أن الطرق الخاطئة في تذويب الطعام قد تُحوّل الوجبة إلى مصدر خطر حقيقي على الصحة، وتزيد من احتمالات نمو البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي. في هذا الخبر، نستعرض أبرز ما كشفته المصادر العلمية حول الطريقة الآمنة لإذابة الطعام — ولماذا يعتبر الماء الساخن من أخطر الخيارات.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
خطر إذابة الطعام المجمد بالماء الساخن
يكمن خطر إذابة الطعام المجمد بالماء الساخن في تغير درجة الحرارة بسرعة، فعندما يلامس الماء الساخن سطح الطعام، تبدأ الطبقة الخارجية بالذوبان بسرعة بينما يبقى الداخل متجمّدًا. تخلق هذه الحرارة غير المتوازنة ما يعرف بمنطقة الخطر؛ وهي درجة حرارة دافئة تسمح للبكتيريا — مثل السالمونيلا والإشريكية الكولونية — بالتكاثر خلال دقائق. المشكلة الأخطر أن هذه البكتيريا قد تصل لمستويات مرتفعة قبل حتى أن يكتمل ذوبان الطعام من الداخل.
إضافة إلى ذلك، يمكن للماء الساخن أن يرفع حرارة اللحم أو الدجاج بحيث يتم طبخ الأطراف جزئيًا، من دون أن تنضج فعلًا. قد يغير ذلك قوام الطعام، ويؤثر في جودته، وقد يعطي شعورًا خادعًا بأنه أصبح آمنًا، بينما البكتيريا ما زالت موجودة.
كما أن ملامسة الماء الساخن — خصوصًا إذا كان الحوض أو الوعاء غير نظيف جيدًا — تساعد على انتشار الجراثيم وتلوث الطعام المذوّب، ما يزيد من احتمالات التسمم الغذائي، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن والحوامل.

هل توجد استثناءات؟
رغم أن إذابة الطعام المجمد بالماء الساخن عادةً غير آمنة، قد يسمح بذلك فقط عندما يكون الطعام مطبوخًا بالكامل مسبقًا — مثل الشوربة، اليخنة، أو الأرز المطبوخ — وكانت نيتك تسخينه فورًا حتى الغليان. في هذه الحالة، التسخين الكامل إلى درجة مرتفعة يقتل معظم الجراثيم التي قد تنمو خلال الذوبان.
ومع ذلك، يبقى الشرط الأساسي هو عدم ترك الطعام في الماء الساخن فترة طويلة، وعدم إعادة تبريده مرة أخرى بعد الذوبان. أما الأطعمة النيئة — خاصة اللحوم والدجاج والأسماك — فلا يشملها هذا الاستثناء إطلاقًا، لأن البكتيريا قد تتكاثر بسرعة ولا يضمن الطهو اللاحق التخلص من كل المخاطر.
اقرأ أيضًا: أطعمة مجمدة مفيدة لضغط الدم: أحدها سيفاجئك!
طرق آمنة لتذويب الأطعمة المجمدة
هناك طرق آمنة ينصح بها الخبراء لتذويب الطعام، وذلك لتجنب نمو البكتيريا وحصول التسمّم الغذائي الذي قد يحدث عند إذابة الطعام المجمد بالماء الساخن. نذكر هذه الطرق تاليًا.
التذويب داخل الثلاجة
هي الطريقة الأكثر أمانًا. يجب وضع الطعام في وعاء مغلق داخل الرف السفلي وتركه يذوب ببطء. قد تستغرق العملية من ساعات إلى يوم كامل، لكنها تحافظ على الطعام في درجة حرارة آمنة.
الذوبان بالماء البارد
يوضع الطعام داخل كيس محكم الإغلاق، ويغمر في ماء بارد (ليس ساخنًا). ينصح بتبديل الماء كل 30 دقيقة للحفاظ على البرودة. بعد الذوبان، ينصح بطهي الطعام فورًا.
الميكروويف (وضعية الإذابة)
يمكن استخدام إعداد الإذابة (بالإنجليزية: Defrost) لإذابة سريعة، لكن يجب طهي الطعام مباشرة بعد الانتهاء لأن أطرافه قد تبدأ في الطهي وتصبح في “منطقة خطرة” للبكتيريا.
الطهي مباشرة من الحالة المجمدة
في بعض الأطعمة — مثل الخضار أو بعض المنتجات الجاهزة — يمكن الطهي مباشرة من الفريزر، لكن سيحتاج وقتًا أطول للطهي. اتبع دائمًا التعليمات المكتوبة على العبوة.
ينصح بتجنب إذابة الأطعمة في درجة حرارة الغرفة على الطاولة أو تحت الشمس، وتجنب إذابة الأطعمة المجمدة بالماء الساخن بشكل كامل — خصوصًا اللحوم والدجاج والأسماك — لأنها تخلق بيئة مثالية لتكاثر الجراثيم.
اقرأ أيضًا: التسمم الغذائي..الخطر الصامت في وجبتك

الخاتمة:
قد تسبب إذابة الطعام المجمد بالماء الساخن العديد من المخاطر الصحية، فقد تحفز انتشار البكتيريا ونموها بشكل كبير، مما يسبب تلوث الأسطح والطعام نفسه، وقد يؤدي إلى الإصابة بالتسمم الغذائي. ينصح بإذابة الطعام في داخل الثلاجة في وعاء مغلق، أو في الميكروويف باستخدام إعداد الإذابة.
ملخص المقال بالذكاء الاصطناعي